رام الله 22-9-2025 وفا- رصدت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا"، التحريض والعنصرية في وسائل الإعلام الإسرائيلية، في الفترة ما بين 14-9-2025 وحتى 20-9-2025
وتقدم "وفا"، في تقريرها رقم (430) رصدا وتوثيقا للخطاب التحريضي والعنصري في الإعلام الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، والعديد من المقالات اعتمدت خطابًا استعماريًا واضحًا.
حرض يوني كامبنسكي في تقرير عبر القناة السابعة ولقائه مع الوزيرة الإسرائيلية ستروك على السلطة الوطنية الفلسطينية، قائلة: "السلطة وُلدت بخطيئة، يجب التخلص منها".
وأضافت الوزير: "يجب على دولة إسرائيل أن ترد على الخطوة السياسية"، مؤكدة أن "السلطة تعمل بذكاء كبير وتدفع نحو أمر يفهم معظم مواطني دولة إسرائيل أنه خطر وجودي، والسلطة تعمل بسرعة فائقة لدفع هذا الأمر ويجب إخراجها من العالم. وُلدت بخطيئة ويجب التخلص منها. علينا أن ننقل السلطة من الوجود. معظم أجزاء الأرض التي سلمناها بجهل للسلطة يجب أن تعود إلى أيدينا".
وتدعو الوزيرة إلى تبنّي هذا الخطاب الصهيوني وترجمته إلى سيادة إسرائيلية وإدارة عسكرية أو مدنية على الأرض، بحيث تتحول الدعوة إلى سياسة تنفيذية لا مجرد رأي. تبنّي هذا الخطاب يعني عملياً نزع شرعية التمثيل الفلسطيني وتحويله إلى هدف يجب استئصاله، الأمر الذي يرسّخ صورة الفلسطينيين كعدو وجودي لا كشريك سياسي أو مدني. في النهاية، النتيجة المباشرة هي تطبيع الاستبعاد والتمييز وشرعنة سياسات قسرية تقوّض أي فرصة للتسوية والسلام.
قدّم الكاتب بوعاز هعتساني مقالا مطوّلا في صحيفة يديعوت أحرونوت، يصف السلطة بأنها "مصنع للمقاتلين". وتمثل خطرا وجوديا لأنها تغذي "ثقافة القتل". المقال يشرعن استهداف السلطة وقيادتها بوصفها مصدراً للإرهاب وليس شريكاً سياسياً
وهاجم إينان أوركيي في مقاله بصحيفة مكورريشون الأمم المتحدة التي قالت "نعم لدولة فلسطينية"، معتبرا أن الفلسطينيين لم يفرحوا لأن هدفهم "ليس الدولة بل إبادة إسرائيل". المقال يختزل الشعب الفلسطيني في صورة عدو مطلق، وينفي عنه أي طابع وطني مشروع، مقدما الاعتراف الدولي كـ"مكافأة على الإرهاب".
حمّل نداف هعتساني في مقاله بصحيفة "يسرائيل هيوم": قادة إسرائيل مسؤولية "تغذية دين الدولة الفلسطينية"، معتبرا أن الاعترافات الدولية ثمرة لاتفاقيات أوسلو. ودعا لإلغاء هذه الاتفاقيات، سحب صلاحيات السلطة، وتسريع الاستعمار وتوطين "مئات آلاف اليهود" في الضفة. المقال يدمج بين التحريض على الفلسطينيين وتقديم الاستعمار كحل سياسي وحيد.
المقال يقدّم الفلسطينيين كخطر وجودي ويحوّل كل فعل سياسي أو دبلوماسي لهم إلى ذريعة لتصعيد ضدهم، لكن تحريضه يتجلى بشكل خاص في موقفه من الاستيطان. فالكاتب لا يكتفي بالدعوة لإلغاء اتفاقيات أوسلو وسحب صلاحيات السلطة، بل يربط ذلك بضرورة "تسريع السيطرة على أراضي الدولة" و"توطين مئات الآلاف من اليهود وصولاً إلى الملايين" في الضفة الغربية. بهذا تصبح عملية الاستيطان، التي هي جوهر الصراع، أداة عقاب جماعي للفلسطينيين وردّ على تحركاتهم الدولية.
الصحفي تامر شبك تناول مبادرة فرنسا والسعودية للاعتراف بدولة فلسطين، واعتبر أن إسرائيل تتجه نحو عزلة دولية. رغم الطابع التحليلي، صوّر المقال الفلسطينيين كأداة بيد قوى خارجية لا يملكون قرارهم، وربط الاعتراف الدولي بمفهوم "الابتزاز" أو "الانتهازية".
