أهم الاخبار
الرئيسية تقارير وتحقيقات
تاريخ النشر: 28/04/2025 04:10 م

أزمة الدم في غزة تعمّق المأساة تحت نيران العدوان والحصار

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

 

غزة 28-4-2025 وفا- محمد دهمان

في قلب قطاع غزة الجريح، حيث تتواصل آلة الحرب الإسرائيلية منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، تتفاقم معاناة المدنيين يومًا بعد يوم، لتمتد إلى كل تفاصيل الحياة. وفي مشهد جديد من مشاهد الأزمة الإنسانية، تواجه المستشفيات في غزة كارثة صحية خطيرة تتمثل في النقص الحاد في وحدات الدم، ما يهدد حياة آلاف المرضى والمصابين في ظل الحصار الخانق والعدوان المستمر.

نزيف مستمر.. ومخزون ينفد

تؤكد مديرة وحدة المختبرات وبنوك الدم في مستشفيات غزة الدكتورة صوفيا زعرب، أن الوضع بات كارثيًا. وتقول لـ "وفا":

"العدوان الوحشي أدى إلى ازدياد الإصابات الخطيرة، إلى جانب الحاجة اليومية للمرضى المزمنين مثل مرضى السرطان والثلاسيميا. ورغم جهود الأهالي، فإن ضعف التغذية وانهيار الصحة العامة حوّلا مهمة تأمين الدم إلى معركة شبه خاسرة".

وتشير إلى أن ضعف مستويات الدم لدى المواطنين أدى إلى قلة أعداد المتبرعين المؤهلين صحيًا، ما فاقم الأزمة، في ظل عدم قدرة البنوك على تخزين وحدات الدم لأكثر من 35 يومًا.

حصار خانق ونداءات عاجلة

ومع ارتفاع الضغط الهائل على بنوك الدم، وجّهت المستشفيات نداءات استغاثة لإدخال وحدات دم من الخارج. لكن الحصار المشدد حال دون وصول أي دعم طبي حيوي منذ 18 مارس.

تضيف الدكتورة صوفيا: "نحن نصرخ للعالم بأننا بحاجة إلى وحدات دم وأدوية عاجلة لإنقاذ الأرواح. كل يوم تأخير يعني فقدان مزيد من المرضى".

متبرعون بحاجة إلى دم!

قصص إنسانية تتوالى من قلب المحنة؛ حيث يتوافد المواطنون استجابةً للنداءات رغم سوء أحوالهم الصحية.

أحمد الزيناتي (38 عامًا) هُرع للتبرع بالدم، لكنه اكتشف بعد الفحوصات أن دمه لا يصلح للتبرع بسبب سوء التغذية، ويروي قائلاً: "بدل أن أتبرع، أخبروني أنني بحاجة إلى العلاج بسبب ضعف دمي".

أما أحمد المدهون (32 عامًا) فقد فوجئ بأنه تخطى عدد التبرعات المسموح بها سنويًا دون أن يدري، في محاولة مستمرة منه لإنقاذ الآخرين وسط غياب التوعية والدعم الصحي.

أرقام تروي فصول المأساة

تشير آخر إحصائيات وزارة الصحة إلى أن العدوان الذي شارف على انتهاء شهره الثامن عشر، أدى إلى استشهاد أكثر من 52,314 مواطنًا، بينهم 18 ألف طفل و12 ألف امرأة، واستشهاد 1400 طبيب و212 صحفيًا، إضافة إلى إبادة أكثر من2180  عائلة.

صرخة نحو العالم

في ظل هذا الواقع المأساوي القاتم، يناشد القطاع الطبي في غزة المجتمع الدولي والهيئات الإنسانية التدخل الفوري، عبر فتح المعابر لإدخال وحدات الدم والمستلزمات الطبية، وإنقاذ ما تبقى من الأرواح في القطاع المحاصر.

كما تحذر الدكتورة زعرب من أن الكارثة الصحية لن تتوقف عند نقص الدم، بل ستمتد لتشمل انهيار النظام الصحي بأكمله إذا استمر الوضع على حاله.

"كل دقيقة تمر دون تدخل، تفقد غزة جزءًا من نبضها".

ـــ

م.د/ ف.ع

 

مواضيع ذات صلة

اقرأ أيضا