الرئيسية تقارير وتحقيقات
تاريخ النشر: 08/07/2022 12:02 م

أم مراد.. رزق بطعم الحلوى

أم مراد
أم مراد

 

طوباس 8- 7- 2022 وفا- إسراء غوراني

مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، توصل أم مراد الخطيب من طوباس الليل بالنهار، لإعداد حلويات العيد وتسويقها لزبائنها، إذ يشكل الموسم مصدر دخل لها يساهم في توفير مصاريف عائلتها.

في منزلها وسط المدينة، التقينا المواطنة ذات الـ(53 عاما) بينما كانت منهمكة بتحضير بعض أصناف الحلويات برفقة ثلاث من بناتها.

تقول أم مراد في حديثها لـ"وفا" إنها تعمل في مجال إعداد الحلويات المنزلية منذ ما يزيد عن 15 عاما، حيث بدأت بتسويق الحلويات عن طريق الصدفة.

تضيف: "كنت ماهرة في أصناف الكعك والمعمول، في البداية بدأت ببيع كميات قليلة من عجينة "الكلاج" وبعض الحلويات للمحيطين بي من معارف وجيران وذلك بناء على طلبهم وإلحاحهم".

تمتلك أم مراد مهارة في إعداد الحلويات التقليدية والشعبية وفقا للمحيطين بها، وهو ما دفعها لتحويل مهارتها إلى مصدر دخل لأسرتها المكونة من تسعة أفراد، وتساعد زوجها أبو مراد في تحمل مصاريف الأسرة الكثيرة، فهي أم لسبعة أبناء.

للسيدة أم مراد طريقتها الخاصة في إعداد الحلويات، وتحديدا حلويات العيد من كعك ومعمول، فهي تجهز المكون الأهم لهذه الحلويات في منزلها وتختاره بعناية، وفي موسم التمر من كل عام تشتري كمية من التمور من مزارع الجفتلك بالأغوار، وتخزن ما يكفيها لإعداد الكعك طوال العام.

كما تختار أنواعا جيدة من التمور، وتنتقي الأصناف متوسطة الليونة لتخزينها، فهذه الأنواع هي الأنسب للكعك والمعمول، بعد ذلك تجهز "العجوة" أولا بأول في كل مرة تعد فيها المعمول، وذلك من خلال إخراج البذور من التمور وعجنها بالزبدة أو السمنة مع إضافة المطيبات لها عند إعدادها.

تشير أم مراد، التي بدا عليها بعض الإرهاق بسبب عملها المتواصل على مدار الأيام الماضية: "هكذا أضمن أن المكون الأساسي لحلويات العيد ذو جودة عالية، فالمكونات الجيدة إلى جانب مهارة التحضير يعني كعكا جيدا ومتقنا في النهاية".

وتؤكد: "اعتدت أن أعد كعك العيد لعائلتي بمكونات ذات جودة عالية وبنفس طيب، وأنا الآن أجهز الحلويات للزبائن بذات الجودة التي اعتدت عليها طيلة حياتي".

يقبل المواطنون فترة الأعياد على شراء الكعك والمعمول منزلي الصنع، ويفضلونه على الذي يعرض في المحلات، فهذه الحلويات تستمد مكانتها وطعمها المميز لدى الناس من دفء المنزل، وخاصة أن الجميع في مجتمعنا نشأ على تذوق هذه الأصناف من أيدي أمهاتهم وجداتهم، ومن لا يستطيع إعداده في منزله يبحث عن السيدات اللواتي يعددنه منزليا ليشتري منهن.

لا يقتصر عمل أم مراد على الحلويات فترة الأعياد فقط، فهي تستغل مختلف المواسم على مدار العام لإعداد الأطعمة المطلوبة، حيث تبرع بإعداد المأكولات الشعبية مثل المفتول الذي يلقى إقبالا كبيرا من المواطنين في فصل الشتاء، بالإضافة لإعدادها خبز الطابون، وغيرها من الأصناف.

تعمل الأم يدا بيد مع بناتها الثلاث مروة ومرح وميسم، فهن يلازمنها طيلة فترة عملها ويتقن إعداد جميع أصناف الحلويات والأطعمة مع والدتهن، بالإضافة لإجادتهن الخبز على الطابون.

تقول: "بناتي هن ذراعي اليمنى في العمل ويحملن عني عبئا كبيرا خلال مساعدتهن لي، ولولا هذه المعونة لا يمكنني الاستمرار في العمل وحدي، خاصة فترات ضغط العمل والأعياد".

مروة وهي الابنة الكبرى لأم مراد تساعد والدتها في مجال التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أنشأت صفحة عبر موقع "فيسبوك" تعرض من خلالها الحلويات والأطعمة التي تعدها والدتها وتستقبل طلبات الزبائن.

بعد انتشار مواقع التواصل الاجتماعي ازدادت نسبة التسويق عند أم مراد، فأصبحت تستقبل طلبات وتوصيات من مختلف قرى ومناطق المحافظة بالإضافة إلى المحافظات الأخرى، بعد أن كان تسويقها مقتصرا على محيطها وأهالي منطقتها.

تؤكد أم مراد أن عملها يحتاج لتسويق جيد، لذلك تشارك في معارض للمنتجات اليدوية والمنزلية في المحافظة والمحافظات الأخرى، وخلال هذه المعارض يتذوق الزبائن منتجاتها ويتعرفون عليها، وبدورها تزودهم بمعلومات التواصل معها، هذه المعارض ساهمت إلى حد كبير في توسيع نطاق عملها.

لكن الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعاني المواطنون هذا العام جراء ارتفاع الأسعار، ألقت بظلالها على عمل أم مراد، حيث ارتفعت تكلفة إنتاج الحلويات نتيجة غلاء المكونات الأساسية التي تستخدمها، فيما ضعفت القدرة الشرائية للزبائن.

ــــ

ا.غ/ ج.ص

مواضيع ذات صلة

اقرأ أيضا