أريحا 16-12-2025 وفا- أطلق مركز التعليم البيئي/ الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة، اليوم الثلاثاء، فعاليات المؤتمر الخامس عشر للتوعية والتعليم البيئي (العدالة البيئية والمناخية لفلسطين)، في أريحا.
وعُقد المؤتمر برعاية رئيس الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة المطران سني إبراهيم عازر، بالشراكة مع سلطة جودة البيئة واللجنة الوطنية للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة في فلسطين.
وشارك في الافتتاح المطران عازر، ومحافظ أريحا والأغوار حسين حمايل، وعماد البابا ممثلًا عن رئيس سلطة جودة البيئة، والمدير التنفيذي لـ"التعليم البيئي" سيمون عوض، وممثلو مؤسسات رسمية وأهلية، وخبراء ومهتمون عبر منصة ZOOM من عدة دول، ناقشوا محاور الإبادة البيئية والتغير المناخي والذكاء الاصطناعي.
وشدد المطران عازر على أن الكنيسة اللوثرية تفخر بمرور 40 عامًا على قيادتها للعمل البيئي في فلسطين، ورعايتها للخلق والعدالة البيئية والمناخية، ومساعيها إلى رفع الوعي البيئي، وهي من أوائل الكنائس التي تُرعى الشأن البيئي على مستوى العالم.
وأكد أن الكنيسة استطاعت من خلال مركز التعليم البيئي إحداث نقلة نوعية في العمل البيئي، وانطلقت من المحلية إلى الإقليمية وصولًا إلى العالمية.
وهنأ المدير التنفيذي للمركز بانتخابه مستشارًا للجنة الوطنية للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة في فلسطين الخريف الفائت، وانتقال المركز إلى العالمية.
وأشار إلى الشراكة الإستراتيجية مع محافظة أريحا والأغوار وسلطة جودة البيئة ووزارة الزراعة والمؤسسات الرسمية والأهلية والدولية.
ودعا عازر، الذي يستعد لإنهاء مسيرته في العمل بعد 8 سنوات، إلى الانتصار للبيئة وللإنسان، والمساهمة الجادة في رعاية الخلق.
وقال المحافظ حمايل: إن أريحا والأغوار تواكب العمل البيئي بشكل حثيث، وتشارك المؤسسات الرسمية والأهلية في مبادرات تخضير فلسطين.
وأثنى على جهود "جودة البيئة" في ملاحقة المتعدين على البيئة، وخاصة حرق النفايات في المكبات العشوائية، التي تترك تداعيات كبيرة.
وتطرق إلى قرصنة الاحتلال لقرابة 40 مليون شيقل من أموال المقاصة تحت ذرائع الحفاظ على البيئة وحمايتها، في وقت يسطو فيه المحتل على مواردنا كافة.
ودعا إلى مضاعفة جهود حماية البيئة، وردع الممارسات غير المسؤولة التي تدمر التنوع الحيوي وتلوث كل أشكال الحياة.
وحث حمايل على بناء جسور التعاون بين المؤسسات لتطوير العمل البيئي، وتسليط الضوء على الانتهاكات البيئية التي يتسبب الاحتلال في استمراريتها.
ولخص البابا التحديات التي لحقت بالبيئة الفلسطينية جراء ممارسات الاحتلال، خاصة الحرب على غزة والعدوان المتواصل في الضفة الغربية.
وأوضح أن التقارير الأولية التي خلّفتها الحرب تشير إلى إلقاء الاحتلال لنحو 150-200 ألف طن من المتفجرات، التي توازي 16 قنبلة نووية مشابهة لما استهدف هيروشيما ونجازاكي اليابانيتين خلال الحرب العالمية الثانية.
واستعرض معطيات حول الخسائر البشرية الثقيلة، التي طالت أكثر من 70 ألف مواطن في غزة، وتدمير أكثر من 38 مستشفى، ونحو 90% من المباني، وتعطيل محطات تنقية الصرف الصحي، ووقف خدمات جمع النفايات الصلبة بشكل شبه تام، ما يعني أن غزة تواجه انهيارًا بيئيًا غير مسبوق، تسبب في أسوأ كارثة.
وركز على وجود قرابة 61-70 مليون طن من الأنقاض، بينها ما لا يقل عن 4.9 مليون طن مختلطة بنفايات خطرة، ونحو 100 ألف طن من الذخائر غير المتفجرة، ما يعني أن ما يحدث في غزة إبادة جماعية وبيئية بحق البشر والشجر والحجر.
وقال البابا: إن الضفة الغربية تعرضت لتجريف الأراضي وحرق الأشجار وتقطيعها، والاستيلاء على المحميات الطبيعية، ما يعني الفقدان المتسارع لمكونات البيئة.
