جنيف 6-6-2025 وفا- صوّت المؤتمر العام لمنظمة العمل الدولية على المستوى الوزاري رفيع المستوى في جنيف في دورته الـ113، صباح اليوم الجمعة، بالإجماع لصالح رفع عضوية فلسطين من حركة تحرر وطني إلى دولة مراقب غير عضو في منظمة العمل الدولية.
وقد صوت لصالح القرار 386، مقابل 15 ضد، فيما امتنع 42 عن التصويت.
وقالت وزارة الخارجية والمغتربين في بيان، إن هذا القرار جاء بعد جهود دبلوماسية استمرت لأكثر من عامين، موضحةً أنه وبالرغم من تمرير القرار في لجنة الشؤون العامة، إلا أنه واجه محاولات عرقلة من دولة الاحتلال، والتي طالبت بإجراء تصويت من الأطراف الثلاثة (حكومات، أصحاب عمل، عمال).
وفي تعقيبه على نتائج التصويت، قال المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة في جنيف، السفير ابراهيم خريشي، إن هذا الانجاز خطوة جديدة على طريق تحقيق حقوق الشعب الفلسطيني وفي مقدمتها حق تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة.
وأكد السفير خريشي، أن الحق التاريخي سيعود وسترفع راية فلسطين في المحافل الدولية كافة وصولاً للعضوية الكاملة.
وأعرب عن أسفه، من معارضة دول مثل الولايات المتحدة الأميركية القرار، بعد أقل من يومين على استخدامها "الفيتو" في مجلس الأمن على مشروع قرار لوقف إطلاق النار وادخال المساعدات الانسانية إلى قطاع غزة.
بدورها، شكرت وزيرة العمل الفلسطينية إيناس عطاري الدعم الذي تحصلت عليه فلسطين من الدول المنضوية في منظمة العمل الدولية على هذا الإنجاز، الذي جاء اقتناعا بعدالة القضية الفلسطينية، واهدت الانجاز للشعب الفلسطيني.
وأضافت: "القرار يمنح دولة فلسطين حقوقاً موسعة كمراقب في منظمة العمل الدولية، ويتماشى مع مكانتها في الأمم المتحدة، وقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم ES-10/23 الصادر في مايو 2024، والوكالات الأخرى مثل اليونسكو ومنظمة الصحة العالمية".
وقالت: يأتي هذا القرار التاريخي ثمرة جهود قامت بها وزارة العمل والشركاء الاجتماعيون ممثلون بالاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين، والقطاع الخاص، وبدعم كامل من مجلس إدارة منظمة العمل العربية، والشركاء الدوليين، ممثلين بالحكومات وأصحاب العمل وممثلي الاتحادات والنقابات العمالية الدولية لإحقاق حقوق شعبنا.
وتابعت: نقدم الشكر للجنة الشؤون العامة ومؤتمر العمل في منظمة العمل الدولية، ومنظمة العمل العربية ومجلس إدارتها، وأحرار ومناصري قضايا الشعب الفلسطيني، على دعمهم ومساندتهم الثابتة لحقوق شعبنا المشروعة، ورغم معارضة ممثلي دولة الاحتلال ومحاولاتهم بالتأثير لمنع هذا الإنجاز، الا أن فلسطين، وبدعم المؤتمر، أصبحت في أول ايام عيد الأضحى المبارك عضوا مراقبا في منظمة العمل الدولية .
من جانبه، اعتبر الأمين العام للاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين شاهر سعد، هذا التصويت إنجازاً لفلسطين، في منبر دولي يتيح المجال، لعرض قضايا العمال الفلسطينيين، خاصة في ظل الاحتلال والانتهاكات، إضافة الى إمكانية بناء علاقات مع منظمات عمالية ونقابية دولية، والاستفادة من البرامج التدريبية والفنية التي تقدمها المنظمة، تعزيز الاعتراف الدولي بمكانتها كدولة.
وأكد أن هذا التصويت كمراقب يعد تمهيدا لاحقًا للحصول على العضوية الكاملة، معتبراً إياه خطوة مهمة تعكس الاعتراف الدولي المتزايد بحقوق الفلسطينيين، ومثمناً دعم فريق العمال والاتحاد الدولي للنقابات لفلسطين في منظمة العمل الدولية.
وأضاف، أن هذا الإنجاز يتيح ايضا لفلسطين المشاركة في اجتماعات منظمة العمل الدولية القادمة بفريق متكون من أطراف الإنتاج الثلاثة وزارة العمل ممثلة عن الحكومة، واتحاد الغرف التجارية والصناعية ممثلاً عن أصحاب العمل، والاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين ممثلاً عن العمال .
وعبر سعد عن شكره لبعثة دولة فلسطين لدى الأمم المتحدة في جنيف، التي لعبت دورا رئيسيا بالإجماع على التصويت، بالتفاوض مع الفريق الحكومي، وباقي الشركاء، واعتماد قرار مجلس الادارة في دورة نوفمبر الماضي، بهذا الخصوص.
