- أطلق المنصة الإلكترونية للسجل الوطني للأشخاص ذوي الإعاقة
رام الله 8-12-2025 وفا- أطلق اتحاد شركات أنظمة المعلومات الفلسطينية- بيتا، برعاية وزارتي الصحة والاتصالات والاقتصاد الرقمي، اليوم الاثنين، فعالية "صِحّة تك 2025" في رام الله.
وتأتي هذه الفعالية، ضمن مشروع EuroMed Clusters Forward، بدعم من الاتحاد الأوروبي، وبتمويل من مؤسسة ليدرز الدولية، وبرعاية رئيسية من بنك فلسطين، ورعاية الشريك الإستراتيجي للتحول الرقمي في القطاع الصحي، برنامج الأمم المتحدة الإنمائيUNDP، وبمشاركة واسعة من الوزارات والمؤسسات الصحية، وشركات التكنولوجيا، والشركاء الدوليين، إضافة إلى الرياديين والشركات الناشئة.
وقال وزير الصحة ماجد أبو رمضان، إن الفعالية تأتي تجسيدًا للإرادة الفلسطينية المشتركة في تبني التحول الذكي والرقمي كخيار إستراتيجي لتطوير قطاعنا الصحي، وتعزيز قدرته على الصمود والاستجابة وتقديم خدمات عادلة وذات جودة عالية لكل مواطن.
وأضاف، أن "التجارب العالمية أثبتت أن التحول الرقمي لم يعد رفاهية، ولا خيارًا إداريًا إضافيًا، بل بات ضرورة لضمان كفاءة الأنظمة الصحية واستدامتها. وفي فلسطين، كان لزامًا علينا أن نتحرك بخطوات ثابتة لتطوير بنية رقمية صحية متكاملة، تُسهّل وصول المواطنين إلى الخدمات، وتدعم اتخاذ القرار، وترفع مستوى السلامة والجودة والشفافية".
وتابع: "انسجامًا مع الخطة الوطنية للحكومة الفلسطينية، وتوجيهات سيادة الرئيس محمود عباس، ورئيس الوزراء محمد مصطفى، اعتمدنا في وزارة الصحة التحول الرقمي كأحد أعمدة الإصلاح والتطوير، وقد قطعت الوزارة شوطًا مهمًا في بناء أنظمة رقمية مترابطة تُعزز فعالية العمل وتُسهم في رفع جودة الرعاية الصحية".
وأشار إلى أن وزارة الصحة تعتبر التحول الرقمي ركيزة أساسية في توطين الخدمات والإصلاح الإداري، إذ تم تطبيق نظام ملف المريض المحوسب عبر منصة DHIS2 في سبع مديريات صحة، ونقل نظام Avicenna الصحي المحوسب إلى مركز البيانات الحكومي بالتعاون مع وزارة الاتصالات والاقتصاد الرقمي لضمان بيئة آمنة ومتطورة. ويجري العمل على تطوير نظام إلكتروني للتحويلات الطبية (E-Referrals)، وربط خدمات التأمين الصحي بمنصة "حكومتي" عبر ناقل البيانات الوطني، بما يسهّل على المواطنين متابعة معاملاتهم إلكترونيًا دون مراجعة المؤسسات الصحية.
وأعلن وزير الصحة، الإطلاق الرسمي للنظام الإلكتروني لوحدة الإجازة والترخيص في وزارة الصحة، الذي يمثل نقلة نوعية في تقديم الخدمة للعاملين في القطاعات الصحية. فمع هذا النظام، تصبح إجراءات الترخيص والمتابعة وتجديد الشهادات المهنية أسرع وأدق وأكثر شفافية وأعلى جودة؛ الأمر الذي سيعود بالنفع على الكوادر الصحية والمؤسسات والمواطنين على حد سواء.
