رام الله 14-10-2021 وفا- إيهاب الريماوي
أمس، أعلن المجلس الأعلى للإبداع والتميز، عن المشاريع الثلاثة الفائزة بجائزة المسروجي 2021، والتي تهدف إلى دعم الأفكار والمشاريع الإبداعية والبحوث العلمية التطبيقية خاصة في مجال الصناعات الدوائية.
وفاز بالمرتبة الأولى بجائزة قيمتها 5 آلاف دولار، يوسف نجاجرة، عن مشروعه تصميم عقلاني لمثبطات ثنائية لأنزيمات ABL/JAK2 كعلاج لسرطانات الدم.
وبالمرتبة الثانية مكرر، بجائزة قيمتها 2500 دولار، عهود خطاطبة، وعبد الناصر زايد، عن مشروعهما تصنيع وتقييم أقراص سيفبودوكسيم بروكسيتيل للمضغ، والذي يستخدم بشكل رئيسي في علاج الالتهابات البكتيرية.
وفاز بالمرتبة الثانية مكرر، بجائزة قيمتها 2500 دولار، حمد الله الأشقر، ومحمد صلاح، عن مشروعهما جهاز تنفس صناعي، يناسب العمل في بيئة وحدة العناية المركزية ويعمل على عدة أنظمة حديثة ويتبع الكود الطبي الدولي ضمن إجراءات السلامة الطبية.
الأستاذ المشارك في كلية الصيدلة بجامعة القدس يوسف نجاجرة من بلدة نحالين بمدينة بيت لحم، قال إن المشروع يهدف إلى اكتشاف وتطوير مركبات مستحدثة تعمل بآلية مختلفة عن الأدوية القائمة، وتصلح لأن تصبح إذا تم العمل عليها كأدوية مضادة لمرض "اللوكيميا" وسرطانات الدم الأخرى.
ويرى نجاجرة المتخصص بالأدوية المضادة للسرطان، أن مشروعه ضخم ويعمل عليه منذ عدة سنوات، حيث أنه متخصص بالجزء الكيميائي الطبي وتحضير المادة وتشخيصها، أما الاختبارات البيولوجية التي يتم التأكد من بنيتها من خلال مختبرات مختصة يقوم بها شريكه بالمشروع الألماني مارتين في مختبرات بأوروبا.
ويؤكد أنه يحمل بين يديه دليلا علميا واعدا لهذا الدواء، خاصة بعد تجربته على نحو 30 نوعا من الخلايا السرطانية، حيث أثبتت التجارب أنه يعمل بفعالية ما بين جيد جدا إلى ممتاز، فيما أن الهدف الأسمى في المرحلة المقبلة هو أن يتم أخذ أفضل مادة مستخلصة وتحضيرها بكميات وتجربتها على نماذج حيوانية، وفي حال كانت النتائج مشجعة يتم الانتقال للتجارب السريرية.
ويوضح نجاجرة، بأن التجارب السريرية تكون على ثلاثة مراحل تأتي بعد التأكد من فعالية المادة، وأن تكون السمية مقبولة فيها، كما أن التجارب على النماذج الحيوانية يجب أن تتم عند أخصائيين حتى تخرج بنتائج مضبوطة.
ويشير إلى أن لدى فريقه ما يكفي للدخول للتجارب على النماذج الحيوانية، بشرط توفر التمويل المطلوب المقدر بنحو 250 ألف دولار، إضافة إلى أنه يعكف في المرحلة الحالية على إعداد مقترح مع خطة تفصيلية لمشروعه بالتعاون مع شريكه الألماني لتقديمه للمجلس الأعلى للإبداع والتميز، وإلى عدة جهات أخرى.
"نناشد كل من لديه الاستعداد لتطوير المشروع أن يدعمه، فهذا مشروع واعد جدا، وأن أعي ما أقول، فمن الممكن أن نصل إلى المرحلة السريرية، وفي حال وصولنا إلى هناك فإن المستثمرين والشركاء من كافة أنحاء العالم سيحاولون تبني المشروع"، يضيف نجاجرة.
ويهدف المشروع بشكله النهائي وفق نجاجرة، إلى تطوير دواء لسرطان الدم المقاوم للعلاجات القائمة، وحتى يتم الوصول إلى تلك المرحلة يجب تصميم مجموعة من المركبات من خلال الاستعانة بالمعرفة العلمية لدى فريقه، وإلى الخبرات المتراكمة والأدوات المحوسبة، حتى يتم الحصول على مركبات مستحدثة غير معروفة سابقا، ويأمل من هذه المركبات أن ترتبط على مواقع مغايرة للمواقع التي تعمل عليها الأدوية القائمة، الأمر الذي سيساعد على التغلب على المقاومة التي تحدث في الأدوية الحالية المستخدمة في علاج سرطانات الدم.
ويوضح: "الأدوية المستخدمة حاليا في معالجة سرطانات الدم، بعد فترة من تتطور مقاومة الخلية السرطانية للأدوية، التي تصبح لا تستجيب للعلاج ويأتي ذلك بسبب حدوث طفرات على بعض الأنزيمات، ومن خلال مشروعنا نحاول حل هذه المشكلة من خلال تصميم مُركبات ترتبط بمواقع مغايرة بالتالي ترتبط بالمواقع الحالية، وهذا ما سيمكننا من التغلب على مقاومة السرطانات للأدوية، كما أن التجارب التي أجريت من خلال أكثر مادة واعدة بالمشروع تم تجربتها على أكثر خلايا اللوكيميا المقاومة للأدوية، حيث عملت تلك المادة على وقف نمو الخلايا وقتلها".
