البيرة 2-10-2023 وفا- نظم جهاز الأمن الوقائي، تحت رعاية الرئيس محمود عباس، اليوم الإثنين، حفل تأبين لمساعد مدير عام الجهاز المناضل اللواء سعيد العطاري، في ذكرى مرور 40 يوما على رحيله.
وحضر التأبين الذي نُظم بمقر جمعية الهلال الأحمر بمدينة البيرة، عدد من أعضاء اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لحركة "فتح"، والمجلس الثوري للحركة، وعدد من الوزراء، وقادة الأجهزة الأمنية وممثليها، والفصائل الوطنية، وسفير جمهورية مصر لدى دولة فلسطين ايهاب سليمان، وعائلة الفقيد وأقاربه.
ونقلت محافظ رام الله والبيرة ليلى غنام في كلمة نيابة عن الرئيس محمود عباس، تحيات سيادته، مشيدة بمناقب الفقيد ومواقفه الوطنية دفاعا عن شعبنا وقضيته العادلة، مؤكدة أن مسيرته حافلة بالعطاء، والعمل النضالي الطويل، في مختلف المواقع والمهام الوطنية التي تقلدها.
بدوره، قال عضو اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لحركة "فتح" عزام الأحمد، "إن المناضل سعيد العطاري ترجل في مرحلة تعد من أدق المراحل في مسيرتنا النضالية الطويلة، والتي انتمى إليها في ريعان شبابه، حيث كانت فلسطين تسكن عقله وقلبه".
وأضاف، أن الراحل كان منخرطا في العمل الوطني، وبدايته في العمل التنظيمي والعسكري في حركة "فتح" كانت في الانتفاضة الأولى، وكان له دور كبير في تشكيل خلايا "الفهد الأسود" في جنين، وكان قائدًا من قادته.
وأوضح الأحمد أن الراحل عطاري شكل حالة استثنائية، قائلا: "عرفته أخًا عزيزًا في النضال، وعملنا معًا في إطار حركة "فتح"، وكان من الذين شاركوا في تأسيس جهاز الأمن الوقائي، الذي يعتبر أحد أبرز الأجهزة الأمنية لمؤسسات دولتنا".
من جانبه، قال مساعد مدير عام "الوقائي" العميد عكرمة ثابت: "نجتمع اليوم في هذه المناسبة الحزينة على قلوبنا، ومسامعنا، في تأبين فقيدنا، الذي شكل رحيله المفاجئ صدمة قاسية لكل من عرفه، وهو خسارة كبيرة لشعبنا، ولجهاز الأمن الوقائي، وللمؤسسة الأمنية، وهو أفنى حياته مناضلًا، ومكافحًا، وقائدًا للعمل الوطني منذ نعومة أظفاره، وفي ريعان شبابه".
ولفت الى أن كل الساحات تشهد للمناضل سعيد العطاري بعطائه وتضحياته في خدمة شعبه وقضيته، حيث لم تثنه الصعاب والعقبات عن أداء مهامه وتقديم الغالي والنفيس في خدمة وطنه وشعبه الى أن توفاه الله وهو على رأس عمله.
وتابع: نعاهد الراحل أن نبقى أوفياء لنهجه وسيرته، ونعاهد قيادتنا السياسية والأمنية أن نظل الأوفياء المخلصين، وأن نبقى السد والحصن المنيع في حماية مشروعنا الوطني، وإنفاذ القانون وتحقيق الأمن والأمان والاستقرار لشعبنا.
بدوره، ألقى أمين عام الاتحاد العام لجرحى فلسطين "فجر" جمال الشاتي كلمة فعاليات محافظة جنين، وقال: "إن فراق الصديق صعب ويحزن القلب، فما بالنا حينما يكون الفقيد ابن مرحلة نفخر ونعتز بها، وابن مدرسة تخرج منها خيرة مناضلينا وعيًا وصلابة".