كما أعلن إطلاق المنصة الإلكترونية للسجل الوطني للأشخاص ذوي الإعاقة، موضحا أن "هذه المنصة ليست مجرد مشروع تقني، بل هي أداة وطنية لتعزيز العدالة الصحية، وضمان وصول هذه الفئة المهمة من أبناء شعبنا إلى حقوقهم وخدماتهم الصحية والاجتماعية، عبر بيانات دقيقة، ومعلومات موحدة، وسهولة في المتابعة والتخطيط".
وقال أبو رمضان: "لا يمكن أن نتحدث عن التحول الرقمي في القطاع الصحي دون أن نقف بكل مسؤولية وألم أمام ما جرى ويجري في قطاع غزة… فقد تعرّض النظام الصحي هناك لواحدة من أوسع عمليات التدمير في التاريخ الحديث، حيث دُمّرت المستشفيات والمراكز والعيادات، وتوقفت مئات الخدمات، ولم يسلم حتى نظامنا الصحي الإلكتروني الذي كنا نفاخر به دول الإقليم بحداثته وكفاءته ودقته في إدارة بيانات المرضى ومسارات العلاج".
وأضاف: "لقد فقدنا في غزة منظومة رقمية متكاملة بُنيت على مدى سنوات، لكننا لم نفقد الإرادة. اليوم، ونحن نطلق هذه الأنظمة الرقمية الجديدة، نؤكد أن التحول الرقمي ليس رفاهية… بل هو جزء أصيل من إعادة الإعمار، ومن حماية النظام الصحي، ومن ضمان استمرارية الخدمة تحت كل الظروف".
وأكد التزام الحكومة والوزارة بإعادة بناء النظام الصحي في غزة على أسس حديثة، وبإحياء منظومته الرقمية من جديد بشكل أقوى وأكثر مرونة، وبالشراكة مع كل الجهات الداعمة، وفي مقدمتها شركاؤنا في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي. كما أكد أن علاج الجرحى والمرضى من أبناء شعبنا في غزة سيبقى أولوية تتقدم كل الأولويات، وأن إعادة الإعمار لن تكون فقط حجارة تُرمّم، بل منظومة صحية رقمية تحمي الإنسان وتضمن حقه في العلاج والكرامة.
بدوره، هنأ وزير الاتصالات والاقتصاد الرقمي عبد الرزاق نتشة، مجلس إدارة "بيتا" والعاملين فيها بإطلاق هذه الفعالية المهمة في تطوير الاقتصاد الرقمي الفلسطيني وتمكينه وتعزيز صموده، مشيرا إلى أهمية تطوير خدمات رقمية في القطاع الصحي من أجل التسهيل على المواطن، مشددا على دور القطاع الخاص المهم في هذا المجال، إلى جانب الدور الذي تقوده وزارة الاتصالات والاقتصاد الرقمي المرتبط برؤية الحكومة.
وأكد أن الحكومة تهدف إلى تطوير الاقتصاد الرقمي خلال السنوات الثلاث المقبلة، والذي يتقاطع مع القطاعات المختلفة، وذلك في إطار شراكة واضحة بين القطاعين العام والخاص، داعيا إلى تعزيز هذه الشراكة وتطويرها وتحويلها إلى تطبيقات عملية على أرض الواقع.
ولفت إلى أن وزارة الاتصالات والاقتصاد الرقمي هي الذراع التنفيذي في تطبيق رؤية الحكومة للتحول الرقمي، من خلال تطوير البنية التحتية الرقمية وشبكات الاتصالات ومراكز البيانات وحوكمتها، متطرقا إلى تفعيل الحكومة لهيئة تنظيم قطاع الاتصالات بهدف وضع أطر تشريعية واضحة لتطوير شبكة الاتصالات، مبينا أن الحكومة تعمل حاليا على إدخال الجيلين الرابع والخامس في الاتصالات، وتطمح إلى إطلاقهما خلال العام المقبل.
ودعا الشركات التكنولوجية إلى الاستثمار في الحوسبة السحابية، موضحا أننا نحتاج إلى بنية تحتية رقمية تلبي الاحتياجات لتطوير اقتصاد رقمي قوي.
