الرئيسية تقارير وتحقيقات
تاريخ النشر: 04/08/2021 12:14 م

منى ومي أبو العمرين: رأينا والدنا الشهيد لحظة إعلان النتيجة وكان بيننا

 

غزة 4-8-2021 وفا- ريما السويسي

في منزلهما الواقع في حي الشيخ رضوان وسط مدينة غزة، اجتمعت نسوة الحي لتهنئة التوأمين مي ومنى همام أبو العمرين، بعد حصولهما على معدل 94.3 و94.7 في الثانوية العامة الفرع الأدبي، وسط أجواء من الفرحة والزغاريد التي عمت المكان فور إعلان النتائج.

وتأتي هذه الفرحة بعد عام دراسي لم يكن مثالياً، فأجواء جائحة كورونا التي انتشرت في غزة فرضت على الطلاب تعليماً إلكترونياً ينطوي على الكثير من الصعوبات، بالإضافة إلى الحرب الأخيرة التي ألقت هي الأخرى بظلالها الوخيمة على أعصاب ومشاعر الطلاب.

تقول منى الحاصلة على معدل 94.3 بفرحة غامرة وملامح متهللة: "المجهود كان مشتركاً بيني وبين توأمتي مي، وها نحن نجني ثمار هذا المجهود بفضل الله وتوفيقه، وما ساعدنا في تحصيل هذا المعدل هو أننا تعاملنا مع الثانوية العامة كسنة عادية لا تحتاج الكثير من القلق".

وتستدرك قائلة "ما أحبطنا هو جائحة كورونا حين اضطرتنا للتعليم عن بعد، ولكننا حولنا هذه العقبة إلى تحدٍّ من نوع آخر، فكانت حافزاً لنا لبذل المزيد من النشاط والدراسة، والحرب الأخيرة أثرت على روحنا المعنوية ولكننا تخطيناها".

وتضيف "كانت لحظة إعلان النتائج من أصعب اللحظات التي مرت علينا، وقبل الإعلان بدقائق رأيت والدي حاضراً بيننا وقلت للموجودين "بابا هنا ينتظر سماع النتيجة معنا" الأمر الذي أثار استغراب الموجودين وجعل أمي تدخل في نوبة بكاء، لقد كان ينظر في عيوني ويبتسم". 

هذا وتنوي منى دراسة تكنولوجيا المعلومات في احدى جامعات القطاع وتأمل أن تحصل على منحة أبناء الشهداء لأن وضع العائلة الاجتماعي لا يسمح بالدراسة على نفقتها الخاصة.

أما مي الحاصلة على معدل 94.7 الفرع الأدبي فتقول حول تجربة الدراسة مع توأم "كنا ندرس ذات المادة في آن واحد لكن منى كانت أسرع مني في التحصيل وعملنا جهداً كبيراً كي تتقارب معدلاتنا، وهي من كانت تشجعني وتحثني على الدراسة، وفي الحرب عملنا على رفع الروح المعنوية لكلتينا".

وتضيف "لم يأت هذا المعدل بالصدفة بل بعد مشوار طويل كان مليئاً بالعثرات والصدمات والضغوطات واليوم نجني ثمار هذه التحديات وهو يوم تاريخي".

وحول توتر اللحظات الأخيرة تقول "لم أتوتر عشية إعلان النتائج ولكن التوتر داهمني لحظة إعلان المعدلات وإرسال الرسائل".

وتنوي مي دراسة التمريض في إحدى جامعات قطاع غزة وتقول إن سبب اختيار هذا التخصص أنها "جريئة ولا تخشى رؤية الدماء".

أما والدتهما أم يحيى (41 عاماً) فتقول "كنت في غاية التوتر كوني الأم والأب لهما، فقد كنت دائمة التشجيع لهما منذ بداية العام الدراسي".

وتضيف "تمنيت لو أن زوجي معنا ليحتفل بهذا النجاح فقد كانت لحظات صعبة وأنا أقوم بكل هذا وحدي لكن الحمد لله على كل شيء".

هذا واستشهد همام أبو العمرين والد مي ومني عام 2003 وقد كانتا في عمر الثمانية أشهر.

ــــــــ

/ ف.ع

 

 

مواضيع ذات صلة

اقرأ أيضا