أهم الاخبار
الرئيسية أخبار دولية
تاريخ النشر: 07/10/2022 05:15 م

البنك الدولي: نمو اقتصادات منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لكن المنافع غير متساوية

-ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء والفائدة عالمياً يزيد من الضغوط على البلدان المستوردة للنفط

واشنطن 7-10-2022 وفا- توقع البنك الدولي، في أحدث تقرير يصدره عن المستجدات الاقتصادية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أن تنمو اقتصادات المنطقة بنسبة 5.5% هذا العام - وهو أسرع معدل منذ عام 2016 – وأن يعقبه انخفاض في النمو في عام 2023 إلى 3.5%.

وأضاف تقرير البنك، "ومع ذلك، فإن هذا النمو غير متساوٍ في جميع أنحاء المنطقة، حيث أن البلدان، التي لا تزال تسعى جاهدة للتغلب على الآثار الدائمة لجائحة كورونا (كوفيد-19)، تواجه صدمات جديدة جراء ارتفاع أسعار النفط والمواد الغذائية بسبب الحرب في أوكرانيا، وارتفاع أسعار الفائدة عالمياً، فضلاً عن التباطؤ في اقتصادات الولايات المتحدة والصين ومنطقة اليورو".

وخلُصُ التقرير الذي صدر تحت عنوان "حالة ذهنية جديدة: تعزيز الشفافية والمساءلة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا"، إلى أن البلدان المصدرة للنفط في المنطقة تستفيد من ارتفاع أسعار الهيدروكربونات (النفط والغاز)، بينما تواجه بلدانها المستوردة للنفط ظروفاً معاكسة، حيث تعاني ضغوطاً ومخاطر متزايدة نتيجة لارتفاع فواتير الواردات، لا سيما واردات الغذاء والطاقة، وتقلص الحيز المتاح للإنفاق في ماليتها العامة، نظراً لإنفاقها المزيد على دعم الأسعار للتخفيف من معاناة شعوبها من هذا الارتفاع.

وقال نائب رئيس البنك الدولي لشؤون منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، قال فريد بلحاج: "سيتعين على جميع بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إجراء تعديلات للتعامل مع الارتفاع الكبير في أسعار المواد الغذائية والواردات الأخرى، خاصة إذا كان هذا الارتفاع سبباً في زيادة معدلات الاقتراض الحكومي أو تخفيض قيمة العملة المحلية، والحوكمة الرشيدة هي عين ما تحتاجه بلدان المنطقة في الآونة الحالية لكي تتمكن من تجاوز العاصفة والبدء في إعادة البناء بعد تعرضها لصدمات متعددة أضافت إلى أعباء الجائحة".

والتقرير الذي يصدره البنك الدولي مرتين كل عام يؤكد أن من شأن التحلي بالمرونة في نظم الحوكمة أن يساعد بلدان المنطقة على مواجهة هذه التحديات بشكل أكثر فعالية في الأوقات الحالية وترسيخ أسس النمو على المدى الطويل.

ويتناول كل عدد أحدث المستجدات الاقتصادية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مجالاً جديراً بالتركيز، وينظر التقرير الحالي في الإصلاحات التي تؤدي إلى مزيد من الشفافية والمساءلة في المؤسسات العامة وكيف يمكن أن تعزز التعافي الاقتصادي المستدام. ويوضح التقرير أن بلدان المنطقة في حاجة ماسة إلى إنشاء أنظمة تسمح لأجهزتها الإدارية بقياس النتائج ومواءمة المسؤوليات وإجراء التجارب والتعلم من هذه النتائج.

بدورها، قالت رئيسة الخبراء الاقتصاديين لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالبنك الدولي روبرتا غاتي: "يُعد التحرك نحو المزيد من شفافية البيانات والمساءلة نقطةَ تحول في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا؛ ويمكن أن يساعد بلدانها على تحديد ما هو ناجح ويحتاج إلى تحسين ومن ثم التصرف بناءً عليه. كما أنه سيساعدها على إدارة المخاطر وتشكيل مسيرة تقدمها نحو مستقبل أكثر استدامة وشمولاً. وليست الفوائد المحتملة كبيرة فحسب، بل إن الإصلاحات اللازمة لوضع المؤسسات على مسار التعلم الصحيح هي أيضاً في المتناول".