وقال في مقاله بصحيفة يديعوت احرونوت: كل اعتراف دولي بفلسطين هو نتاج "خداع" أو "ابتزاز"، متجاهلًة السياق السياسي والحقوقي للأحداث والاحتلال. كذلك تستخدم المأساة الإنسانية في غزة لتقويض التعاطف الدولي معها، عبر تصوير الفلسطينيين كمن يستفيدون من المعاناة لتعزيز مكاسبهم. بهذه الطريقة تُجرَّد الشعب الفلسطيني من شرعية نضاله وتقدمه كتهديد متواصل، بينما تطرح الاستيطان والسيطرة كبدائل مشروعة.
في مقالة "متلازمة غزة"، استعاد الكاتب يوبال ألباشان أطروحة كتاب "متلازمة أوسلو" ليصور الفلسطينيين كخادعين يستخدمون الاتفاقيات كمرحلة تكتيكية لتدمير إسرائيل، معتبرا أن مؤسسات السلطة التعليمية والإعلامية أدوات لغرس العداء. النص يحول الفلسطيني إلى "شعب معتدٍ بالفطرة".
المقال يحرض على الفلسطينيين من خلال تصويرهم كجماعة تفتقر إلى الصدق وتتعامل مع اتفاقيات مثل أوسلو كخداع تكتيكي، في إشارة إلى أن نيتهم الحقيقية هي القضاء على إسرائيل. بهذا التصوير تُقدَّم مؤسسات السلطة الفلسطينية، التعليمية والإعلامية، كأدوات منظمة لغرس فكرة الإبادة ونفي أي دور مدني أو سياسي شرعي لها. ولتعزيز هذه السردية يوظف النص استعارات نفسية مثل "الطفل المَضروب"، ليُظهر الإسرائيليين كضحايا فيما يُرسَم الفلسطينيون كجماعة معتدية بالفطرة. النتيجة النهائية هي تحويل الفلسطيني من شعب يسعى إلى حقوقه الوطنية إلى مصدر دائم للتهديد والخيانة، بما يسهّل شرعنة إقصائه من أي أفق سياسي.
كتب عميحي إيتالي مقالا بعنوان "نحن في حرب دينية"، وصف فيه الصراع مع الفلسطينيين بأنه حرب عقائدية مقدسة لا تُحسم إلا بالقوة. المقال يختزل الصراع السياسي في بعد ديني مطلق، ويحوّل الفلسطيني إلى "عدو ديني" يستوجب الإبادة أو الإخضاع التام، مانعاً أي أفق للتسوية.
وفي تقرير جديد للصحفي ايهود يعاري بعنوان: "الحيل الجديدة لأبو مازن" على قناة 12، معتبرا أن خطوات صياغة دستور مؤقت أو انتخابات بديلة مجرد مناورات لخداع المجتمع الدولي وتجنب الإصلاح. المقال يصور القيادة الفلسطينية كخادعة، ويختزل أي جهد لبناء مؤسسات وطنية في صورة تحايل دائم لنزع الشرعية عنها، ما يشيطن أي محاولة لبناء مؤسسات فلسطينية.
التحريض في العالم الافتراضي
قال وزير الأمن القومي المتطرف ايتمار بن غفير عبر منصة "إكس" مرفقا صورة قصف في غزة: "غزة هذا الصباح. مستمرون بكل القوة".
وكتب عضو كنيست يتسحاك كرويزر عبىر منصة اكس: "اثنان أفضل من واحد، مع النازيين لا يمكنك التحدث الا بالقوة".
وأعاد بن غفير التحريض على غزة قائلا: "سنقيم في غزة حي اسكاني للشرطة"، وأضاف "أتى الوقت لاخضاع غزة".
بن غفير غرد أيضا لفرض السيطرة على الضفة قائلا: "موضوع السيادة يوضع كل الوقت على الطاولة ".
أما المتطرف أفيغدور ليبرمان، عضو كنيست عن حزب إسرائيل بيتنا، قال عبر منصة "إكس": " عندما نطعم العدو من خلال المساعدات سيقوم ويقتلنا- وهذا حكومة السابع من أكتوبر ترفض فهمه، نحن مجبرون لوضع نهاية للمساعدات في غزة واغلاق كل المعابر".
وكتب وزير خارجية الاحتلال جدعون ساعر على صفحته عبر منصة "إكس": "هذا محض هراء. فرنسا تكافئ الإرهاب الإبادي".
ــــــ
م.ع