وبين نتشة، أن الوزارة أطلقت سياسة تصنيف البيانات وتعمل على إطلاق قانون حماية البيانات الإلكترونية، وغيرها من السياسات والقوانين التي تهدف إلى تعزيز الاقتصاد الرقمي وتمكين الشركات الفلسطينية من الوصول إلى الأسواق الإقليمية والعالمية، بالإضافة إلى السوق الفلسطيني، من خلال الحلول والخدمات الرقمية التي تقدمها في القطاعات المختلفة.
من جهته، أكد رئيس مجلس إدارة "بيتا" تامر برانسي أن التحول الرقمي ضرورة وطنية، وأن “صِحّة تك 2025" خطوة محورية لتغيير شكل الخدمات الصحية وتعزيز دور الشركات الفلسطينية في قيادة التحول الرقمي.
وقال برانسي إن الفعالية تهدف إلى عرض أحدث الحلول الرقمية في القطاع الصحي، وتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص، ودعم مسار توطين الرقمنة عبر الشركات الفلسطينية لبناء نظام صحي رقمي متكامل ومستدام.
وأضاف، أن الفعالية جزء من سلسلة فعاليات قطاعية نظمها "بيتا"، انطلاقا من رؤيته في التركيز على قطاعات معينة لتسريع التحول الرقمي فيها.
وأشار إلى أن قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات تلقّى ضربة كبيرة خلال العامين الأخيرين بسبب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والكثير من الشركات فقدت عملها، ما دفع الاتحاد بالتعاون مع شركاته الأعضاء إلى التركيز على المنتجات الجديدة، والبحث عن أسواق إقليمية وعالمية جديدة، مؤكدا أن الشركات الفلسطينية تمتلك من القدرات والإمكانيات التي تؤهلها للمنافسة إقليميا وعالميا.
من جانبه، أكد مدير إدارة أعمال الأفراد في بنك فلسطين سليم الهودلي، أهمية الفعالية في مسيرة التحول الرقمي في القطاع الصحي، مشيرا إلى التزام البنك بدعم الابتكار والتنمية المستدامة في مختلف القطاعات في فلسطين.
وأشار إلى أن البنك يسعى من خلال رعايته لهذه الفعالية إلى تمكين الحوار البنّاء بين صنّاع التكنولوجيا ومختلف أصحاب العلاقة وصنّاع القرار، وصولا إلى تطوير الخدمات المقدمة في مجال الرعاية الصحية والتشخيص الصحي، استنادا إلى التطورات الرقمية العالمية في هذا القطاع.
من جهته، أكد المدير العام لمؤسسة ليدرز الدولية شادي عطشان، أهمية مواكبة الاقتصاد الرقمي الفلسطيني للتغيرات العالمية في مختلف القطاعات الصناعية والزراعية والصحية، موضحا أن مؤسسة ليدرز تعمل منذ تأسيسها عام 2008 على دعم التنمية الاقتصادية وتمكين المنشآت الصغيرة والمتوسطة وخلق فرص عمل ودعم الحلول الريادية في 16 دولة بينها فلسطين.
وأضاف، أن المؤسسة عملت مع الاتحاد الأوروبي وعدد من المانحين الدوليين على تطوير عدة حلول رقمية في القطاع الصحي الفلسطيني، ودعم الرياديين والمشاريع الريادية منذ عام 2018، مؤكدا أهمية فعالية "صحة تك" في ظل الظروف الراهنة التي تعيشها فلسطين والتي تتطلب رقمنة القطاع الصحي الفلسطيني للوصول إلى المناطق المهمشة وأعداد أكبر من المواطنين.
وتخلل الفعالية معرض ضم 20 جناحا للشركات التكنولوجية والحلول الرقمية، بالإضافة إلى الإعلان عن الأفكار الريادية الفائزة بمسابقة "صحة تك" للابتكار في القطاع الصحي الرقمي، إذ فاز بالمسابقة كل من: Arm Rehabilitation Assistant (ARA)، وDiet IQ، وVitaQure، وIhsana، وSmart Glove، وHybrid Laparoscopic Simulator.
ــــــ
م.ر/ ف.ع


