نيويورك 21-9-2022 وفا- دعا وزير خارجية المملكة العربية السعودية الأمير فيصل بن فرحان، والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إلى اجتماع طاولة مستديرة لأعضاء لجنة مبادرة السلام العربية والدول الأوروبية الراعية للسلام، لمناسبة مرور 20 عاما على إطلاق المملكة لمبادرة السلام العربية، وباستضافة من الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل.
ويأتي الاجتماع على هامش أعمال الدورة السابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، اليوم الأربعاء، للبناء على مبادرة السلام العربية التي تظل منطلقا للموقف الفلسطيني والعربي والإسلامي ومرتكزا أساسيًا لأي حل لعملية السلام بالنسبة للشركاء الدوليين، وفي ظل غياب آفاق الحل السياسي لإنهاء الصراع، والتدهور المقلق للوضع الإنساني، والتهديدات المتزايدة، مع النمو السريع للمستوطنات الإسرائيلية غير القانونية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ومخاوف من تحول موجة جديدة من العنف تهدد الشعب الفلسطيني وتعرض أمن المنطقة واستقرارها للخطر.
من جانبه، قال أبو الغيط إن إسرائيل لم تستجب لمبادرة السلام العربية منذ أطلقها الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، ثم تبنتها القمة العربية ببيروت في 2022، واختارت إسرائيل بدلا من ذلك نهج المماطلة المعتاد، معتبرا أن الوضع القائم في الأراضي الفلسطينية المحتلة غير قابل للاستمرار، وأنه يسير عكس حركة التاريخ، ولا يخدم حتى مستقبل إسرائيل نفسها.
وذكر بالفرصة الكبيرة التي انطوت عليها المبادرة لتحقيق سلام شامل في المنطقة، على أساس إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967، في مقابل إقامة علاقات طبيعية مع إسرائيل.
وأعرب أبو الغيط عن شكره للمملكة العربية السعودية على المبادرة بعقد هذا الاجتماع الذي شارك فيه عددٌ من وزراء الخارجية العرب والأجانب، مؤكداً أن مرور عشرين عاما على إطلاق المبادرة من دون التوصل إلى التسوية نهائية، يُشير بجلاء إلى أن إسرائيل لا تواجه ضغطا كافيا من المجتمع الدولي، وأنها تختار الاستيطان بديلا عن السلام.
وأشار إلى أن حالة من الاحباط المتزايد تنتاب الفلسطينيين جراء انسداد الأفق السياسي، بما ينطوي عليه ذلك من تداعيات خطيرة لن تكون في صالح أي طرف.
وأطلقت المملكة مبادرة السلام العربية التي تبنتها جامعة الدول العربية في قمة بيروت عام 2002، وأيدتها منظمة التعاون الإسلامي، ورحب بها الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وبقية المجتمع الدولي، ورغم مرور عقدين من الزمان إلا أنها تظل الركيزة الأساسية للتوصل إلى اتفاق سلام دائم وشامل وعادل بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
ويهدف الاجتماع إلى العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتسليط الضوء على الوضع المآساوي الذي يعاني منه الفلسطينيون في ظل انسداد كامل لعملية السلام وغياب لأي بارقة أمل، ولحثهم على اتخاذ خطوات عملية لدعم استئناف الحوار على أساس مبادرة السلام العربية وقرارات الأمم المتحدة ومرجعيات السلام ذات الصلة، إضافة إلى إعادة تنشيط المسار الدبلوماسي لتجاوز حالة اليأس وانعدام الرؤية باتجاه تحقيق الشعب الفلسطيني لحقوقه المشروعة واستعادة دولته وعاصمتها القدس الشريف.
شارك في اجتماع الطاولة المستديرة الدول الأعضاء في لجنة مبادرة السلام العربية (الأردن ومصر والبحرين وتونس والجزائر والسعودية والسودان والعراق وفلسطين وقطر ولبنان المغرب واليمن، والكويت)، والدول الأوروبية الراعية للسلام في الشرق الأوسط (إسبانيا، والسويد، فرنسا)، وأمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وأمين عام منظمة التعاون الإسلامي، ومفوض السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، ومبعوث الاتحاد الأوروبي للسلام، ومبعوث الأمم المتحدة لعملية السلام ومبعوث الاتحاد الأوروبي لعملية السلام.
ــــــ
/م.ع