رام الله 28-4-2025 وفا – أطلقت وزارة شؤون المرأة الفلسطينية، تحت رعاية رئيس الوزراء محمد مصطفى، اليوم الاثنين، مؤتمر وفعاليات "إعلان القدس عاصمة المرأة العربية لعام 2025"، وذلك في فندق الكرمل بمدينة رام الله، بحضور رسمي عربي واسع عبر تقنية "زوم".
وجاء هذا المؤتمر انطلاقًا من القرار الصادر عن جامعة الدول العربية بشأن تولي دولة فلسطين، ممثلة بوزارة شؤون المرأة، رئاسة أعمال الدورة الرابعة والأربعين للجنة المرأة العربية، وإعلان القدس عاصمة للمرأة العربية لعام 2025، وذلك بحضور حشد رسمي وشعبي لافت.
وقالت وزيرة شؤون المرأة، منى الخليلي، في افتتاح المؤتمر: "هذا الحدث الهام ليس فقط فلسطينياً، بل عربياً وعالمياً أيضاً. نحن معاً نحتفي بإعلان القدس عاصمةً للمرأة العربية لعام 2025. إن هذا الإعلان الصادر عن جامعة الدول العربية، بموجب توصيات وقرارات لجنة وضع المرأة العربية في دورتَيها الثالثة والأربعين والرابعة والأربعين، والتي تترأسها دولة فلسطين ممثلةً بوزارة شؤون المرأة، يحمل رسالة واضحة بأن قضيتنا الفلسطينية العادلة ستبقى في مركز الوجدان العربي والدولي. هذا التضامن النبيل الذي تعبرون عنه بحضوركم ومشاركتكم يأتي في توقيت بالغ الحساسية والدلالة، ليعيد وضع القدس والمرأة الفلسطينية في صدارة الأولويات العربية والدولية".
وتابعت: "أؤكد لكم أننا ماضون في توسيع فضاء التأثير النسوي عبر إتاحة الفرص والموارد، وتحسين السياسات، وتوفير البنية القانونية الداعمة للمساواة بين الجنسين، والمُمَكِّنة للمرأة في جميع المجالات وعلى كافة المستويات. وقد أكد المجلس المركزي الفلسطيني، في دورته المنعقدة يومي الثاني والعشرين والثالث والعشرين من الشهر الجاري، والدورات السابقة، على ذلك، حيث أصبحت نسبة تمثيل المرأة في عضوية المجلس لهذه الدورة 30%".
وأضافت: "إن عقوداً من الإنجازات والمكتسبات الهامة على الصعيد التنموي والاجتماعي والاقتصادي والقانوني، تواجه بشكل ممنهج ومستمر عراقيل يضعها الاحتلال الإسرائيلي الاستعماري أمامنا كشركاء".
وأردفت: "نعيش في واقع عربي وفلسطيني محفوف بالتحديات والمتغيرات. والمأساة تزداد مع استمرار الاحتلال الإسرائيلي الاستعماري لأرضنا المحتلة. النساء والفتيات في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس يشكلن غالبية ضحايا حرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي. ولا يخفى عليكم جميعاً أن القضية الفلسطينية تمر بواحدة من أخطر مفاصلها، وفي منعطف مصيري يهدد بالقضاء على مشروعنا الوطني التحرري، مع تعمق سياسات الفصل العنصري والاستيطان والتهجير والتوطين، وتسارع محاولات تفكيك الوجود الفلسطيني مادياً وسياسياً ورمزياً، وعلى رأس ذلك استهداف مدينة القدس في معالمها وسكانها وهويتها".
وبيّنت أن هذا الإعلان يشكل نقطة انطلاق للتعبئة الوطنية والعربية والدولية، ليس فقط لتسليط الضوء على معاناة المرأة بفعل الاحتلال، بل لإبراز إسهاماتها في حركة النضال الوطني والاجتماعي المستمرة منذ عقود، وتحشيد الدعم وتعزيز صمودها السياسي والاقتصادي والاجتماعي والقانوني.
