غزة 27-4-2021 وفا- خضر الزعنون
يزيد الإغلاق الإسرائيلي للبحر في قطاع غزة من معاناة الصيادين، الذين يدفعون ثمنا باهظا لممارسات قوات الاحتلال الإسرائيلي.
ومنذ فجر الإثنين يغلق الاحتلال بحر غزة بشكل كامل، ويمنع الصيد حتى إشعار آخر، تحت حجج واهية يسوقها كمبررات للتضييق على أرزاق 60 ألف مواطن يعتاشون من هذه المهنة، بحسب ما قاله مسؤول لجان اتحاد الصيادين في غزة زكريا بكر في حديث لـ"وفا".
وأضاف "يعمل في قطاع الصيد داخل البحر 4 آلاف صياد، إضافة إلى 1500 عامل مرتبطين في هذا القطاع من حرفيين وسائقين وتجار وبائعي أسماك وبائعي شباك، ومن 3-4 مصانع ثلج تشتغل لصالح الصيادين والتي توقفت عن عملها مع وقف الصيد".
وأوضح بكر، أن إغلاق الاحتلال البحر بشكل كامل تزامن من أهم مواسم صيد فعلي للصيادين ودائماً يرتبط الإغلاق للبحر أو تقليص مساحة الصيد مع بداية كل موسم، وتأثيره هو مساس مباشر بالقوت اليومي للصيادين وعائلاتهم، خاصةً أن الاحتلال تعمد تدمير قطاع الصيد منذ نحو 15 سنة من الحصار البحري المشدد.
وأكد بكر، أن الاحتلال تعمد التدمير الممنهج أولا من خلال التلاعب بالمساحات الممنوحة للصيد والحصار المشدد على الصيادين والجرائم المتواصلة بحق الصيادين، وما ينتج عنها من قتل وتدمير واعتقال والاستيلاء على المراكب وتدمير أخرى وشباك، إضافة لمنع إدخال كل معدات الصيد للصيادين".
وشدد على أن القرار الإسرائيلي يتنافى مع كل المواثيق والاعراف الدولية وتحديدا اتفاقية جنيف الرابعة، التي حرمت وجرمت فرض العقوبات الجماعية.
أما الصياد منذر أبو عميرة (30 عاما) فقد أكد أن الاحتلال يغلق البحر بشكل مستمر، ويضيق على الصيادين، وأحيانا يغلقه ونحن داخله، كما أن مساحة الصيد التي يسمح بها غير كافية".
الصياد محمود الضعيفي (30 عاما) من مخيم الشاطئ يعيل أسرة مكونة من 11 فردا، يؤكد أن الصيد مهنته الوحيدة التي يعتاش منها، وفي اليوم الذي يعمل به يأكل، لكن وبسبب الإغلاق باتت ظروفه المعيشية صعبة.
ويضيف الضعيفي "أعيل أفراد أسرتي وأصبحت مسؤولا عنهم عقب استشهاد والدي خليل الضعيفي الذي قصفه الاحتلال عام 2008، وأمارس مهنة الصيد منذ 13 عاما لأنه لا يتوفر عمل في قطاع غزة".
وتابع إنه قبل يومين كان في عمله واقترب منه زورق حربي إسرائيلي، وهدده إن لم يعد للوراء وبدأ بإطلاق النار عليه، ما أجبره على ترك الغزل (شبك الصيد) في البحر.
وأردف الضعيفي: "أنا ومجموعة من الصيادين نخرج يوميا من الساعة السادسة مساء ولغاية السادسة من صباح اليوم الذي يليه، وعند منتصف الليل يأتي الزورق الإسرائيلي ويلاحقنا ويطاردنا، ولا يبقى أحد في البحر، نترك شباك الصيد في المياه ونهرب".
وأشار إلى أن الاحتلال بشكل عام لا يريد مشاهدة أي صياد فلسطيني في البحر، وإذا شاهده حتى لو كان في مساحة الصيد المسموح بها يأتي ويصرخ عبر مكبرات صوت ويطلق نار ويطلب منه الخروج من البحر، وبذلك لا يستطيع الصيد.
وطالب الضعيفي المنظمات الحقوقية بوضع حد لاعتداءات الاحتلال والوقوف مع الصيادين ومساعدتهم، لافتا إلى أن "الصيادين بحاجة لمعدات صيد وليس كل شيء متوفرا في غزة، أناشد الجميع بتوفير هذه المعدات لنا لأننا من دونها لا نستطيع العمل".
وتعد انتهاكات الاحتلال واعتداءاته ضد الصيادين جزءا من سلسلة اعتداءات تطال أبناء شعبنا في ضوء الحصار المفروض على غزة منذ نحو خمسة عشر عاما.
ــــ
خ.ز/ر.ح