الرئيسية تقارير وتحقيقات
تاريخ النشر: 22/12/2021 12:36 م

بيت لحم.. اقتصاد متهاوٍ يلقي بظلاله على الأعياد المجيدة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

 

بيت لحم 22-12-2021 وفا- عنان شحادة ووعد الكار

قطاع السياحة، وهو أحد أهم القطاعات التي تعتمد عليها مدينة بيت لحم، كان الخاسر الأكبر والأكثر تضررا، بفعل تدابير الاحتلال وإجراءاته المتمثلة بخنق الاقتصاد الفلسطيني، وبسبب وباء "كورونا"، وما تسببه من ركود اقتصادي جراء الإغلاقات، وتقييد حركة التجارة، وغيرها.

فإغلاق بعض المرافق السياحية، وإلغاء آلاف الحجوزات في الفنادق، وانعدام للسياحة الخارجية، وأكثر من ذلك توقف عدد من الحرف والمشاغل العاملة بـ"الصناعات السياحية" كالمنحوتات الخشبية والأزياء التراثية والمتعلقات الدينية.. وغيرها، انعكس سلبا على أجواء أعياد الميلاد المجيدة.

معايعة: رغم جائحة "كورونا" أعياد الميلاد ستحمل معها البهجة والفرحة

وزيرة السياحة والآثار رولا معايعة تحدثت لـ"وفا" عن الواقع السياحي في مدينة بيت لحم، بقولها: نتيجة الظروف الصحية، واستمرار الإغلاق، فلن تكون هناك سياحة أجنبية خلال فترة أعياد الميلاد المجيدة، وهذا متوقف على عدم فتح الحدود والمطارات، في ظل متحور "كورونا" الجديد "أوميكرون".

وأضافت معايعة في حديث خاص لـ"وفا"، إن شعبنا يتسلح بالأمل لإحياء مناسباته الدينية والوطنية رغم كل الظروف الصعبة التي يمر بها سواء من وباء الاحتلال الإسرائيلي أو فيروس "كورونا" لأن هذا استحقاق وطني بامتياز، وبناء على توجيهات الحكومة، لكن وفق التقيد بالبروتوكول الصحي.

وأشارت معايعة، "كنا نأمل أن تعود عجلة السياحة من جديد بعد إعلان السادس من تشرين ثاني/ نوفمبر الماضي لعودة السياحة الوافدة الأجنبية، بالفعل كانت الأمور تسير وفق ما خطط لها، لكن مستجد الوباء ألقى بظلاله السلبية، وألغيت كل الحجوزات من الخارج.

وذكرت أن نسبة الحجوزات في الفنادق في بيت لحم خلال الأيام الثلاثة من الاحتفال بإضاءة شجرة الميلاد خلال أيام الجمعة والسبت والأحد، وصلت إلى 70%، مشيرة إلى أملها بأن تكون كذلك في فترة عيد الميلاد، حيث أن الطفرة الجديدة، أدت إلى غياب السياحة الأجنبية تماما أثناء حفل الإضاءة، لكن رغم ذلك سجلت حركة سياحية نشطة من القادمين من داخل أراضي العام 48 بأعداد كبيرة، إلى مدينة بيت لحم عدا عن زيارة المدن الفلسطينية في الضفة الغربية.

وتابعت حديثها بالقول: إن السياحة الداخلية سجلت أرقاما جيدة في كافة المحافظات، ودليل ذلك تلقينا رسالة من مؤسسات مدينة الخليل بضرورة فتح عدد من المقرات في البلدة القديمة كالمتاحف والحمام التركي (مركز استعلامات سياحي) وغيرها، يوم السبت، بسبب قدوم أعداد من أهلنا من داخل أراضي 48 وعليه تم إعلان الدوام الرسمي فيها، هذا معناه أن هناك حركة سياحية داخلية نشطة وفق توجهات وأنشطة الوزارة لترويج المواقع التاريخية والأثرية، من شأنه أن يساعد في النهوض بالواقع السياحي بشكل بسيط.

وأوضحت معايعة، "خلال الفترة الماضية، عملنا على الترويج السياحي لفلسطين كمقصد سياحي آمن يوفر سبل الوقاية والسلامة، من خلال المشاركة في معرضين سياحيين دوليين ذات أهمية في إسبانيا ولندن، بهدف الانطلاقة مجددا بهذا القطاع بعد عودتها في العالم، كما وتم إلغاء المشاركة في معرض بجمهورية رومانيا في اللحظات الأخيرة بسبب "كورونا".

