مدريد 30-9-2023 وفا- انطلقت في العاصمة الإسبانية مدريد، اليوم السبت، أعمال المؤتمر الدولي الثامن للتحالف الأوروبي لمناصرة أسرى فلسطين، بعنوان: "قرارنا حرية".
ويشارك في المؤتمر المشرف العام على الإعلام الرسمي الوزير أحمد عساف، ورئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين قدورة فارس، ورئيس المكتبة الوطنية عيسى قراقع، وممثل نادي الأسير لافي نصورة، ورئيس الهيئة العليا أمين شومان، وأعضاء من إقليم حركة "فتح" في محافظة رام الله والبيرة، وممثلو أحزاب وفعاليات.
ويناقش المؤتمر على مدار يومين، الوقف الفوري للإهمال الطبي المتعمد واسترداد جثامين الشهداء، وأوضاع الأسرى داخل سجون ومعتقلات الاحتلال الإسرائيلي والانتهاكات الجسيمة بحقهم، ونضالات الحركة الأسيرة وما واجهته من صعوبات وتحديات، وما حققته من إنجازات متراكمة على مدار عقود النضال الفلسطيني.
ويهدف المؤتمر إلى تدويل قضية الأسرى، وحشد الدعم والتأييد من قبل المتضامنين في أوروبا والنشطاء في العالم لإسناد قضيتهم، وفضح انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي بحقهم.
واستعرض رئيس المؤتمر خالد الحمد، مسيرة التحالف ونشاطاته منذ إنطلاق مؤتمره الأول، مؤكدا استمرار المؤتمر في المضي بمهامه حتى تحقيق أهدافه وعلى رأسها تدويل قضية الأسرى.
بدوره، أكد سفير دولة فلسطين لدى إسبانيا حسني عبد الواحد، أن حرية الإنسان مكفولة إلا أن الأمر إذا ما تعلق بحرية الإنسان الفلسطيني فإن العالم يزيح وجهه، مطالبًا أحرار العالم أن يتحدوا في وجه الحتلال الإسرائيلي العنصري.
فارس: شعبنا يدفع ثمن حريته من أجساد وأعمار أبنائه داخل السجون
وفي كلمته خلال الجلسة الافتتاحية، قال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين قدورة فارس، إن شعبنا يدفع ثمن حريته من أجساد وأعمار أبطاله وماجداته داخل السجون والمعتقلات، الذين تمارس دولة الاحتلال الإسرائيلي بحقهم الإرهاب المنظم.
ونقل فارس تحيات شعبنا، وأسراه وأسيراته المتسلحين بصمودهم، إلى المشاركين في المؤتمر، خاصة الأصدقاء والمتضامنين من إسبانيا وكافة أنحاء العالم، الذين أعطوا أنفسهم هذه الفرصة وهذا الوقت للاطلاع على معاناتهم، وما يتعرضون له من تنكيل مخالف لكل القوانين والأعراف الدولية.
وأضاف أنه منذ عام 1967 نفذ الاحتلال أكثر من مليون اعتقال، ويحتجز اليوم في 24 سجنا ومعتقلا ومركز توقيف أكثر من 5 آلاف أسير، بينهم 38 أسيرة، و170 طفلا، و700 أسير مريض، إضافة إلى 559 محكومين بالسجن المؤبد "مدى الحياة".
ولفت إلى أن هناك 450 أسيرا، مضى على اعتقالهم أكثر من 20 عاما بشكل متواصل، بينهم 22 معتقلون قبل توقيع اتفاق أوسلو، لافتا إلى انه وبارتقاء الشهيد خضر عدنان خلال إضرابه المفتوح عن الطعام، ارتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة إلى 237 شهيدا، وما زال 11 منهم محتجزين في "مقابر الأرقام" والثلاجات، في حين تجاوز عدد الأسرى الإداريين 1200 أسيرا، يحتجزون دون أي تهم أو محاكمات.
وأشار الى أن الأوضاع داخل السجون والمعتقلات معقدة وبائسة، في ظل تنامي منظومة التطرف الفاشية الإسرائيلية، والتي يمثلها بوجهها الحقيقي الوزير المتطرف ايتمار بن غفير، الذي يواصل النهار بالليل للنيل من أسرانا، والانتقام منهم.
وبين أن كل حقوق الأسرى والأسيرات انتزعت انتزاعا بسنوات طويلة من النضال، والإضرابات المفتوحة عن الطعام، وأنهم حولوا السجون والمعتقلات الى جامعات ومعاهد حقيقية، وتجاوزوا كل المعيقات، وتمكنوا من الحصول على شهادات علمية حقيقية، وجعلوا من زنازينهم مساحة أخرى من الاشتباك مع الاحتلال التائه وغير القادر على مواجهة هذا التحدي وهذا الأمل المنتصر.
ووجه فارس رسالتين، الأولى من خلال سفراء الحرية "أطفال النطف المهربة من داخل السجون والمعتقلات" ممثلين بابنة الأسير القائد البطل وليد دقة، وهي أصغر مشاركة في المؤتمر، والتي تقول لكم أريد أبي، حالها حال 130 طفلا انتزعوا الحياة رغما عن الاحتلال ومنظومته الأمنية.
