الرئيسية تقارير وتحقيقات
تاريخ النشر: 23/01/2022 02:52 م

متضامنون على جبهة "بورين"

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

نابلس 23-1-2022 وفا- بدوية السامري عاد المتضامن الاسرائيلي دانييل روت (40 عاما) من قرية بورين جنوب نابلس، إلى منزله بالقدس يوم الجمعة الماضي معطوب الأصبع، ومصابا بعدد من الكدمات بعد أن اعتدى مستوطنون عليه وعلى عشرات المتضامنين الاسرائيليين والأجانب خلال زراعتهم لأشتال الزيتون في قرية بورين جنوب نابلس.

وكان عشرة متضامنين أصيبوا، الجمعة، في هجوم عنيف نفذه مستوطنون، في بورين، بعد أن وصل عشرات الناشطين من مجموعة "حاخامات من أجل حقوق الإنسان"، لإحضار معدات زراعية للمزارعين الفلسطينيين، ومساعدتهم في زراعة أشتال من الزيتون، عندما خرجت مجموعة من المستوطنين الملثمين، وبدأوا يرشقونهم بالحجارة ويضربونهم بالعصي. كما أضرموا النار في سيارة تعود لهم، وقاموا بإحراقها.

ويقول روت الذي اعتاد التضامن مع الشعب الفلسطيني لـ"وفا": الحمد لله بأن إصابتي جاءت على هذا النحو، لأن آخرين غيري احتاجوا لإجراء عمليات جراحية نتيجة اصاباتهم من الاعتداء، مشيرا الى أن المتضامنين جميعهم كثيرا ما عادوا من فعاليات التضامن باعتداءات جسدية ونفسية كبيرة، أثرت عليهم بشكل فظيع.

وقال بشار دخيل وهو صاحب إحدى الأراضي في بورين والذي نسق مع المتضامنين، إنه وفي كل عام يأتي متضامنون من هذه المؤسسة للمشاركة في قطف الزيتون خصوصا للمناطق المحاذية للاستيطان، وكانوا يتعرضون للاعتداءات أحيانا، لكن هذه المرة كان الاعتداء عنيفا جدا، وكأنهم يحاولون قتلهم.

ويضيف: "لأن منزلي محاذٍ لمستوطنة "جفعات رونين"، ويبعد عنها حوالي 200 متر، أعاني من الكثير من الاعتداءات شبه اليومية بهدف اقتلاعي من منزلي بأي طريقة كانت، وكنت قد أصبت منذ حوالي ثمانية أشهر بعدة إصابات بعد أن حاولوا اقتحام منزلي.

ويشير دخيل: عندما بدأنا بزراعة حوالي 50 شتلة زيتون، تفاجأنا بهجوم المستوطنين بالعصي والجنازير، وزجاجات البنزين وغيره، حيث قاموا بضرب كل من جاء أمامهم من المتضامنين، وأغلبهم كان من كبار السن، أصابوا أحدهم بالرأس، وأوقعوه أرضا، وأصابوا آخرين في أنحاء متفرقة من أجسادهم، احتاج بعضهم إلى إجراء عمليات جراحية.

وكان الهلال الأحمر الفلسطيني قد أعلن عن إصابة عشرة متضامنين نتيجة اعتداء المستوطنين عليهم، سلمت طواقم الهلال الأحمر اثنين منهم لإسعاف نجمة داوود الحمراء، والباقي تلقوا العلاج من قبل طواقم الهلال الأحمر.

من جهته قال رئيس مجلس قروي بورين نضال نجار، يحيط بورين ثلاث مستوطنات، وهي "براخا" شمالا، و"جفعات رونين" شرقا، و"يتسهار" جنوبا، وهو ما يجعلها مستهدفة من قبل المستوطنين واعتداءاتهم طوال العام، سواء على سكان القرية أو من يحاول التضامن مع أهلها. إضافة إلى الاستيلاء على أراضيهم، حيث جرفوا خلال الأسبوع الماضي 50 دونما واستولوا عليها، الى جانب عمليات التجريف في جبل سلمان الفارسي، المقامة عليه مستوطنة "يتسهار".

وقال نجار إن هناك حماية دائمة للمستوطنين من قبل جنود الاحتلال ورعاية لهجماتهم، واعتداءاتهم التي ينفذونها.

وأدانت الحكومة الفلسطينية، الجمعة، اعتداء المستوطنين على متضامنين أجانب أثناء زراعتهم أشتال الزيتون.

ودعا رئيس الوزراء محمد اشتية، الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان الدولية لإدانة الجريمة، وطالبها بـ"العمل على لجم شهوة العدوان، والقتل، والاستباحة، والاستيطان التي تستبد بالمتطرفين ومن يقفون خلفهم من الإرهابيين من قادة اليمين المتطرف".

ووصف وزير الصحة في حكومة الاحتلال نيتسان هوروفتش "العنف المرعب في قرية بورين الفلسطينية بأنه مذبحة" مضيفا أن "الإدانة لا تكفي، ويجب إيقاف الجناة ومحاكمتهم، ويجب إخلاء البؤر الاستيطانية البرية التي انطلقت منها أعمال العنف"، بحسب ما نقلته صحيفة تايم أوف إسرائيل.

وقال مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية غسان دغلس، إن اعتداءات المستوطنين على المتضامنين الأجانب تكررت كثيرا في عدد من القرى والبلدات الفلسطينية، لكن النصيب الأكبر للاعتداءات كان في قرية بورين، وآخرها ما حصل يوم الجمعة الماضي من هجمات وحشية.

ويتوزع نحو 666 ألف مستوطن في 145 مستوطنة كبيرة و140 بؤرة استيطانية عشوائية بالضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، وفق بيانات لحركة "السلام الآن" الإسرائيلية.

ـــــــــ

/ ف.ع

مواضيع ذات صلة

اقرأ أيضا