الرئيسية تقارير وتحقيقات
تاريخ النشر: 29/03/2021 05:57 م

عشية يوم الأرض.. جميلة الشلالدة تصارع التهويد في قلب الخليل

الخليل 29-3-2021 وفا- أمل حرب

في منطقة الدبوية وسط مدينة الخليل تقيم جميلة الشلالدة (60 عاما)، في بيتها في شارع الشهداء منذ أكثر من أربعين عاما، صامدة متحدية لكل ممارسات الاحتلال والمستوطنين الذين استخدموا شتى الوسائل للتضييق عليها لإجبارها وغيرها من المواطنين على ترك المنطقة والرحيل عنها.

وصفت الشلالدة المنطقة التي تقيم فيها "بالنهر المتدفق بالحياة" سابقا، وقالت لـ"وفا"، كان الشارع يزدحم بالمتسوقين والقاصدين لسوق الخليل المركزي وسوق الذهب ومحطة الباصات المركزية، كانت منطقة الدبوية مليئة بالسكان من أبناء مدينة الخليل، فيما كان هناك أربعة مساكن فقط لعائلات مستوطنين في الجهة المقابلة يعيشون تحت حراسة مشددة من قبل جيش الاحتلال.

وتابعت، بعد مجزرة الحرم الإبراهيمي، تبين ان الاحتلال يخطط لتوسيع المستوطنة وتهجير المواطنين من خلال التشديد عليهم، خاصة إغلاق شارع الشهداء بالكامل وإغلاق السوق ونقل كل حركة المواطنين الى خارج المنطقة والبلدة القديمة لتنفيذ مخططاته في تهويد وسط المدينة.

القليل من المواطنين رفضوا الخروج من المنطقة الى بيوت أقاربهم وعائلاتهم في أحياء أخرى من المدينة حتى تنتهي هذه الغمة .. مستذكرين ما جرى للفلسطينيين في النكبة... والنكسة، وتحملوا معاناة كبيرة من اعتداءات المستوطنين وجيش الاحتلال لدفعهم على الرحيل عن منازلهم.

وقالت بيتي مقابل بيت مستوطنة عنصرية، رأيتها من نافذتي.. قامت بضرب اطفالها واخذوا يصرخون وادعت ان العرب هم من قاموا بالاعتداء عليهم وصورت اطفالها وهم يصرخون .. وقالت، في اليوم التالي جاءت حافلة من عناصر الاحتلال الى بيت المستوطنة لدعمها ماديا ومعنويا، وخلال فترة قصيرة تمكنت من بناء 12 غرفة سكنية، وجاءت نحو 30 عائلة يهودية للمنطقة .

"في الوقت الذي تصاعدت فيه اعتداءات المستوطنين على أطفالنا.. بقينا نتحدى كل أساليب القهر والتهجير".

وروت الشلالدة، كيف حاول الاحتلال اعتقال ابنها الوحيد والاعتداء على بناتها بالضرب، وعندما حاولت الدفاع عنهم ضربها احد الجنود بالحائط مما تسبب لها بنزيف شديد. وقالت: "لم اشعر بحالي وحاولت تخليص ابني الذي كان في الصف العاشر من ايديهم .. وتم اعتقالي اربعة أيام بحجة الاعتداء على قوات الاحتلال وتدفيعي غرامة والتوقيع على قائمة من الشروط حتى اتمكن من الخروج من السجن، مشيرة الى انها تعرضت الى الاعتقال اكثر من 25 مرة .. في كثير منها بسبب تخليصيها الاطفال من اعتداء المستوطنين وجيش الاحتلال..

واستذكرت في إحدى المرات حينما كانت توصل ابنتها الى المدرسة.. "كانت المستوطنة العنصرية اسمها "عانات كوهن" وابنتها حيث كانت تقوم بضرب كل واحد فلسطيني يمر من أمامها، فضربت أمامي شابا وامرأة كبيرة بالسن حيث سحبت غطاء رأسها وهي تسخر منها، وعندما وصلت اليها حاولت ان تمسك بشعري فحذرتها ان اقتربت مني، وضربتها على وجهها وسقطت على الارض، وعندما رجعت الى البيت حاول مجموعة من المستوطنين منهم من يحمل العصي وقضبان الحديد وآخرون ماء النار، حاولوا  خلع باب بيتي والاعتداء علي وعلى اطفالي؟.

وقالت تمسكت ببيتي وحميته كما حماني، وربيت اولادي فيه.

وكانت الشلالدة، شاهدة على جرائم الاحتلال بحق الشهداء الذين تم اعدامهم على مدخل شارع الشهداء من قبل المستوطنين وبحماية جيش الاحتلال، وقالت، إن جنود الاحتلال كانوا يضعون السكاكين بالقرب من جثامينهم في محاولة لإظهار محاولة الطعن ولتبرير عمليات القتل، مستذكرة الشهيدة بشرى الهشلمون ... و22 شهيدا آخر سقطوا على مدخل شارع الشهداء، وتل الرميدة .

ودعت الشلالدة كل العائلات التي خرجت من شارع الشهداء إلى الرجوع لبيوتهم او إعطاءها لعائلات ترغب في البقاء في هذه البيوت، وذلك من أجل حمايتها من أطماع الاحتلال والمستوطنين.

وقالت بيوتنا جميلة  وتاريخية.. بيوت الاجداد، والبقاء فيها جهاد ورباط، صمدت في بيتي ومصرة على البقاء فيه حتى الموت.

ـــــــــــ

أ.ح/د.ذ

 

 

مواضيع ذات صلة

اقرأ أيضا