الرئيسية تقارير وتحقيقات
تاريخ النشر: 10/12/2021 08:45 م

مقلاع أبو عياش

نابلس 10-12-2021 وفا- بسام أبو الرب

في اللحظة التي أطلق فيها قناص في جيش الاحتلال الإسرائيلي ثلاث رصاصات حي، من جبل صبيح التابع لاراضي بلدة بيتا جنوب نابلس، كانت الاشارة تنذر بوقوع حدث جلل فوق الرؤوس، فالهدف المقصود وقع أرضا مضرجا بدمائه، ويده تقبض على المقلاع.

رصاصة أطلقها قناص اسرائيلي أصابت رأس الشهيد جميل أبو عياش (31 عاما)، من بلدة بيتا، وتناثرت أجزاء من دماغه، لتوصف الإصابة الاخطر من بين الاصابات التي وقعت خلال الثمانية شهور الماضية، حسب ما يؤكد الدكتور عبد الجليل حنجل المسؤول الطبي للمسشتفى الميداني والمتطوع في الهلال الاحمر.

ويقول الدكتور حنجل في حديث لوكالة "وفا"، "بعد انسحاب اثنين من الجنود من موقع المواجهات والتفافهم حول الموقع، جرى اطلاق ثلاث رصاصات حي مباشرة وبشكل متتالي، وصل نداء اشتغاثة بوجود اصابة خطيرة في الرأس".

ويضيف "عندما وصلنا الشاب المصاب كان بيده مقلاع مربوط باصبع الخنصر، وكان يلازمه طوال مرحلة نقله في مركبة الاسعاف الى أن تم قصه قبل الوصول الى المستشفى، وما زالت اثار الدماء عليه".

ويعتبر المقلاع أو "المقليعة" الذي يستخدم لقذف الحجارة لمسافات أطول، أحد اشهر ادوات المقاومة الشعبية، التي يستخدمها الفلسطينيون ضد الاحتلال. 

ويؤكد الدكتور حنجل أن اطلاق الرصاص كان بهدف القتل المتعمد والمباشر؛ وذلك من نوعية الاصابة، موضحا أنه جرى اطلاق مئات الرصاصات من نوع المعدني المغلف بالمطاط، اضافة لقنابل الغاز المسيل للدموع والصوت خلال ست ساعات.

ويشير حنجل الى أن اجراءات الاحتلال وتجريف الطرق المؤدية الى جبل صبيح، كانت تشكل عائقا أمام عمل طواقم الهلال الاحمر، وكانت عملية نقل الشهيد ابو عياش صعبة، الا انه بجهود الطواقم والمتطوعين وصلت في وقت قياسي.

والشهيد أبو عياش هو الرابع بين اخوته، متزوج منذ خمس سنوات، ولم يرزقه الله بأولاد ويعمل نجارا.

مدير مكتب هيئة الجدار والاستيطان في الشمال مراد شتيوي، يقول "إن المقلاع أو المقليعة هي اداة استخدمها الفلسطينيون منذ أيام ثورة البراق عام 1928، وهي عبارة عن حبلين أحدهما أطول من الآخر يتوسطهن قطعة من الجلد او من قطعة منسوجة من الحبال، ويضع فيه المقاوم حجر ويلوح فيه أكثر من مرة ليستمد قوة لقذف الحجر لأطول مسافة، وبعد الوصول الى الدرجة القصوى،  يفلت احد طرفي الحبل ويبقى الاخر مثبتا في اصبعه".

ويضيف في حديث خاص لـ"وفا"، "أنه أعيد تفعيل هذه الاداة في المقاومة الشعبية خلال انتفاضة الحجارة عام 1987، وكان الاكثر شيوعا مع امتداد رقعة المقاومة الشعبية، كونه يشكل حالة ارباك لجنود الاحتلال، وسجلت كثير من حالات الاعتقال بناء هذه التهمة ووثقت ضد الفلسطينين في محاكم الاحتلال". 

يشار إلى أن جميل أبو عياش أصيب في الرأس خلال المواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي على أراضي جبل صبيح، ووصفت حالته بالخطيرة حيث نقل إلى المستشفى وأعلن لاحقا عن استشهاده، وهو الشهيد التاسع الذي يرتقي على أراضي جبل صبيح والثامن من بيتا، منذ بداية الاحتجاجات في أيار الماضي على إقامة بؤرة "جفعات افيتار" الاستيطانية على قمة الجبل.

ــــ

/ي.ط

مواضيع ذات صلة

اقرأ أيضا