بيت لحم 4-3-2021 وفا- عنان شحادة
حفر تاريخ 5 آذار/ مارس العام الماضي في ذاكرة المواطنين، خاصة في مدينة بيت لحم، التي سجلت في ذلك التاريخ أول إصابات بفيروس "كورونا"، في فندق آنجيل، كان من بينهم سلطان ناصر الذي يتذكر تلك اللحظات بألم.
يقول ناصر (24 عاما) قرية دار صلاح، إنه لا يحبذ العودة بالذاكرة الى الوراء، لأنها كانت أياما صعبة، لكنها مليئة بالإرادة، مضيفا "في بداية الإصابة كان هناك تخوف شديد من كثرة من تم الحديث عنه، لكن بالإرادة القوية استطعت التغلب عليه بفعل الالتزام بكل الإجراءات الوقائية".
ويتابع ناصر حديثه بالقول "عندما كنت متواجدا في الفندق فترة الحجر الصحي، حرصت على تصوير يومياتنا ونقلها للمواطنين عبر صفحات التواصل الاجتماعي، كذلك عبر وسائل الإعلام كي أضعهم أمام الواقع، وليأخذوا الحذر والحيطة من الفيروس.
ويؤكد "بعد أن تعافيت من الفيروس، حاولت نقل تجربتي للمواطنين من خلال حثهم على عدم الاستهتار، في حينها أخذ الكثيرون الموضوع بعدم جدية وعدم تصديق".
ويعرب ناصر عن تخوفه من عودة الفيروس إليه مرة أخرى، رغم التزامه بكل الإجراءات الوقائية الصحية لكن لأن المواطنين غير ملتزمين، وما يزيد من مخاوفه أن هناك ثلاثة أشخاص ممن أصابهم الفيروس في بدايته، عاد إليهم مجددا، ومنهم ما زالوا فاقدي حاستي الشم والتذوق منذ 5 آذار الماضي ولغاية اليوم.
نيقولا قواس (30 عاما) من بيت جالا، كان أول مصاب يدخل المركز الوطني للتأهيل في بيت لحم، يقول تم حجري 63 يوما متنقلا ما بين المنزل وبيت اللقاء والمركز الوطني، عانيت كثيرا من آثار هذا الفيروس، وبعد عام على انتشاره ازدادت الأمور سوءا.
وأضاف "كاد الوباء أن يفتك بعائلتي كاملة مكونة من ستة أفراد، وأنا كنت السبب في نقله لهم دون علمي، وخوفي كان على كبار السن منهم.
ويوضح "أتذكر ما قمت بإنجازه في مواجهة الفيروس وكيف استثمرت وقتي خلال الحجر، قمت بقراءة أبحاث علمية نشرت، لمعرفة طبيعة الفيروس وكيفية العلاج منه، وكنت على اتصال مع أطباء والمشاركة معهم بالمعلومات، بعدها عملت على تغيير البروتوكول الصحي لوزارة الصحة، وأنتجت فيديو لشرح نتائج الدراسات التي قمت بها والبروتوكولات في العالم، وأحدث تفاعلا مجتمعيا".
ويشير الى أنه قام بالشراكة مع عدد من المتعافين، ووسائل الاعلام ووزارة الصحة، بإطلاق حملة تحت عنوان "بالوقاية سننتصر" مكونة من 50 شخصا، هدفها حثهم على التقيد بالإجراءات لحماية العائلات استمرت لمدة ثلاثة أشهر، مشيرا الى أنهم كانوا يواجهون أشخاصا ينكرون وجود الفيروس إضافة الى اللامسوؤلية في وضع الكمامة والالتزام بالإجراءات الوقائية".
ويقول قواس إنه يوم إطلاق الحملة التي جرت بحضور الوزيرة مي كيلة وقتها، أعلنت ان بيت لحم خالية من فيروس "كورونا"، لافتا الى انهم كانوا خلال الحملة يقومون بتوزيع الكمامات والمعقمات على العمال وتحديدا عند الحواجز العسكرية الإسرائيلية، مضيفا "منذ تعافيت من الفيروس لم يعد إلي لأنني ملتزم".
من جانبه، يؤكد مدير صحة محافظة بيت لحم شادي اللحام، أن 5 آذار/ مارس سيبقى في ذاكرة كل مواطن فلسطيني، لأنها كانت تجربة صعبة في بداية الامر، عندما تم تسجيل 7 إصابات في اليوم الأول ثم نفس الرقم ثاني الأيام مع 35 مخالطا في فندق انجيل، بعدها تطور الى وجود 14 مخالطا في فندق بردايس و11 في فندق المهد.
ويوضح ان صعوبة الوضع كانت من خلال غياب الإمكانيات الطبية الكبيرة، حيث كنا نأخذ (50) مسحة، وترسل الى رام الله، مع وجود كادر مكون من (10) أشخاص، وهو ما تغير اليوم، حيث أصبحنا قادرين على عمل 4 آلاف فحص و8 آلاف عينة يوميا، ولدينا (150) كادرا طبيا قادرا على التعامل مع حالات الفيروس، مع إمكانية نقل المصاب الى مركز في أريحا.
ويقول إن الوضع اختلف نحو الأفضل لاستقبال المصابين، من حيث افتتاح المركز الوطني في بيت لحم الذي بدأ العمل به في 7 آذار من العام الماضي بسعة 4 أسرة ثم 8 وصولا الى 32 سريرا، إضافة الى قسم في مستشفى بيت جالا، وتأهيل المستشفى العسكري في حرملة.
وأوضح اللحام ان عدد الذين أصيبوا بالفيروس منذ عام في بيت لحم (12000) إصابة، فيما يبلغ عدد الحالات النشطة حاليا (2000).
وأشار الى أنه في البداية دفع الخوف من الفيروس المواطنين للالتزام بالإجراءات الصحية، لكن بعد فترة أصبحوا يشككون بوجوده نتيجة عمليات تضليل وتشكيك من البعض، لافتا إلى أن الأطباء نجحوا في حصر البؤرة الأولى بفندق انجيل، وتمت السيطرة عليه، وكانت تجربة ناجحة بشهادة منظمة الصحة العالمية.
ولم يخف حقيقة أن هناك عدم التزام من المواطنين في الفترة الحالية، وهو ما أدى لوصول الحالة الوبائية الى مرحلة خطيرة جدا.
ــــــــــ