أهم الاخبار
الرئيسية تقارير وتحقيقات
تاريخ النشر: 19/03/2025 02:02 م

غزة: قصف وقتل وجوع

غزة 19-3-2025 وفا- محمد دهمان

استيقظ سكان قطاع غزة على أصوات القصف والانفجارات، بعدما استأنفت حكومة الاحتلال الإسرائيلي عدوانها وقصفها بشكل مكثف، لتضيف فصلاً جديدًا من الألم والمعاناة المستمرين منذ أكثر من عام ونصف عام.

ويأتي ذلك في ظل حصار مشدد فرضته قوات الاحتلال منذ دخول شهر رمضان المبارك، ما أدى إلى نقص حاد في المواد الغذائية والتموينية، وانعدام شبه كامل للمحروقات.

 

حصار اشتد في رمضان

لطالما عُرف شهر رمضان في غزة بتنوع موائده، حيث تجتمع العائلات حول أطباق تقليدية، لكن الصورة كانت مختلفة تمامًا هذا العام، فالحصار الخانق أدى إلى توقف مصادر الدخل لآلاف الأسر، وباتت المساعدات الإنسانية شحيحة للغاية بسبب القيود التي فرضتها حكومة الاحتلال الإسرائيلي على دخول الإمدادات الغذائية والطبية.

تقول المواطنة سائدة أبو الخير لمراسل "وفا": "منذ اندلاع الحرب لم نستطع شراء أي شيء للبيت، ونعتمد بالكامل على المساعدات والتكايا. اليوم، بسبب عودة العدوان، لم تعمل التكايا ولم توزع أي طعام، ونحن صيام ولا نملك ثمن أي شيء. اضطررت إلى استلاف معلبات بازلاء من جيراني، ولا ندري ماذا سنفعل غدًا إذا استمر القصف".

 

أسواق خاوية وارتفاع جنوني في الأسعار

في محاولة يائسة لتأمين الطعام، تدفق المواطنون على الأسواق فور استئناف العدوان، لكنهم فوجئوا بأن الرفوف تكاد تكون فارغة، والأسعار وصلت إلى مستويات خيالية لا يستطيع معظمهم تحملها.

يقول كمال مطر، وهو رب أسرة مكونة من ستة أفراد، "ذهبت للتسوق لكنني لم أجد شيئًا في الأسواق، الأسعار مرتفعة جدًا، وهي أضعاف الأسعار الطبيعية، ولم أستطع شراء أي شيء، فعدت إلى البيت فارغ اليدين. بتنا نخشى أن نموت جوعًا قبل أن تقتلنا القذائف".

أما عاشور العبادلة، وهو صاحب محل خضراوات، فروى لمراسل "وفا" المشهد الدرامي الذي شهده صباح اليوم: “تفاجأنا بعودة القصف مع ساعات الفجر، فلم نستطع إحضار الخضراوات من الحسبة، لكن بمجرد أن فتحتُ المحل، تهافت الناس على بعض الخضراوات القديمة بشكل جنوني رغم ارتفاع أسعارها، فهم يحاولون شراء أي شيء متاح قبل أن تنعدم الخيارات تمامًا".

مأساة تتفاقم مع استمرار القصف

لم تقتصر معاناة المواطنين على نقص الطعام والاحتياجات الأساسية، بل إن القصف العنيف والمستمر منذ ساعات الفجر حصد أرواح مئات الأبرياء، وزاد معاناة القطاع الصحي المنهك أصلًا.

فقد أفادت مصادر طبية بأن المستشفيات لم تعد قادرة على استيعاب الأعداد المتزايدة من الجرحى، في ظل افتقارها إلى الأدوية والمعدات الطبية اللازمة لعلاج المصابين، ونقص وحدات الدم، كما تتعرض سيارات الإسعاف لصعوبات كبيرة في التحرك بسبب الدمار الكبير الذي خلّفته الغارات الإسرائيلية المستمرة.

 

حصيلة دموية منذ ساعات الصباح الأولى

وثّقت الجهات الطبية استشهاد أكثر من 400 مواطن، وإصابة المئات بجروح متفاوتة، وسط مخاوف من ارتفاع عدد الشهداء والمصابين مع استمرار القصف على مختلف مناطق القطاع.

وقال مصدر طبي في مجمع الشفاء الطبي: "نواجه كارثة حقيقية، فالأدوية والمستلزمات الطبية على وشك النفاد، وأعداد المصابين تفوق قدرتنا على التعامل معها. المستشفى ممتلئ، والجرحى يرقدون على الأرض في الممرات. نحن عاجزون عن تقديم العلاج المناسب لهم”.

يقول أحد المواطنين، وهو ينظر إلى الدخان المتصاعد من القصف القريب من منزله: "نحن لا نريد سوى أن نعيش بسلام، أن نتمكن من إطعام أطفالنا، أن نصوم رمضان كبقية المسلمين دون خوف من الجوع والموت. لكن يبدو أن العالم قد نسي غزة وتركها لمصيرها".

ــــ

/ي.ط

 

مواضيع ذات صلة

اقرأ أيضا