الرئيسية تقارير وتحقيقات
تاريخ النشر: 17/01/2021 11:59 ص

عمل شاق يُحرك قلقيلية ثقافيا

 

قلقيلية 17-1-2021 وفا- يامن نوباني

في ارتقاء واضح بالمشهد الثقافي في قلقيلية، أخذت مجموعة من المثقفين في المحافظة على عاتقها النهوض بالواقع الثقافي، عبر سلسلة من الفعاليات الإلكترونية، تبثها مديرية الثقافة عبر صفحاتها على اليوتيوب، ومواقع التواصل الاجتماعي.

منذ أيار/ مايو الفائت 2020، احتشدت صفحة المديرية على الفيسبوك، بمقاطع فيديو متنوعة لعدة برامج ثقافية غلب عليها الطابع الوطني والأدبي والاجتماعي، إضافة لإبراز المواهب الفنية في المحافظة، وبعض العادات والأعمال التراثية كالتطريز والقشيات.

هذا العمل الشاق والمبدع في نفس الوقت، احتاج لإمكانيات بسيطة، بدأت بإضاءة صنعت يدويا، وآلة التصوير هي الهاتف النقال، والمسرح كان غرفة صغيرة تحوي مكتبة، وفي معظم الأوقات كان يتم إنتاج الحلقات بعد الدوام الرسمي، لأن بعض المقدمين يعملون خارج وزارة الثقافة، إضافة إلى أن التصوير والمونتاج والإخراج استحال التنفيذ خلال عدة ساعات من الدوام الطبيعي، حتى أنه في بعض الأحيان كان يضطر مروان حجاوي إلى استكمال العمل من المنزل.

أهم تلك البرامج "من وحي الثقافة" الذي قدمه أستاذ اللغة العربية في جامعة النجاح الوطنية يحيى جبر، وهو المبحر بعمق في اللغة العربية، تاريخها والأسماء والدلالات والحكايات والشعر والرواية وأصل الأشياء والربط والمقارنات والحضارات والإرث والتراثيات وكل ما يمت للعربية بصلة.

أما معلمة اللغة العربية، مها داوود عتماوي، فتختار من مكتبتها الشخصية، ومكتبات أخرى، إصدارات أدبية شيقة وهامة للقراء، لتقديمها في قالب رائع لجذب انتباههم عبر طلتها في "قرأت لك".

بينما يعود المحرر والشاعر جابر بطة إلى الإضراب الشهير في سجن جنيد عام 1992، عبر برنامجه "أناشيد الأسرى.. عن أدب السجون".

ويقدم أستاذ النقد في جامعة القدس المفتوحة زاهر حنني "إضاءات نقدية"، لنقد مواضيع أدبية وأخرى اجتماعية.

دون أن ينسى هذا الحراك المواهب المبدعة والقضايا والأعمال التراثية والفنية والتشكيلية، عبر برنامج "فضاءات" الذي يتيح للمواهب تقديم ما لديها.

مدير ثقافة قلقيلية أنور ريان، قال لـ"وفا": وزارة الثقافة هي خط الدفاع الأول عن الرواية الفلسطينية، ورافعة الثقافة، واجبنا أن نبحث عن بدائل تدفعنا ألا نستسلم لـ"كورونا"، وأن نستمر في عملنا الثقافي.

وبين: أخذنا على عاتقنا تثبيت الثقافة الفلسطينية، ولدينا زملاء قادرون على العمل والعطاء، ووجدنا تجاوبا وتعاونا من قبل مؤسسات قلقيلية، ووزارة التربية والتعليم والمجتمع المحلي.

وتابع: برامجنا رفدت الثقافة والموروث الثقافي الفلسطيني، وأصبحت لدينا قاعدة جماهيرية واسعة من المهتمين، حتى أن تأخر بث بضع حلقات دفع البعض ليتصل بنا هاتفيا، ليسألنا عن البرامج والمواعيد.

