أهم الاخبار
الرئيسية تقارير وتحقيقات
تاريخ النشر: 29/07/2024 09:58 م

شهداء ومعتقلون..طلبة وقعوا ضحايا لجرائم الاحتلال وتركوا خلفهم ذكريات وأحلاما معلقة

أجواء حزن تعيشها عائلة الشهيد الطالب في الثانوية العامة أحمد صدوق في مخيم الدهيشة بعد إعلان النتائج
أجواء حزن تعيشها عائلة الشهيد الطالب في الثانوية العامة أحمد صدوق في مخيم الدهيشة بعد إعلان النتائج

بيت لحم 29-7-2024 وفا- وعد الكار

تقلّب أم الشهيد أحمد صدوق كتبه وحقيبته المدرسية، وعيونها تراقب شاشة التلفاز التي أُعلن من خلالها عن نتائج الثانوية العامة، فابنها الشهيد هو أحد طلبة الثانوية العامة الذي غيّب الاحتلال الإسرائيلي أمله بأن يفرح في هذا اليوم بإنهاء مرحلة المدرسة، والانطلاق منها إلى الحياة الجامعية التي ترسم مستقبله وتحدد حياته العلمية.

وتستذكر أم أحمد من مخيم الدهيشة للاجئين جنوب بيت لحم، يوم استشهاد نجلها في 19 تشرين الأول/أكتوبر 2023، وتقول: "عاد من المدرسة وأنجز واجباته الدراسية، وفي منتصف الليل اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي المخيم، وبعد الإعلان عن انسحاب الاحتلال، خرج أحمد يستطلع ما الذي جرى في محيط المنزل".

وتضيف وهي تحتضن زيه المدرسي: "باغتته رصاصة جندي احتلالي حاقد فقضت عليه وعلى حلمه وقتلتنا جميعا في آن واحد".

وكان أحمد طالبا متفوقا ومميزا في المدرسة الروسية، وكان يحلم بإكمال دراسته الجامعية بتخصص المحاسبة في جامعة فلسطين الأهلية القريبة من منزله، بحسب والدته، التي تشير إلى أن الاحتلال يتعمّد نزع الفرح من قلوب الفلسطينيين بقتل أبنائهم وآمالهم وأحلامهم، مؤكدة أن ابنها من بين آلاف الطلبة الذين قتلهم الاحتلال خاصة في قطاع غزة، والقلوب تعتصر ألما على غزة وأبنائها.

وغابت مظاهر الفرح عن محافظة بيت لحم وسائر المحافظات الشمالية عقب إعلان وزارة التربية والتعليم العالي نتائج الدورة الأولى من امتحانات الثانوية العامة للعام الدراسي 2023-2024، في ظل حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال على قطاع غزة منذ قرابة 10 أشهر، وعدوانه المتواصل على المدن والبلدات والقرى والمخيمات في الضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة.

وحرم الاحتلال 39 ألف طالب ثانوية عامة من قطاع غزة من ممارسة حقهم في التعليم والتقدم لامتحان الثانوية العامة، وارتقى 10 آلاف من طلبة المدارس والجامعات في القطاع، منهم 450 من طلبة الثانوية العامة، بالإضافة إلى 20 طالب ثانوية عامة في الضفة، علاوة على استشهاد 400 معلم و105 من أساتذة وكوادر الجامعات في القطاع، إلى جانب تدمير 286 مبنى من أصل 307 بناء مدرسي و31 من المباني التابعة للجامعات في القطاع بشكل كامل، وفقا لمعطيات وزارة التربية والتعليم العالي.

ويقول منير صندوق، والد أحمد، إن ابنه كان ودودا ومطيعا ومحبوبا، وكان من المتفوقين، وله أحلامه بأن يكمل دراساته العليا.

ويضيف: يقتل الاحتلال أبناءنا بلا سبب، ويقمع فرحنا، ولكن ما يعزينا أننا في أرض الرباط، وسنبقى صامدين على أرضنا حتى يزول هذا الاحتلال.