وختمت: "إن هذه اللحظة التاريخية تتطلب منا جميعاً بذل قصارى جهدنا لتحقيق العدالة والمساواة في جميع مناحي التنمية، ولإثبات أن القدس ليست فقط عاصمة فلسطينية، بل عاصمة لكل امرأة عربية تقاوم الظلم والاضطهاد والاستبداد. ونحن في وزارة شؤون المرأة نعدكم بأن يكون هذا العام محطة فارقة في العمل الحقوقي والنسوي الفلسطيني، ومقاربة عربية شاملة، مسؤولة ومستدامة، تتعامل مع واقع المرأة الفلسطينية باعتباره انعكاساً دقيقاً لحالة الصمود والإرادة الصلبة. وسنحوّل هذا العام إلى عام زاخر بالعمل المشترك، والمبادرات، والتعبئة الشاملة، والتنسيق عالي المستوى الوطني والعابر وطني، صوناً للقيم الإنسانية وتحقيقاً لمتطلبات المواطنة القائمة على التعددية والعدالة الاجتماعية والمساواة".
بدورها، أشادت الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، هيفاء أبو غزالة، بخطة العمل والفعاليات والأنشطة، المزمع عقدها تحت مظلة القدس عاصمة المرأة العربية لعام 2025، والتي تعكس اهداف مبادرة عاصمة المرأة العربية والتي تهدف لتعزيز وتمكين المرأة في مختلف الدول العربية والنهوض بحقوقها من خلال رصد الجهود الوطنية الداعمة للمساوة بين الجنسين.
وأضافت، منذ اليوم الأول لترأس فلسطين لهذه الدورة قامت وزارة شؤون المرأة بموافاتنا بتصور شامل لمجموعة من الخطط والدراسات والاستراتيجيات التي تغطي مجالات مختلفة بمهنية عالية، كما عملت للترويج لمبادرة العاصمة من خلال إطلاق طابع بريدي وفيلم ترويجي، وحرصنا على دعمه إعلاميا، على كافة مواقع الجامعة ونشره على المستوى الإقليمي والدولي.
وتابعت: ان تاريخ مساندة جامعة الدول العربية لفلسطين هو تاريخ طويل، وإن قضية المرأة الفلسطينية هي قضية مركزية للمرأة العربية، واختيار القدس عاصمة للمرأة العربية في ظل التطورات والظروف الخطيرة التي شهدتها القضية الفلسطينية يحمل رسالة دعم وتضامن في ظل الظروف السياسية والاجتماعية والممارسات الوحشية التي تعيشها تحت الاحتلال الإسرائيلي وفي ظل الإبادة في قطاع غزة.
وقال وزير القدس، أشرف الأعور: جاء الإعلان عن القدس عاصمة للمرأة العربية في مرحلة دقيقة من مراحل شعبنا الفلسطيني، هو قرار ذو أهمية بالغة يرسل رسالة سياسية بامتياز أن القدس جزء من الضمير العربي والدولي، وأن المرأة المقدسية والفلسطينية ستظل قضية مركزية في الضمير العربي، وهو وفاء للمرأة المقدسية في وقت حرمانها من الحقوق الأساسية، وتجديد على العهد أن القدس ستظل جزءً لا يتجزأ من الهوية العربية رغم كل محاولات الأسرلة والتشويه.
بدوره، قال وزير الثقافة، عماد حمدان: نلتقي اليوم في مناسبة وطنية عربية كبرى، حيث يتم الإعلان عن اختيار مدينة القدس عاصمة للمرأة العربية، للعام الحالي 2025، في تأكيد جديد على مكانة القدس في الضمير العربي، وعلى الدور المركزي للمرأة العربية في صون الهوية الفلسطينية، وحماية السردية التاريخية للشعب الفلسطيني، فهذا الإعلان هو فعل قومي جمعي، ينطوي على إصرار عربي - فلسطيني، ينم عن احتضان العروبة للقدس، وهذه المرة مع المرأة العربية ومن خلالها.
وأكد، أن وزارة الثقافة، تدرك تماماً أن معركة فلسطين، لم تكن يوماً معركة أسلحة، بقدر ما هي معركة رواية، والرواية الأخطر هي تلك التي يراد فرضها على وعي العالم: رواية الاحتلال الزائفة. وقال: لهذا فإننا، حين نكرم المرأة العربية، ونكرم القدس، فإننا نكرم الرواية الحقيقية، "السردية الأصيلة"، التي تحمي الحكاية من التشويه، ومن التزييف، وأنه حين نعلن القدس عاصمة للمرأة العربية، فإننا نعلن أن المرأة ليست على هامش التاريخ، بل هي في مركزه؛ وحين نعلن جائزة القدس للمرأة العربية للإبداع العربي، فإننا نعلن أن الثقافة ضرورة وجودية؛ وأن الرواية وسيلة للبقاء، وتثبيت للحق، ومساحة لمقاومة المحو، والطمس، والإقصاء.