فيما أوضح عوض أن المؤتمر الفلسطيني للتوعية والتعليم البيئي انطلق قبل 16 عامًا، ويحمل اليوم هموم العدالة البيئية والمناخية، ويتتيع ثلاثية الإبادة البيئية والتغير المناخي والذكاء الاصطناعي، وهي ملفات ثقال تعصف بنا، وتفرض علينا إعلاء المسؤولية الفردية والجماعية لوقفها، ولتخفيف تداعياتها على الإنسان والبيئة.
وبيّن أن التعليم البيئي انطلق قبل 40 عامًا، وشق طريقه من المحلية إلى الإقليمية وصولا إلى العالمية، عبر انتخابه مستشارا في الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة، وعضويته في عشرات الاتحادات الدولية والكنسية العالمية الساهرة على رعاية البيئة والطيور ومجابهة التغير المناخي وإحلال العدالة البيئية.
وذكر أن المركز حقق طوال 4 عقود، سلسلة مؤتمرات منذ 15 عامًا، و25 مهرجانا وطنيا لقطف الزيتون، و24 أسبوعا وطنيا لمراقبة الطيور وتحجيلها، وعشرات المبادرات، ومهرجانات الربيع السنوية، وفعاليات نهاية العام، وعددا كبيرا من الأنشطة والفعاليات.
وقال: إن "التعليم البيئي" سيخسر كل إمكاناته من أجل تحقيق أهداف الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة، وتقديم حلول مبنية على الطبيعة، وبناء جسور متينة من أجل الانتصار للإنسان والبيئة والمضي في رعاية الخلق.
وشهد اليوم الأول 3 جلسات، ناقشت الأولى دور الاتحاد الدولي لصون الطبيعة وجهوده في تعافي الأنظمة البيئية بعد الحروب والإبادة البيئية، قدمها هاني الشاعر، المدير الإقليمي لمكتب الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة (IUCN) لغرب آسيا، والآليات القضائية الدولية في مواجهة الجرائم البيئية الواقعة على البيئة الفلسطينية، عرضها محمد اشتية، عميد كلية الحقوق في جامعة الاستقلال، بجوار الإمكانات القانونية لإضافة جريمة الإبادة البيئية إلى نظام روما في ضوء العدوان على قطاع غزة والضفة الغربية، لعمران التميمي، الباحث في مؤسسة الحق.
وتتبعت الجلسة الثانية تقييما دوليا أوليا لواقع غزة الزراعي بعد الإبادة البيئية، للمهندس حسام الهدهد، مدير مشاريع في منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، وكذلك تقارير عربية حول الإبادة البيئية: الحالة اللبنانية، لحبيب معلوف، الكاتب والصحفي وأستاذ الفلسفة البيئية والإعلام البيئي في الجامعة اللبنانية، إضافة إلى التقرير الأهلي حول الإبادة البيئية لشبكة المنظمات الأهلية البيئية وجامعة نيو كاسيل، عرضته عبير البطمة، منسقة شبكة المنظمات الأهلية البيئية-أصدقاء الأرض فلسطين.
وناقشت الجلسة الثالثة الانتهاكات والاعتداءات على المدارس في غزة: التعليم تحت النار، عرضها أمجد حميدات، مدير دائرة البيئة والتغذية في وزارة التربية والتعليم العالي، وتتبع جورج كرزم، سكرتير تحرير مجلة (آفاق البيئية والتنمية) كيفية تأثير حرب الإبادة الإسرائيلية في النظام المُناخي، فضلا عن التغير المناخي وخطط التعافي البيئية الوطنية والإقليمية والدولية، لغيد الحرايري، من الجمعية العربية لحماية الطبيعة في الأردن.
ويتواصل المؤتمر غدًا بجلسات حول أخلاقيات الذكاء الاصطناعي في التعامل مع البيئة والمساهمة في كشف الإبادة البيئية، سيقدمه نشأت الجلاد، عميد كلية تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي، في جامعة فلسطين التقنية (خضوري)، وإضاءات حول مواجهة الدور السلبي للذكاء الاصطناعي في البيئة وتغير المناخ، سيعرضها مجدي عودة، نائب الرئيس للشؤون الأكاديمية في الجامعة العربية الأمريكية، إلى جانب تجارب محلية في التدريب على توظيف الذكاء الاصطناعي في خدمة قضايا البيئة لشيرين القواسمي، من جامعة بولتكنيك فلسطين، والمديرة العامة لمؤسسة ريحان.
كما يناقش مستقبل الذكاء الاصطناعي: تحديات قانونية وأخلاقية، يقدمها عصام عيروط، مدير دائرة الإعلام والعلاقات الدولية جامعة نابلس للتعليم المهني والتقني، وعضو المركز الديمقراطي العربي للدراسات الإستراتيجية والسياسية والاقتصادية في برلين، وسيسعى إلى بناء خطة وطنية للعمل البيئي في ظل الإبادة البيئية والتغير المناخي والذكاء الاصطناعي، سيطرحها محمد عودة رئيس مجلس إدارة معهد السياسات العامة.
-
ع.ش/ م.ب