وكانت الرسالة الثانية لكل أحرار العالم، بأن تحركوا سريعا لإنقاذ حياة الأسير كايد الفسفوس المضرب عن الطعام لليوم 59 على التوالي، ضد اعتقاله الإداري، ومن خلاله لإنهاء هذه الجريمة المتصاعدة وما يرافقها من عذاب وعقاب جماعي للأسرى وعائلاتهم وعموم شعبنا الفلسطيني.
عساف: الإعلام الرسمي الفلسطيني ملتزم وطنيًا بقضايا الأسرى
وأكد الوزير عساف أن الإعلام الرسمي الفلسطيني ملتزم وطنيًا بقضايا الأسرى، من خلال نقل معاناتهم وصمودهم للعالم عبر كافة أذرع الإعلام، ومخاطبة العالم بسبع لغات ليصل إلى اكبر عدد ممكن حول العالم، وعلى الصعيد الداخلي شاشة تلفزيون فلسطين هي حلقة الوصل بين الأسرى وذويهم، وهذا ما يجعلنا نخصص ما يقارب 30% من برامجنا لقضية الأسرى وذويهم.
وقال: إن الأسرى خاضوا إضرابًا عن الطعام منذ خمس سنوات للحصول على بعض المطالب كان أهمها مشاهدة تلفزيون فلسطين، لذلك تحرص القيادة والهيئة على أن يكون التلفزيون نافذة حرية للأسرى يروا من خلالها الوطن ليعرفوا ما يدور حول العالم.
وشدد عساف على التزام الهيئة بواجبها الوطني والأخلاقي تجاة قضية أسرانا، منوهًا إلى أن التلفزيون ترجم فيلم الأسير المحرر كريم يونس الذي أنتجه مؤخرا للعديد من اللغات لإيصال المعاناة التي تعرض لها، حيث قضى أربعين عامًا خلف القضبان - وغيره من الأسرى الذين تجاوزت سنوات إعتقالهم سنوات إعتقال نيلسون مانديلا.
وأكد أنه ورغم ما تعرض له الإعلام الرسمي من اعتداءات من قبل الاحتلال، بدءًا من قصف مقر الهيئة في غزة ورام الله، وتحطيم أبراج البث وقتل العديد من الصحفيين واعتقال وجرح البعض وإغلاق مكاتبنا في القدس، إلا أننا مستمرون في أداء واجبنا تجاه قضايا شعبنا، خاصة قضية الأسرى، وسنكون الشمعة التي تضيء لهم عتمة الزنزانة، وهذا تنفيذ لتعليمات القيادة وعلى رأسها الرئيس محمود عباس الذي جعل من قضية الأسرى محل نقاش ومباحاث على مستوى العالم .
وشكر عساف القائمين على تنظيم هذا المؤتمر، مشددا على أن الهيئة ستكون شريكة دائمة لكل نشاطات الاتحاد وداعمة له حتى ينال أسرانا حريتهم.
وفي نهاية الجلسة الأولى من المؤتمر، تم تكريم الكاتب الحيفاوي حسن عبادي والذي قام خلال الأربع سنوات المنصرمة بـ231 لقاء مع الأسرى، ويقوم حاليًا بالتواصل مع 114 أسيرا وأسيرة وينقل معاناتهم.
وترأس الجلسة الثانية أحمد أبو النصر من المؤسسة الدولية للتضامن مع الأسرى، وتحدث خلالها ممثل مؤسسة هيئة شؤون الأسرى رائد أبو الحمص، وممثل هيئة المتابعة العليا أمين شومان، ورئيس الجالية الفلسطينية في بلجيكا حمدان الضميري ورئيس المبادرة الأوروبية للدفاع عن الأسرى شادي لبد، ومداخلة لوالد الأسير محمد الحلبي، ثم كلمة زوجة الأسير وليد دقة التي تحدثت عن واقع زوجها الصحي الصعب، ومعاناته من ورم في النخاع الشوكي نتيجة الإهمال الطبي، داعية إلى العمل بشكل فوري والضغط من خلال كل القوى المناصرة لقضية الأسرى حول العالم للتدخل للإفراج عنه.
من جهته، أكد أمين سر حركة "فتح" أحمد معروف ضرورة الانتقال من مرحلة البيانات والمظاهرات والندوات لمرحلة الفعل وفضح ديمقراطية الاحتلال المزعومة، مستشهدًا بتقارير منظمة "بيتسيلم" الحقوقية الإسرائيلية التي أكدت أن الاحتلال يمارس أكثر من 150 أسلوبًا في تعذيب الأسرى.
وفي بداية الجلسة الثالثة، تم افتتاح معرض للصور يتضمن صورا للأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، تلاه كلمة مدير مركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية "حريات" حلمي الأعرج الذي تحدث عن إعدام الأسرى.
واختتمت أعمال اليوم الأول بعرض فيلم عن احتجاز جثامين الشهداء وما يحمله هذا من انتهاك لأبسط الحقوق، في رسالة واضحة عن مدى وحشية وغطرسة الاحتلال، وبمداخلة للإعلامي والكاتب الإسباني رامون كازانوفا الذي تطرق لنشاطاته التضامنية مع القضية الفلسطينية والتعريف بها في العديد من المحافل الدولية واهتمامه بقضية الأسرى، منوهًا إلى أن الاحتلال لا يريد التحدث عن إجرامه، داعيا إلى الاستمرار في فضحه وتعريته أمام شعوب العالم.
ــــــــ
ر.ح