بدوره، قال مندوب فسطين الدائم لدى جامعة الدول العربية، مهند العكلوك، إن مؤتمر إطلاق إعلان القدس عاصمة المرأة العربية لعام 2025 يجمع ثلاثة عناصر، هي من أهم أسس نضالنا الفلسطيني: القدس، والمرأة الفلسطينية، وعمقنا العربي. وإننا بهذه المناسبة، نسلط الضوء على جرائم العدوان والإبادة الجماعية والتطهير العرقي، التي ترتكبها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني على مدار نحو 570 يوم على التوالي، والتي استهدفت أكثر من 178 ألف مواطن فلسطيني بين شهيد وجريح ومفقود، معظمهم من الأطفال والنساء: 12 ألف امرأة من الشهداء، و18 ألف طفل شهيد. ولا يحتاج أي عاقل أدل من هذه الجرائم لتوثيق جريمة الإبادة الجماعية عبر استهداف العدوان الإسرائيلي خاصة للأجيال الفلسطينية القادمة، في محاولة للقضاء على النسل الفلسطيني، عندما يستهدف بالقتل أكثر من 30 ألف امرأة وطفل في قطاع غزة وحده، ناهيك عن جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق المرأة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، وفي القدس عاصمة دولة فلسطين، حيث استهدف الاحتلال المرأة بالقتل والتهجير والاعتقال وهدم المنازل، وإجبار الأم في كثير من الأحيان أن تعاني مع أطفالها في القدس من تجربة الحبس المنزلي الظالمة التي تستهدف إرهاب الطفل وإرهاق واستهداف معنويات الأم الفلسطينية.
بدورها، قالت وزيرة التنمية الاجتماعية الأردنية، وفاء بني مصطفى: نلتقي اليوم لنقول لكل القدس ونساء فلسطين ونساء الأمة أنتن بطلات رواية كتبت بروح النضال، القدس عاصمة المرأة العربية هو عهد وقسم وشهادة حق من فلسطين، ارض الكرامة، نساءها زرعن الأمل بين انقاض البيوت، انها المرأة الفلسطينية التي بنت وتبني أجيالا من الصمود برغم الغياب والأسر، إن اعلان القدس عاصمة للمرأة العربية يضع لعينا واجبا تاريخيا بأن نرفع صوتها في كل محفل ونوفر لها كل سبل البقاء والصمود، القدس ليست جغرافية فقط، بل هوية وقضية وسالة وقضية فلن تكسر القدس بوجود نساء مناضلات، نساء صاغتهن المحنة فأصبحن معجزة، وبوجود شابات ولدن من رحم الصراع فأصبحن رائدات للتغيير، لا نمنحهن هذا اللقب بل نعترف بحقيقة كانت قائمة أن القدس كانت وستبقى أم العواصم، وأن نسائها كن دوما في الصفوف الأولى، ويقدن المسيرة بثبات وايمان، إن نضال المرأة العربية مسيرة تواصل صنع التاريخ.
بدورها، قالت الأمين العام لمجلس شؤون المرأة السعودية، ميمونة بن خليل آل خليل: تؤمن المملكة بأهمية الدور المحوري في تنمية المجتمعات والنهوض بها، وتؤمن بشكل خاص بدور المرأة الفلسطينية التي عانت وقدمت الكثير لديمومة الحياة في واقع مليء بالمآسي والويلات على يد آلة الحرب الاسرائيلية المنتهكة لحقوق الانسان وحقوق النساء والأطفال، ونؤكد على الموقف الراسخ والثابت للملكة العربية السعودية تجاه القضية الفلسطينية بوصفها قضية مركزية حيث كانت المملكة وما زالت داعمة للشعب الفلسطيني الشقيق في سعيه المشروع نحو اقامة دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، استنادا الى مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية، ونؤكد أن تمكين المرأة الفلسطينية وحمايتها من العنف والانتهاكات جزء لا يتجزأ من التزامنا تجاه القضية الفلسطينية، وهو ما تجسده المملكة من خلال دعمها المستمر للقرارات الدولية الرامية الى حماية الشعب الفلسطيني، والمرأة في مناطق النزاع، وضمان حصولها على الدعم اللازم للنهوض بالمجتمع الفلسطيني وبناء مستقبل آمن وعادل.
