أهم الاخبار
الرئيسية تقارير وتحقيقات
تاريخ النشر: 01/10/2025 11:30 ص

حوارة.. خاصرة نابلس المشتعلة دائما

 

نابلس 1-10-2025 وفا- بسام أبو الرب

"يريد المستعمرون ذبحنا.. لا يريدوننا في المنطقة" بهذه الكلمات وصف المواطن عبد الحكيم عامر من بلدة حوارة جنوب نابلس، ما جرى معه بعدما تعرض منزله لهجومهم، وإحراق أجزاء من منزله، فجر اليوم الأربعاء.

حالة من الرعب والذعر عاشتها عائلة المواطن عامر، خاصة الأطفال الذين ما زالوا تحت تأثير الصدمة، من هول ما شهدوه، عقب هجوم المستعمرين وإحراقهم أجزاءً من المنزل المكون من ثلاثة طوابق ويسكنه مع أولاده، ويقع على الأطراف الجنوبية الغربية لبلدة حوارة.  

"قرابة الساعة الرابعة فجرا سمعنا أصواتا خارج المنزل، فخرج أحد أبنائي لتفقد ما يجري، وإذا بعدد من المستعمرين يحاولون خلع الباب الرئيسي، وأخذوا بالصراخ عليه ورفع البنادق في وجهه، ثم حطموا إحدى نوافذ الغرفة الخارجية، التي نستخدمها في الجلوس في ساحة المنزل، وألقوا بمادة سريعة الاشتعال، الأمر الذي أدى إلى إحتراقها بشكل كامل". قال عامر (59 عاما) لمراسل "وفا".

وأضاف: "أنهم لا يفارقون المنطقة، وهم دائما موجودون أمام باب المنزل، نعيش في حصار وخوف وقلق دائمة، خاصة أننا نعيش في المنطقة وحدنا، فهم يمنعون الأهالي من استكمال بناء منازلهم أو الاقتراب منها، ونتعرض لتهديد بإطلاق النار في كل مرة، وتحت حماية جيش الاحتلال، (...) ما هذه الحياة؟ لا نستطيع عمل شيء".

وتابع عامر: "أنهم يمارسون كل أنواع التهديد؛ بالطرد تارة، وبقطع الطريق علينا وإشهار الأسلحة في وجهونا تارة أخرى، حتى وصل بهم الأمر أن وضعوا خروفا ميتا على باب المنزل، كل هذا الجيش والمستعمرين أنا في مواجهتهم وحدي".

إنهم يعملون ليل نهار، وتحت حراسة جنود الاحتلال والطائرات المسيرة، يشقون الطرق ويقيمون البيوت والخيام، لإنشاء بؤرة استعمارية جديدة في المنطقة، هذا ما أكده المواطن عامر.

وبلدة حوارة التي شهدت أكبر عملية إحراق في السادس والعشرين من شهر شباط عام 2023، والعيش تحت ألسنة اللهب، بعد هجوم عنيف نفذه مستعمرون استهدف المنازل والمحلات التجارية على طول الشارع الرئيس وسط البلدة وأطرافها، ولا تزال تعيش تحت تهديدهم وأطماعهم، حيث ينفذون هجمات بشكل متكرر ويستولون على الأراضي، ويشيّدون البؤر، خاصة في منطقة راس زيد الواقعة إلى الجنوب الغربي من حوارة.

رئيسة شعبة العلاقات العامة في بلدية حوارة رنا أبو هنية، قالت: "إن منطقة راس زيد (حوض زعترة الشرقي) تُعتبر من أكثر المناطق ارتفاعاً في بلدة حوارة، وكان المواطنون من أبناء البلدة يقصدونها للتنزه كونها منطقة حرجية ومطلة، وفي الثالث من أكتوبر الماضي أقدم مجموعة من المستعمرين على نصب خيمتين في المنطقة، وشق طريق من شارع أرئيل يصل إلى قمة الجبل، ووضع إنارة وزيادة عدد الخيام، ومنذ ذلك الحين وأعمال التجريف متواصلة بشكل يومي".

وأضافت أبو هنية: "تشهد المنطقة استمرارا لاعتداءات المستعمرين ومضايقاتهم في المنطقة، منها الاعتداء على منزل المواطن سامي صالح إسماعيل، ومنعه من وضع حماية على منزله والوصول إليه (يبعد 500 متر عن المنزل)، والاعتداءات بشكل يومي على منزل قيد الإنشاء للمواطن يوسف شريف خضر العودة، وآخرها إحراق كوخ مكون من طابقين يُستخدم في الاستقبال، ومساحته 60 مترا مربعا، وارتفاعه 150 مترا ويعود للمواطن عبد الحكيم عامر ديك.

أكثر من 431 اعتداءً وثقتها هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في شهر آب المنصرم، في واحدة من ذروات إرهاب المستعمرين التي استهدفت القرى والتجمعات البدوية الفلسطينية، وتركزت في محافظات: رام الله بواقع 115 اعتداءً، ونابلس بـ77 اعتداءً، والخليل بـ69 اعتداءً، والقدس وأريحا بـ40 اعتداءً لكل منهما على يد المستعمرين.

وأكدت الهيئة أن هجمات المستعمرين أدت إلى استشهاد مواطنين في بلدتي عقربا ودوما في محافظة نابلس، هما: معين صبحي ديرية من عقربا، وثمين خليل دوابشة من دوما، في عمليتي إطلاق نار مباشر على يد مستعمرين.

كما نفذ المستعمرون 72 عملية تخريب وسرقة لممتلكات فلسطينيين، طالت مساحات شاسعة من الأراضي، وكذلك تسببت اعتداءاتهم بمساعدة جيش الاحتلال في اقتلاع 11700 شجرة وتخريبها وتسميمها، منها 11599 من أشجار الزيتون، في محافظات: رام الله بـ10081 شجرة، ونابلس بـ658، وجنين بـ400، وسلفيت بـ221، وبيت لحم بـ140.

ــــــــــــ

/س.ك

 

مواضيع ذات صلة

اقرأ أيضا