وكشفت أنه قبل وباء "كورونا" كان لدينا حجوزات حتى نهاية العام 2021، حيث كانت مطالب المكاتب السياحية في فلسطين والخارج توفير غرف وأسرة لاستيعاب الأعداد الكبيرة القادمة، لكن كل ذلك ألغي.

وأعربت معايعة عن سعادتها العارمة للحضور الذي شهدته ليلة إضاءة شجرة الميلاد في ساحة المهد، وتحديدا من أراضي 48 وكذلك من محافظات الوطن، فكانت الأكبر والأوسع منذ سنوات، رغم غياب السياحة الأجنبية.

وأضافت، إن دل هذا إنما يدل على أن كل مواطن فلسطيني يحمل رسالة الميلاد، مع التأكيد الواضح على حرصه الكبير على إحياء المناسبة وانجاح الاحتفالات وعدم ترك الحزن يتسلل الى داخلهم.

وأضافت "نحن على أمل أن تشهد ليلة عيد الميلاد في 24 الجاري، حضورا في ساحة المهد ككل عام، خصوصا بعد النجاح الذي حققه المؤتمر السياحي (بيت لحم هالمرة غير) مع فلسطينيي عام 1948، فكان له أثر في جذب وفود سياحية منهم الى بيت لحم، وتطوير الحركة السياحية فترة إضاءة شجرة الميلاد، وهذا ما نأمل أن يحدث ليلة الميلاد.

وحول مشاريع تنشيط الواقع السياحي، أكدت معايعة في هذا الصدد أن هناك اهتماما بالمواقع الأثرية، ومنذ بداية وباء "كورونا"، ورغم الظروف الصعبة التي عاشتها البلاد، لم تتوقف الوزارة عن الاطلاع للنهوض بالواقع السياحي الفلسطيني، بدءا بافتتاح قصر هشام في مدينة أريحا، بعد أعمال الترميم والتأهيل من قبل الرئيس محمود عباس في احتفالية كبيرة.

ويتضمن المشروع أرضية فسيفسائية بمساحة (827) مترا مربعا، مغطاة بـحماية على مساحة دونمين ونصف، هذا نشط من واقع السياحة الداخلية مع التأكيد مع عودة السياحة سيكون محط أنظار للقادمين من بقاع العالم.

كما أنه تم ترميم وتأهيل لمواقع عدة في البلدة القديمة بمدينة الخليل من قبل لجنة اعمار الخليل وافتتاح متحف، ومركز استعلامات، معصرة النتشة، حمام إبراهيم، وشجرة الدر، حيث ساهمت بدرجة كبيرة في تنشيط السياحة في المدينة.

وأشارت الوزيرة معايعة الى أنه سيتم البدء قريبا بمشروع ترميم وتأهيل موقع "تل السلطان" في أريحا، حيث هناك موافقة من الحكومة الإيطالية على المشروع بقيمة مليونين و400 ألف يورو، يتضمن بناء مركز استعلامات، ومواقف للباصات، وترميم الموقع، مع غطاء للأخدود رقم 1، إضافة إلى مشروع المدرج الروماني في نابلس، بقيمة (487 ألف يورو) يشمل أعمال التنقيب والترميم.

وقالت إن جبل عرمه في قرية بيتا في محافظة نابلس له النصيب من أعمال التطوير والتأهيل، حيث تم الانتهاء من المرحلة الأولى بقيمة (80 ألف شيقل)، يتبعه مرحلة ثانية بقيمة (70 ألف شيقل)، إضافة إلى موقع سبسطية الأثري التاريخي بتكلفة (200 ألف دولار).

وشددت معايعة على أنه مثلما جرى في بيت لحم، من عقد مؤتمر لتشجيع السياحة من فلسطينيي 48، سيصار إلى انتهاج سياسة عقد مؤتمرات لتنشيط السياحة في كافة محافظات الوطن، وعليه سيتم خلال شهر شباط/ فبراير المقبل، عقد مؤتمر سياحي في مدينة نابلس، بهدف التعريف بالمواقع السياحية المختلفة.

فندق آنجيل: تحدٍ كبير للعودة للعمل وهناك محاولات استقطاب السياحة الداخلية

من جانبها، اعتبرت مديرة فندق آنجيل ميريانا العرجا الذي ظهرت فيه أول حالات إصابة "بكورونا" في بيت لحم، "أن الغاء جميع الحجوزات الخارجية في فنادق بيت لحم بعد إعلان الجانب الإسرائيلي إغلاق المطارات في وجه السياح الذين صُنفت بلدانهم بالمناطق الحمراء، أمر مخيب لكل التوقعات بأن يكون هذا العام عام التعافي من الجائحة، والنهوض بسياحة بيت لحم، التي تعد مصدر الرزق الوحيد لآلاف العائلات الفلسطينية".