وقالت وزيرة الشؤون الاجتماعية وشؤون الأسرة والطفولة في دولة الكويت، امتثال هادي الحويلة، إن هذا اليوم تتويج لتاريخ حافل واعتراف عميق بنضال المرأة الفلسطينية ودورها في الحفاظ على الهوية وتربية الأجيال ومقاومة الظلم بكافة اشكاله، إن الكويت قيادة وشعب لطالما وقفت إلى جانب القضية الفلسطينية ونؤكد اليوم دعمنا، وكان للمرأة الكويتية دورا بارزا انطلاقا من التزامها الإنساني والقومي، واسهمت المرأة الكويتية خلال الجمعيات النسائية والخيرية في دعم المرأة الفلسطينية عبر برامج تنموية وتعلمية حرصا على تمكينها في مواجهة الاحتلال والتحديات الاقتصادية والاجتماعية، وايصال صوت المرأة الفلسطينية في المحافل الدولية مطالبة بحمايتها ودعما لتطلعاتها بمستقبل أفضل. ونؤكد أهمية تسخير الجهود العربية لتمكين المرأة الفلسطينية على كافة الأصعدة وخاصة الرعاية الصحية والتمكين الاقتصادي والتعليم في ظل العدوان الإسرائيلي المتواصل.
وبدورها قالت يسرى كريم محسن، مدير عام الدائرة الوطنية للمرأة العراقية: نجدد اليوم موقفنا حكومة وشعبا، الى جانب الشعب الفلسطيني وندعو المجتمع الدولي ومؤسساته لوقف الاعتداءات المستمرة على النساء والأطفال والرجال التي ترتقي للإبادة الجماعية ونطالب بوقفها فورا، إن واجبنا كآليات وطنية ومنظمات إقليمية ان نكثف جهودنا لدعم المرأة الفلسطينية وأن نكرس هذا العام للإنصاف وتحقيق العدالة لها، وإعلاء الصوت العربي والعمل مع المنظمات لتوفير كل اشكال الدعم لقضايا المرأة الفلسطينية.
فيما قالت رئيسة اللجنة الوطنية للمرأة اليمنية، يسرى شفيق عبده: نشكر دولة فلسطين الشقيقة هذا المؤتمر الوطني الهام الذي يجسد اجماعا عربيا دعما للمرأة الفلسطينية وتعزيزا لصمودها وحضورها التاريخي في الدفاع عن الأرض والكرامة والهوية، وهذا الإعلان بكل ما يحمله من ابعادٍ أخلاقية وإنسانية يشكل تعزيزاً التضامن العربي مع المرأة الفلسطينية. بدوره قال حسن علي رباعي من وزارة المرأة والأسرة في جمهورية جيبوتي: نشارك اليوم معكم هذا الإعلان، بقلب يعتصره الحزن وعين دامعة في ظل جرائم حرب مكتملة الأركان على الشعب الفلسطيني، ونطالب الأمم المتحدة وباتخاذ القرارات الحازمة لوقف هذا العدوان وإدخال المساعدات لقطاع غزة، ونساء جمهورية جيبوتي يقفن إلى جانب المرأة الفلسطينية في محنتها، وهذا الإعلان تأكيدا من الأمة العربية على مكانة وعروبة وإسلامية القدس.
وقالت رئيسة المجلس القومي للمرأة في جمهورية مصر العربية، أمل عمار: لا يسعنا إلا ان ننحني تقديرا أمام المرأة الفلسطينية التي جسدت وكانت وما زالت رمزا للعطاء والتضحية، واجهت الاحتلال بكل شجاعة وكانت في كل موقع من مواقع الكفاح نموذجا مشرفا، هذا الإعلان يحمل رسالة واضحة بأن المرأة الفلسطينية كانت وستظل أيقونة للكرامة والصمود، وأن قضاياها ستظل حاضرة في ضمير الامة العربية والإسلامية والعالم، واختيار القدس يحمل دلالة الحق والكرامة، وإن دعم المرأة الفلسطينية التزاما وطنيا ومسؤولية قومية يتعين علينا جميعا الوفاء به، وتعزيز حضورها في المحافل الدولية والدفاع عن حقوقها وحمايتها من ممارسات الاحتلال التي تستهدف كرامتها وانسانيتها.
وتخلل المؤتمر عرض ترويجي لإعلان القدس عاصمة للمرأة العربية، وتقرير عن أوضاع المرأة المقدسية، وتقرير صحفي "نساء العاصمة" من انتاج الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون (فلسطين)، ومعرض لوحات تشكيلية للفنان المقدسي شهاب القواسمي.
ــــــــ
ي.ن/ ف.ع