وأضاف: رحل أبو فارس بعد مسيرة نضالية شكل خلالها نموذجًا وطنيًا في الإيثار والتضحية، والديمومة في الدفاع عن شعبنا في حقوقه الوطنية.
وأكد الشاتي أن الراحل كان مناضلا فتحاويًا وطنيًا، وعنيدًا، وغيورًا على حركته، وقضيته ومصلحة أبناء شعبه، خاض جميع مراحل النضال في الانتفاضة الأولى، من الملاحقة، والمطاردة، والاعتقال، والتنكيل به، الى دوره المتميز بين مجموعات الفهد الأسود، وكان من الأوائل الذين استجابوا لفكرة وجود لجان الشبيبة، وكادرًا فاعلا في كل المهمات.
وأضاف، كان الراحل أحد فرسان حركة الشبيبة التي انتشرت في ثمانينات القرن الماضي بالجامعات والكليات والمعاهد والثانويات، والمؤسسات النقابية، وقد حمل الفكرة بوعي واضح، وصان الأمانة بكل اخلاص، وكان ابنًا بارا لفتح والشبيبة، ولم يتقاعس يومًا عن أداء مهامه وواجباته.
وتابع: كان خفيف الظل، أينما تواجد ولا يثقل على أحد، بشوشًا كتوما، حريصا على انجاز مهامه، مرنًا في الآراء والمواقف، كان يجيد التحرك الهادئ دون ضجيج.
وقال فارس العطاري نجل المناضل: "أربعون يومًا مضت من حدائق بيتنا ومن حقيقتنا، ونحن على ذكراك وبذاكرتك، نعيد كل يوم صحونا على وجودك الذي كان، ونرتب عمرنا كما أردت لنا أن نكون".
وأضاف "أربعون يومًا يا والدي ونحن ننتظر حضورك المتأخر، والباكر لتخبرنا عن حال البلاد، وعن الحياة التي كنا نعد لها سويًا لنعلن الفرح في بيتنا، حيث استرحت تحت ظل فيئه، وقرب أشجار كنت تعهدها لتصبح لك ولأمي ولنا".
وأكد أن ما يخفف وطأة الحزن أنه ترك إرثًا كبيرًا وكثيرا من المحبين الأنقياء، والاتقياء البسطاء الذين يدعون له"، وقال: " كنت نعم الأب، والأخ، والصديق، ونعم الوفي لشعبه، وللبلاد التي أحببتها وأحبتك".
وفي الختام، تم تقديم وسام البطولة والفداء من وزير الداخلية اللواء زياد هب الريح، ودرع جهاز الأمن الوقائي من مدير عام الجهاز عبد القادر التعمري، إلى عائلة الفقيد.
والراحل سعيد فارس محمد عطاري (أبو فارس)، وُلد في بلدة عرابة جنوب جنين في 21/3/1964.
التحق عام 1979 خلال دراسته الثانوية بحركة "فتح"، وكان قائدا للحركة الطلابية بالمدرسة ومن مؤسسي شبيبة المدارس في المنطقة.
كان قائدا فاعلا وأحد أعضاء الهيئة الإدارية العليا لحركة الشبيبة الطلابية الذراع الطلابي لحركة "فتح" في جامعة النجاح الوطنية.
تأخر في إكمال دراسته الجامعية حتى أوائل التسعينيات بسبب الأحداث القائمة في ذلك الوقت من الانتفاضة الأولى والسجن لأكثر من مرة، إذ وصلت مجموع سنوات أسره منذ الثانوية العامة حتى تخرجه في الجامعة إلى 6 سنوات.
كان لسنوات طويلة من أبرز كوادر حركة "فتح" في محافظة جنين، وتبوأ عدة مناصب في الحركة.
عمل في جهاز الأمن الوقائي منذ تأسيسه عام 1993 وشغل عدة مناصب قيادية فيه.
وكان آخر منصب له مساعد مدير عام الجهاز حتى وفاته.
ـــــــــــــ
م.ر/س.ك