وأضاف: قبل هذه النقلة في الفعاليات، كانت أنشطتنا وجاهية، وكانت كافة مؤسسات قلقيلية تدعمنا بتوفير القاعات والمستلزمات، والآن مع الانتقال للفعاليات الالكترونية نشهد إقبالا كبيرا، لأننا نختار بعناية ما يهم مجتمعنا، ونقدم مواضيع اجتماعية وثقافية واقتصادية ومواضيع عامة تهم مجتمعنا الفلسطيني.

دينامو وعراب الحراك الثقافي، هو رئيس قسم الفنون والتراث في مديرية ثقافة قلقيلية مروان الحجاوي، الذي يعمل منذ عشرة أشهر تقريبا، على إنتاج يحرك المياه الثقافية الراكدة، بفعل "كورونا"، ولأسباب تتعلق بتنشيط الواقع الثقافي في قلقيلية.

حجاوي يدخل عالم التكنولوجيا البسيطة مرغما، فيقوم بالتعلم الذاتي على برامج إنتاج ودمج الفيديو، وما تشمله من مؤثرات بصرية وسمعية، ليصبح لاحقا صانع محتوى.

حجاوي قال لـ"وفا": في بدايات انتشار فيروس "كورونا"، توقفت الحياة بشكل عام، وتأثرت كافة مناحيها، فكان لا بد من تنشيط الحالة الثقافية عبر الطرق الجديدة التي انتهجها العالم، وهي تقديم المحتوى عبر الانترنت.

وأضاف: في نيسان 2020، اجتمع المجلس الاستشاري الثقافي لمحافظة قلقيلية، والمؤلف من 22 شخصية ثقافية، وقرر البدء بتفعيل النشاطات الثقافية، والتي أنتجت نحو 50 حلقة مصورة، تقدم محتوى ثقافيا، بثت على صفحة المديرية على الفيسبوك.

وتابع: كانت الأزمة المادية للحكومة على أشدها، ولم يكن بالإمكان الدفع نقدا لتوفير كافة الاحتياجات، ما دفعني لتحميل برنامج "فور مورو" والتعلم على إنتاج الحلقات، كما أحضرت الفلين، وصنعت إضاءة تناسب التصوير وتقديم الحلقات.

وأضاف: أعداد المشاهدات للحلقات بالآلاف وهو أمر مشجع ودفعنا للمزيد من العمل، كما خططنا في العام 2021 للنزول إلى الشارع والاستفسار من الناس عن احتياجاتهم الثقافية، وتطلعاتهم للفعل الثقافي، ومشاركتنا الخطط والبرامج من أجل واقع ثقافي أفضل والرقي بالفنون في المحافظة.

وبين حجاوي: الآن أعمل على برنامج جديد "غنّى الحادي"، وهو تأصيل للتراث والأغاني والأهازيج الشعبية، وفيه لقاءات مع كبار بالعمر تذوقوا طعم تلك الأيام الفنية الأصيلة قبل عشرات السنين.

عتماوي قالت لـ"وفا": أختار كتابا أشعر أنه يهم شريحة كبيرة من القراء، كتبا يهتمون بنوعيتها، وأخرى يسمعون بها لأول مرة. المسؤولية كبيرة في معرفة أي الكتب سأقوم بتلخيصها وتقديم قراءتي لها.

"قدمت قراءات لأدب محلي وعالمي، أدب باللغة الأم وآخر مترجم، أدب خاص بالمرأة وآخر بالطفل، تقريبا أحاول طرق كل أبواب الأدب، لتقديم محتوى هادف وقيّم من شأنه أن يترك انطباعا جميلا، لدى من يتابعون حلقاتي.

وأضافت: شجعتني الآراء والتعليقات على ما قدمته، وكتب لي متابعون وقراء: نحن ننتظر الكتاب الذي ستقدمينه لنا، لنقوم بقراءته وربما اقتنائه.

وبينت: هذا العمل هوايتي منذ زمن، أجد نفسي فيها، وحين جاء "كورونا"، وكان لا بد من تفعيل وتحريك الوضع الثقافي في المحافظة، قررت أنها اللحظة المناسبة لأعمل ما أحب، وهو تشجيع الناس على القراءة.

ـــــــــــ

ي.ن/ر.ح

مواضيع ذات صلة

اقرأ أيضا