ويشير إلى أنه التقى بزملاء نجله الشهيد في أول أيام امتحان الثانوية العامة، وشعر بغصة كبيرة، حيث كان يتمنى أن يراه بينهم.

وتستذكر إيمان شقيقها الشهيد أحمد وهي تبكي "كنّا نرسم معا خططه الدراسية وكيفية تقسيم وقته بطريقة تضمن له تغطية مواده الدراسية بشكل كامل".

وتضيف أنها كانت وعائلتها منذ العام الماضي يستعدون لهذا اليوم، فتم تعديل ديكور المنزل وترتيبه بالشكل الذي يحبه أحمد، وخططت برفقته ليوم طويل من الفرح في يوم النتائج، ولكن الفرح انقلب إلى حزن كبير.

كما حرم الاحتلال الإسرائيلي 55 طالبا من التقدم للامتحان بعد اعتقالهم، حيث يواجه عدد منهم جريمة "الاعتقال الإداري".

فمن بيت لحم، تعتقل قوات الاحتلال الطالب محمد كاظم أبو عجمية منذ شهر أيلول/سبتمبر 2023، وقد جرى تحويله إلى الاعتقال الإداري لمدة 6 أشهر، وجدد الاحتلال أمر اعتقاله الإداري للمرة الثانية لمدة 6 أشهر، علماً أنه محتجز اليوم في سجن (عوفر) وهو ابن شقيق المعتقلة روضة أبو عجمية.

وإلى جانب الطالب أبو عجمية اعتقل الاحتلال من بين طلبة الثانوية العامة من بيت لحم، الطالب إبراهيم شادي دعامسة، حيث أقدم على اعتقاله في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، وجرى تحويله إلى الاعتقال الإداري لمدة 6 أشهر، ثم جرى تمديد اعتقاله للمرة الثانية لمدة 6 أشهر، ويحتجزه الاحتلال في سجن (عوفر).

ويقول نادي الأسير الفلسطيني، إنّ سلطات الاحتلال تنتهج سياسة اعتقال الطلبة الفلسطينيين وتحرمهم من حقّهم في التعليم، فمنذ بدء حرب الإبادة وفي أكثر الأزمنة دموية بحقّ الفلسطينيين، صعّد الاحتلال من سياسة اعتقال الطلبة من كافة المراحل التعليمية بما فيها الجامعية، ويُقدر أعداد حالات الاعتقال بين صفوف الطلبة منذ بدء حرب الإبادة بالمئات، عدا عن عمليات الاحتجاز، والاستدعاء، حيث تتضمن (حالات الاعتقال) من اُعتقل ومن أفرج عنه لاحقاً ضمن حملات الاعتقال المستمرة والمتصاعدة في كافة المناطق الفلسطينية منذ بدء حرب الإبادة.

ويشير نادي الأسير إلى أن الاحتلال استهدف الطلبة الفلسطينيين، والعملية التعليمية على مدار عقود طويلة، وشكّلت حملات الاعتقال بحقّهم من أبرز السياسات الممنهجة التي استخدمها الاحتلال، بهدف تقويض دور الحركة الطلابية التي شكّلت أحد أبرز أعمدة الحركة النّضالية الفلسطينية.

وكان من ضمن عمليات التّصعيد التي رُصدت بعد العدوان، اعتقال الطالبات الجامعيات، والعديد منهنّ جرى تحويلهنّ للاعتقال الإداريّ.

كما أنّ العديد من أبناء المعتقلين في سجون الاحتلال، حُرم آبائهم من مشاركتهم لحظات نجاحهم في الثانوية العامة، وكان من بينهم أبناء المعتقلة سهام أبو عياش التوأم (رضا ورحيل) اللذان نجحا بتفوق رغم ما مرت به العائلة نتيجة لاعتقال والدتهما منذ شهر كانون الأول/ ديسمبر 2023، حيث تقبع في سجن (الدامون)، وكانت على مدار تلك الفترة ومن خلال المحامين نافذة لدعم أبنائها، رغم تغيبها داخل سجون الاحتلال.

ــــ

ع.ف

مواضيع ذات صلة

اقرأ أيضا