نابلس 12-12-2021 وفا- بسام أبو الرب
رغم مرور ما يقارب ثمانية أشهر لعمل الدكتور عبد الجليل حنجل، كمسؤول طبي للمستشفى الميداني ومتطوع في جمعية الهلال الاحمر في بلدة بيتا جنوب نابلس، إلا أنه ما زال يحتفظ بذاكرته ذلك اليوم الذي تلقى فيه اشارة بوجود اصابة خطيرة برصاص الاحتلال، بمنطقة الفم وتوقف القلب والرئتين عن العمل، خلال مواجهات على جبل صبيح.
تجهزت الطواقم الطبية بعد إنشاء غرفة إنعاش فوق مقاعد الدراسة في احدى مدارس بلدة بيتا، بإمكانيات متواضعة، وفور وصول المصاب جرى تقديم اللازم له، لكسب الدقائق الذهبية لإنقاذ حياته، لينجح الطاقم بذلك ويعيده للحياة بعد إنعاش قلبه ورئتيه لينقل بعدها إلى غرفة العمليات في مستشفيات مدينة نابلس.
بعد شهر من الاصابة عاد الشاب المصاب إلى منزله، بعد كان شهيدا مع وقف التنفيذ، بفضل الاجراء الطبي السليم في المستشفى الميداني في بيتا، حسب ما يؤكده الدكتور عبد الجليل حنجل لمراسل "وفا".
ويقول حنجل: "إن فكرة انشاء مستشفى ميداني جاءت بعد أسبوعين من اندلاع المواجهات مع الاحتلال، وزيادة عدد الاصابات الخطرة، وممارسات الاحتلال بإغلاق الطرق المؤدية الى بلدة بيتا واعاقة وصول مركبات الإسعاف".
ويضيف، "أن المستشفى الميداني يعتبر مكانا للتقييم والعلاج وتقديم الخدمات الطبية قبل نقل المصابين إلى مستشفيات مدينة نابلس، وفي حال وجود تأخير معين بسبب اعاقة الاحتلال لمركبات الإسعاف".
ويتابع: "بداية انشاء المستشفى الميداني في بيتا كان عبارة عن عدد من (النقالات)، داخل إحدى الغرف الصفية وخيمة خارجية وبإمكانيات متواضعة جدا، لكن الأهم كان وجود كادر طبي متطوع ومميز".
ويضيف حنجل، بعدها بفترة جرى استخدام أسرة عادية غير طبية؛ لاستقبال نحو 40 مصابا يوميا غير الذين يتلقون الخدمة الطبية من قبل مركبات الاسعاف المتواجدة على جبل صبيح.
ويؤكد أنه كان لإنشاء غرفة اتصال مركزها المستشفى الميداني أثر كبير؛ في إطار التنسيق بين مركبات الاسعاف والطواقم العاملة داخل المستشفى، لمعرفة نوعية الاصابة والتحضير لها قبل وصول الاسعاف ولتعامل مع الاصابات بهدف كسب الدقائق في حالات توقف القلب أو الرئتين أو اصابة فيها نزيف حاد.
ويشير إلى أن الى مركبة الاسعاف تحتاج في الوقت الطبيعي دون اعاقات إلى 22 دقيقة من أجل الوصول الى مستشفيات نابلس انطلاقا من بلدة بيتا، لكن المستشفى الميداني شكل عنصرا مهما في كسب الوقت والدقائق الذهبية كحالات توقف القلب التي يجب ألا تتعدى الـ6 دقائق.
ويقول حنجل: "عقب اطلاع المؤسسات الطبية المحلية والدولية على الجهد الذي يقوم بالمستشفى الميداني وما يساهمه في انقاذ حياة المصابين، جرى توفير عدد من المعدات الطبية والأسرة اللازمة"، مشيرا إلى أن المستشفى استقبل أكثر من ألف مصاب منذ انشائه، بإصابات بالرصاص الحي والمطاطي في المناطق الخطرة، وهو ما خفف الضغط عن مستشفيات مدينة نابلس، فنسبة التحويل إليها لم تتعد نسبة الـ20%.
وتحدث عن عنف الاحتلال والأسلحة الفتاكة التي يستخدمها في المواجهات على جبل صبيح، واستهداف المتظاهرين من خلال اطلاق رصاص يحدث خمسة ثقوب في جسد المصاب، واطلاق النار على منطقة الركبة بشكل مباشر وهي من الاصابات الخطيرة؛ بهدف احداث اعاقة دائمة للشبان، مؤكدا أنه في احدى الايام اصيب 11 شابا في منطقة الركبة، إضافة إلى استهداف مركبات الاسعاف وإطلاق النار صوبها والاعتداء على بعض المتطوعين في الهلال الأحمر واعتقال أحدهم.
ويشهد جبل صبيح التابع لأراضي بيتا وقبلان ويتما جنوب نابلس، منذ الخامس من أيار الماضي، مواجهات مع قوات الاحتلال احتجاجا على إقامة بؤرة "جفعات افيتار" الاستيطانية على قمة الجبل، استشهد خلالها تسعة مواطنين واصيب المئات بجروح متفاوتة.
ــــ
م.ل