رام الله 10-5-2022 وفا- أفاد نادي الأسير، اليوم الثلاثاء، بأن المحكمة العليا للاحتلال الإسرائيلي قررت إعادة ملف المعتقل نائل البرغوثي إلى "لجنة الاعتراضات العسكرية" التي شُكّلت للنظر في قضايا محرري صفقة 2011 المُعاد اعتقالهم، والتي أعادت لهم الأحكام السابقة، بناء على طلب من نيابة الاحتلال، على أن تتقدم النيابة بطلبها خلال 21 يوما.
وأوضح نادي الأسير، في بيان له، أن جلسة ستحدد لاحقا في المحكمة العسكرية في "عوفر" للنظر في القضية من قبل لجنة الاعتراضات العسكرية للبت فيها، مضيفا أن المحكمة العليا للاحتلال أتاحت للمحامي فرصة العودة لها إن لم يبت في القضية خلال هذه المدة.
وأضاف أن هذا القرار جاء لسببين، الأول بسبب وجود خلل إجرائي (شكلي) حيث لم تستوف المراحل "القانونية" السابقة، وآخر جوهري يتعلق بالادعاءات التي قدمت من قبل النيابة والتي لم تكن كافية، وبعد أنّ طلب المحامي الإفراج عن المعتقل البرغوثي، وعقب مداولات جرت في المحكمة التي أقرت خلالها بضعف الادعاءات التي تقدمت بها النيابة.
وأكد نادي الأسير أنّ هذا القرار لا يعني رفض الالتماس الذي قدم للمطالبة بإنهاء اعتقال البرغوثي، مشيرا إلى أن قرار المحكمة يُعبر فعليا عن قناعتها بضعف الادعاءات المقدمة من النيابة.
وكانت جلسة عقدت للمعتقل نائل البرغوثي اليوم في المحكمة العليا للاحتلال بحضوره، وذلك للنظر في الالتماس المقدم رفضا لاستمرار اعتقاله، وللمطالبة بإنهاء اعتقاله المؤبد المبني على ذريعة وجود "ملف سرّي".
وعقدت الجلسة بحضور مجموعة من المتخصصين وممثليّن عن هيئات أهلية ورسمية متخصصة في متابعة قضية الأسرى في القدس، منهم رئيس لجنة أهالي الأسرى المقدسيين أمجد أبو عصب، ومدير نادي الأسير ناصر قوس.
وخلال الجلسة حضر عدد من المستوطنين للتحريض على المعتقل البرغوثي، حيث جرت المحكمة تحت إجراءات "أمنية" مشددة.
وفي هذا الإطار، قال رئيس نادي الأسير قدورة فارس "إن قرار المحكمة يؤكّد مرة جديدة أن الإجراءات التي اُتخذت لإعادة اعتقال البرغوثي لا علاقة لها بالقانون والذي نعتبره بالأصل قانونًا جائرًا، وأن المنظومة القضائية ما هي إلا أداة بيد مخابرات الاحتلال وذلك حينما يتعلق الأمر بمصير الفلسطينيّ، ومع ذلك قد نقرأ في ذلك تقدمًا، خاصة أن المحكمة أبقت الباب مفتوحًا أمام المحامي، الأمر الذي لم يحدث في القضايا السابقة المماثلة لها."
من جانبها، قالت زوجة المعتقل نائل البرغوثي: "نحن انتظرنا هذا القرار بصبر طويل منذ 8 سنوات، وكان بالأصل أن يكون هذا الاعتقال من المحرمات كون أنه أمضى 34 عامًا في الاعتقال، وكان نائل صاحب أطول مدة اعتقال في تلك الفترة، ولم تجد النيابة في حينه أي مبرر لاعتقاله، ومع ذلك أعادت الحكم المؤبد له، وكان ذلك بالنسبة لنا صدمة، ونحن نعلم أن القضاة في المحكمة العليا للاحتلال كانوا على قناعة أن اعتقال نائل غير قانوني، والدليل قرار اليوم، إلا أنها في نهاية المطاف هي أداة للقرار السياسي، ومع ذلك قرار اليوم أعطانا أملا جديدا وسننتظر الـ21 يوما بصبر، ولدينا أمل أن تكون الحرية قادمة له ولكافة الأسرى".
والمعتقل البرغوثي (64 عامًا)، من بلدة كوبر بمحافظة رام الله والبيرة، اعتقل لأول مرة عام 1978 وحكم عليه بالسّجن المؤبّد، و18 عاما وأفرج عنه في صفقة تبادل أسرى عام 2011، وعاش الحرّيّة لـ32 شهراً فقط، ثمّ أعاد الاحتلال اعتقاله في حزيران عام 2014، وحكم عليه بالسّجن لـ30 شهراً في 10 أيار 2015، وبعد انتهاء مدة الحكم البالغة 30 شهرًا أعاد له حكمه السّابق بالمؤبد و18 عاما، بذريعة وجود "ملف سرّيّ" وما يزال.
ويقضي البرغوثي أطول فترة اعتقال في تاريخ الحركة الأسيرة، وصل مجموعها إلى ما يزيد عن 42 عاما، قضى منها 34 عاما بشكل متواصل، وقد فَقَدَ غالبية أفراد عائلته خلال سنوات اعتقاله، كان آخرهم شقيقه عمر البرغوثي (أبو عاصف).
ولفت نادي الأسير إلى أنّ سلطات الاحتلال تواصل اعتقال 49 محرّرًا من صفقة 2011 أُعيد اعتقالهم في عام 2014، وأعادت لهم أحكامهم السابقة وتم تأكيدها في المحكمة العليا وبقي 18 معتقلا ينتظرون- كما البرغوثي- النّظر في التماساتهم المقدّمة منذ سنوات ضد إعادة أحكامهم السابقة، والمطالبة بالإفراج عنهم.
ـــ
/و.أ