ويسوق التحليل الذي قام به البنك الدولي تنبؤاته بأن يشهد النمو ببلدان المنطقة تبايناً في مساراته، حيث يرى أن دول مجلس التعاون الخليجي تسير على المسار الصحيح لتحقيق نمو قدره 6.9% في عام 2022، مدعوماً بارتفاع إيرادات الهيدروكربونات، إلا أنه يتوقع حدوث تباطؤ في النشاط الاقتصادي في عام 2023 إلى 3.7%، مع تراجعٍ متوقعٍ في أسعار الهيدروكربونات.

ومن المتوقع أن تشهد البلدان النامية المصدرة للنفط اتجاهات مماثلة لتلك السائدة بدول مجلس التعاون الخليجي ولكن عند مستويات أدنى - مع توقعات بأن يشهد عام 2022 ارتفاعاً في معدلات النمو إلى 4.1% بقيادة العراق، وذلك قبل أن يتراجع إلى 2.7% في عام 2023.

وبين التقرير، أنه بالنسبة للبلدان النامية المستوردة للنفط، يتوقع التقرير أن تحقق نمواً بنسبة 4.5% في عام 2022 و4.3% في عام 2023. ومع ذلك، يمثل تباطؤ النمو في أوروبا خطراً كبيراً، حيث تعتمد هذه المجموعة من البلدان بشكل أكبر على التجارة مع منطقة اليورو- لا سيما البلدان المستوردة للنفط في شمال أفريقيا والأقرب جغرافياً إلى أوروبا وهي تونس والمغرب ومصر.

وأشار إلى أن واضعي السياسات في جميع أنحاء المنطقة استحدثوا بعض التدابير، خاصة ضوابط الأسعار وأوجه الدعم والإعانات لخفض الأسعار المحلية لسلع معينة، مثل الغذاء والطاقة، مقارنة بأسعارها العالمية، وأن هذا الأمر كان له تأثيره في إبقاء التضخم في المنطقة أقل منه في المناطق الأخرى. ففي مصر، على سبيل المثال، بلغ متوسط ​​التضخم 14.3% على أساس سنوي خلال الفترة من مارس/آذار إلى يوليو/تموز 2022، مع أنه كان من الممكن أن يكون أعلى بنسبة 4.1 نقطة مئوية عند 18.4%، لو لم تتدخل الجهات المختصة.

وذكر التقرير أيضاً أن بعض الحكومات لجأت إلى تقديم مساعدات نقدية للأسر الأفقر - ​​وهي طريقة تتسم بالكفاءة لمساعدة الفئات الفقيرة على التعامل مع ارتفاع الأسعار مقارنة بإعانات الدعم العام للأسواق التي تتيح أسعاراً مخفضة لجميع الفئات، بما في ذلك الأغنياء. وبالنسبة لمصر، فإن تقليل متوسط ​​التضخم بما يعادل 4.1 نقطة مئوية باللجوء إلى دعم أسعار الغذاء والطاقة الذي يفيد جميع السكان يكلف البلاد 13.2 مرة أكثر من السماح بارتفاع الأسعار ودعم أفقر 10% من الأسر باللجوء إلى التحويلات النقدية.

وشدد على أن حكومات المنطقة ستمضي في تحمل نفقات إضافية لأنها تزيد من إعانات الدعم والتحويلات النقدية للتخفيف من الأضرار التي تلحق بمستويات معيشة سكانها جراء ارتفاع أسعار الغذاء والطاقة عالمياً. وبالنسبة لدول مجلس التعاون الخليجي والبلدان النامية المصدرة للنفط، فإن هذا الأمر لا يمثل مصدر قلق كبير حالياً، حيث أدت الزيادات غير المتوقعة في إيراداتها، بسبب ارتفاع أسعار الهيدروكربونات، إلى زيادة الحيز المتاح للإنفاق في المالية العامة بشكل كبير وستؤدي إلى فوائض مالية لمعظم البلدان المصدرة للنفط في عام 2022 - حتى بعد زيادة الإنفاق على برامج التخفيف من حدة التضخم.

ـــــــ

م.ل

مواضيع ذات صلة

اقرأ أيضا