تجدر الإشارة إلى أن أعمال الدورة 113 لمؤتمر العمل الدولي، قد انطلقت منذ الإثنين الماضي وحتى يوم الجمعة الموافق 13 حزيران/ يونيو 2025، بمشاركة وفود ثلاثية تمثل أكثر من 187 دولة عضوا في منظمة العمل الدولية، تشمل ممثلين عن الحكومات وأصحاب العمل والعمال.
وفيما يلي ردود عدد من القيادات النقابية المرحبة بهذا الانجاز التاريخي لفلسطين:
اتحاد نضال العمال يرحب ويؤكد ضرورة اعلاء صوت عمال فلسطين
رحب اتحاد نضال العمال، الذراع العمالي لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني، بالتصويت الواسع لصالح رفع مكانة عضوية فلسطين إلى دولة مراقب غير عضو في منظمة العمل الدولية.
وأكد السكرتير العام للاتحاد محمد علوش، أن هذا التصويت الواسع النطاق يمثل إنجازاً للشعب الفلسطيني، وطبقته العاملة، مثمناً كافة الجهود الدولية والعربية والفلسطينية التي بذلت من أجل تحقيق هذا الهدف الكبير.
وأكد أهمية موقع دولة فلسطين في منظمة العمل الدولية، وما ستتمتع به من خلال الشراكة الثلاثية في كافة فعاليات وهيئات المنظمة الدولية، وضرورة اعلاء صوت فلسطين، وصوت عمال فلسطين فيها.
لوك تريانغل الأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات:
انتصار تاريخي لدعم الشعب الفلسطيني، نتمنى أن يكون دافعا للجهود الديبلوماسية والوساطة الدولية لإنهاء الحرب على قطاع غزة
"أتقدم بالتهاني لعمال وشعب فلسطين بهذا الانتصار الجديد، لقد سجل الشركاء الاجتماعيون من جميع أنحاء العالم من جديد وفاءهم لمبادئ العدالة ومناصرة حق الشعوب في التحرر، نتمنى أن يشكل التصويت على منح فلسطين صفة عضو مراقب بمنظمة العمل الدولية حافزا لتنشيط الجهود الديبلوماسية والوساطة الدولية لإنهاء المأساة التي يعيشها قطاع غزة، فخيار الحرب لم يثمر سوى الدمار والضحايا وانهيار كل مظاهر التنمية، سنواصل جهودنا كحركة نقابية عالمية من أجل فرض السلام العادل في الشرق الأوسط".
خالد زاهر الفناطسه، رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال الأردن:
حشدنا كل علاقاتنا وصداقتنا انتصارا للشعب الفلسطيني وأكدنا مجددا المواقف الثابتة للمملكة الأردنية الهاشمية الداعمة للقضية الفلسطينية.
"أتوجه بأحر التهاني للشعب الفلسطيني، لقد حققنا اليوم انتصارا جديدا لقضيته العادلة، وهو انتصار ساهم فيه كل الشركاء الاجتماعيين من كافة أنحاء العالم، نحن كشركاء اجتماعيين أردنيين وانطلاقا من مواقف بلدنا شعبا وقيادة وواجبنا تجاه القضية الفلسطينية، تحولنا إلى خلية نحل لحشد كافة صداقاتنا وعلاقاتنا من أجل التصويت لصالح منح فلسطين صفة عضو مراقب بمنظمة العمل الدولية".
نشعر بارتياح كبير اليوم، فقد أثبتت نتائج هذا التصويت استحالة كسر المبادئ الإنسانية السامية المصطفة إلى جانب القضايا العادلة، ووجهنا رسالة صارمة كشركاء اجتماعيين من كل انحاء العالم بأن كل محاولات السطو على الحق الفلسطيني ستنتهي بالفشل، فهنيئا للشعب الفلسطيني، وهنيئا لنا جميعا".
هند بن عمار السكرتير التنفيذي للاتحاد العربي للنقابات:
لم يكن لدينا شك في وفاء الشركاء الاجتماعيين لمبادئ الانتصار للقضايا العادلة، فعشرات السنين من الاحتلال والجبروت لم تفلح في اخماد صوت الحق
"لقد سجل كل الشركاء الاجتماعيين من أنحاء العالم صفحة جديدة ضمن الصفحات الناصعة من تاريخ الانتصار للقضايا العادلة، فلسطين اليوم لديها صفة عضو مراقب وبكل استحقاق...أتوجه بخالص التهاني لعمال وشعب فلسطين بهذا النصر الكاسح، وبكل عبارات الشكر لجميع من صوت لصالح فلسطين، وأعتقد أن رسالة قوية وجهت اليوم، فلسطين لم ولن تكون لوحدها، وكل محاولات الفقر على قرارات الشرعية الدولية لن تفلح في كبت صوت الحق".
ــــــــــــــــ
س.ك