وأوضحت العرجا، أنه بعد أن تم حجز 80 غرفة من أصل 122 غرفة للسياح القادمين من الخارج، في فندقها "آنجيل"، تم إلغاء جميع الحجوزات، وبينت أن أغلب العاملين في قطاع السياحة يحاولون إيجاد بدائل وظيفية أخرى لسد احتياجاتهم الأساسية، خاصة أن المصاريف التشغيلية لأي فندق عالية جدا ولا يمكن الاستمرار بدون سياحة خارجية.

وقالت العرجا "إن هناك تحديا كبيرا للعودة للعمل، ولذلك نحاول استقطاب السياحة الداخلية، وخاصة الأهالي في أراضي 48، فوجودهم يخفف نوعا ما من وطأة الوضع السيئ".

المتحدث باسم وزارة السياحة: ملياران ونصف المليار دولار خسائرنا خلال عامين

بدوره، قال المتحدث باسم وزارة السياحة والآثار الفلسطينية جريس قمصية، إن القطاع السياحي دائرته الاقتصادية كبيرة، فعندما تعمل المرافق السياحية تلقي بظلالها الإيجابية على تنشيط الحركة الاقتصادية سواء على المخابز أو المطاعم أو المتاجر أو المواصلات وغيرها، فبيت لحم فيها أكثر من 70 فندقا يعمل فيها عدد كبير من الموظفين.

وأشار إلى "أن وجود 10 آلاف نزيل في الفنادق -على سبيل المثال- سيجعل عجلة الاقتصاد تدور لتلبية احتياجات النزيل من مأكل ومشرب وتنقل وغيرها من الخدمات التي تؤثر على كل القطاعات".

وبين قمصية أن قطاع السياحة تكبد حتى هذه اللحظة خسائر جمة وكبيرة وصلت إلى مليارين ونصف المليار دولار، منها مليار ونصف في العام 2020 ومليار خلال حتى نهاية شهر تشرين الأول من العام الجاري.

الأوضاع الاقتصادية السيئة طالت العديد من القطاعات، يقول الشاب نعيم سيوري "صاحب سوبر ماركت": إن الحركة التجارية بطيئة على الرغم من أن متجره في موقع استراتيجي في ساحة المهد، حيث الناس يملأون المكان الذي يشهد نشاطا تجاريا كبيرا.

من جانبه، قال نبيل جقمان، وهو صاحب متجر للتحف الخشبية في بيت لحم، إنه يمتلك مصنعا ومتجرا للتحف تعتاش منهما أكثر من 17 عائلة، غير أنه في ظل عدم وجود سياح للسنة الثانية على التوالي بات سيئا، مضيفا أنه لا يعرف لأي حد ستستطيع فيه الناس أن تصمد.

وأشار جقمان إلى أن الكثير من مشاغل التحف الخشبية اضطرت للاستغناء عن عمالها ما جعلهم يتوجهون للعمل في إسرائيل، ما يهدد حرفة خشب الزيتون بالاندثار، مبينا أنه هذا العام لم يصنع تحفة جديدة واحدة، وإنما يعرض التحف المتكدسة منذ العام الماضي.

رئيس الغرفة التجارية: نسبة البطالة ارتفعت إلى حوالي 33% ونعتمد على السياحة الداخلية

رئيس الغرفة التجارية في بيت لحم سمير حزبون، قال إن مشاغل التحف التقليدية سواء خشب الزيتون أو الصدف يقدر عددها بـ 250 مشغلا، يعمل فيها حوالي 1500 عامل، ونسبة كبيرة منهم فقدوا عملهم بسبب ما آلت إليه الأوضاع.

وأضاف إنه وبعد ظهور "كورونا" في آذار عام 2020 شُلّت القطاعات الاقتصادية، وأهمها: قطاع السياحة، ما أدى إلى رفع نسبة البطالة إلى حوالي 33%، وتعمقت حالة الفقر في المحافظة نتيجة فقدان المواطنين لدخلهم في موسم الأعياد، مشيرا إلى أن وجود الحجاج والسياح ينعش الاقتصاد بنسبة 25-30%.

 وبين أنه تم الاعتماد هذا العام على حركة السياحة الداخلية من أبناء شعبنا في أراضي عام 48، الذين يشغلون بعض الفنادق.

ــــــــــ

ف.ع،س.ك

 

 

مواضيع ذات صلة

اقرأ أيضا