وأردف نجاجرة: "إذا مررنا بكافة التجارب الحيوانية من ناحية الفعالية والسمية، فإنه سيتم الدخول للمرحلة السريرية الأولى والثانية والثالثة، وفي حال تجاوزنا ذلك، يجب أن يتم إقراراه من خلال هيئة الغذاء والدواء الأمريكية FDA الأميركية والأوروبية، الأمر الذي سيحقق فائدة للبشرية، إلى جانب المردود المالي الكبير اذا كان الاكتشاف من الألف إلى الياء".
أقراص قابلة للمضغ تقول عهود خطاطبة عن مشروعها مع عبد الناصر زايد حول تصنيع وتقييم أقراص سيفبودوكسيم بروكسيتيل للمضغ، والذي يستخدم بشكل رئيسي في علاج الالتهابات البكتيرية، إن المشروع عبارة عن أقراص قابلة للمضغ، ويدخل في علاج الالتهابات البكتيرية، إضافة إلى علاج التهابات الأعصاب بعد إجراء عمليات جراحية، كالعمليات بالعظام على سبيل المثال، في حال كان يحتاجها المريض.
وتضيف خطاطبة من مدينة نابلس والحاصلة على ماجستير علوم صيدلانية من جامعة النجاح الوطنية، أن المشروع من ناحية التجربة والتصنيع والتحليل تم إجراء دراسة ثابتة له لمدة ستة أشهر، وتم تقييم كافة الخواص والمزايا الفيزيائية للدواء، وأثبتت كافة الفحوصات أن المادة تأتي ضمن المواصفات العالمية والمتطلبات، ولكن من ناحية أبحاث سريرية لم يتم تجربته على أشخاص كشكل صيدلاني، ولكن تم تجربته على متطوعين لمعرفة إن كان طعمه ورائحته مقبولة كونه يتم تناوله بالمضغ.
وتشير خطاطبة إلى أن هذا الدواء من الممكن إن يوصف لكافة الأعمار ولكلا الجنسين، خاصة للذين يعانون من التهابات بكتيرية من الأطفال وكبار السن، إضافة إلى الفئات الأقل عمرا الذين لديهم مشاكل في البلع أو يرفضون فكرة الأقراص التي يستوجب بلعها.
وتأمل خطاطبة المحاضرة في كلية الصيدلة بجامعة النجاح أن تتبنى شركة أدوية هذا المشروع ليتم تطبيقه وتشغيله على نطاق واسع، بعد أن يخضع للتجارب السريرية في مركز تكافؤ حيوي والذي يكلف ذلك ما بين 50-70 ألف دولار.
وتتابع: "تم إيجاد طرق لتحليل الشوائب وخضع للتجربة عند أشخاص متطوعين بفئات عمرية مختلفة، من أجل تقييم الطعم والرائحة وتم دراسة ثبوتيته لمدة ستة أشهر، وكانت النتائج ممتازة، ووصلنا إلى مرحلة التجارب السريرية".
جهاز تنفس اصطناعي يقول صاحب المركز الثالث عن مشروعه جهاز تنفس صناعي المهندس حمد الله الأشقر من قطاع غزة، إن مشروعه الذي يتم العمل عليه مع المهندس الكهربائي محمد صلاح، مستمر منذ نحو عام ونصف، حيث خضع الجهاز لكافة مراحل التصنع.
وأضاف: "تحفظنا على الإعلان عن مشروعنا، حيث كان الهدف أن يكون لدينا جهاز يعمل بالمستشفيات خاصة في ظل النقص بالأجهزة خلال جائحة كورونا، وبعد هذه الفترة من الإعداد للمشروع اقتربنا من الوصول إلى مرحلة الاختبارات السريرية التي تجرب على المرضى".
ولفت الأشقر إلى أن زارة الصحة لديها بروتوكول نعمل عليه، ويجب أن نحصل على موافقات معينة وأن يكون الجهاز الجديد حسب مواصفات الأجهزة المستوردة لديها، وفيما يحاول أن يكون مشروعه مطابق للمواصفات العالمية.
وتابع: "لدينا جهاز بكافة المواصفات العالمية، ويخضع الآن إلى فحص بالمختبرات لمدة ثلاثة أشهر من خلال وضعه على جهاز يحاكي رئة المريض، وذلك من أجل التأكد من فعالية وأداء الجهاز، ومراقبته في حال حدوث خطأ لم يكن بالحسبان، وهذه الخطوة هي الخطوة الأخيرة قبل الدخول إلى الفحص السريري".
واحتضن هذا المشروع مركز لتكنولوجيا المعلومات بالكويت، ويبلغ تكلف إنتاج الجهاز الواحد منه نحو 10 آلاف دولار.
يشار إلى أن جائزة المسروجي تهدف إلى إحداث تأثير إيجابي على القطاع الصحي وصحة المواطن والتنمية المستدامة، وفتح آفاق جديدة أمام الباحثين الفلسطينيين ونشر أبحاثهم وتأثيرها ونموها في أسواق مختلفة وجديدة.
ـــ
إ.ر/ر.ح