رام الله 15-12-2025 وفا- مها الشيخ
تكثف جمعية إنعاش الأسرة حملاتها الإنسانية في قطاع غزة والضفة الغربية، في ظل الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يمر بها شعبنا الفلسطيني، مركزة على توفير الاحتياجات الأساسية للعائلات المتضررة، وتعزيز صمود الأسر الأكثر هشاشة، خاصة النساء والأطفال.
وقالت مدير عام جمعية إنعاش الأسرة راوية الشعراوي، إن الجمعية أطلقت منذ بداية العدوان على قطاع غزة حملة "إحنا سندهم"، لتوفير الاحتياجات الأساسية للعائلات المتضررة في قطاع غزة والضفة الغربية.
وأوضحت الشعراوي في مقابلة مع "وفا"، أن الحملة منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 شملت توفير الخيام والحرامات والفرشات والحطب والوجبات الغذائية المتنوعة، إلى جانب توفير آبار وسُقيا مياه، وذلك بحسب ما هو متاح في ظل الظروف الميدانية الصعبة، مشيرة إلى أن فريقا ميدانيا تابعا للجمعية يعمل داخل القطاع على إجراء الدراسات الميدانية وتحديد الاحتياجات، سواء خلال فترة الحرب أو بعدها.
وأضافت أن الجمعية تركز حاليا على توفير احتياجات فصل الشتاء من خيام وملابس وحرامات وفرشات، لافتة إلى أن نشاط الحملة امتد ليشمل الضفة الغربية، لا سيما محافظتي جنين وطولكرم، حيث جرى توزيع طرود غذائية ووجبات ساخنة في ظل الأوضاع الإنسانية الصعبة التي تشهدها تلك المناطق.
وبينت أنه خلال شهر رمضان الماضي، نفذت الجمعية حملة "فطر جارك"، للعام العاشر على التوالي، إذ تم تأمين نحو 82 ألف وجبة إفطار، 60% منها في قطاع غزة، فيما وُزعت باقي الوجبات في مخيمات جنين وطولكرم وعقبة جبر والجلزون والأمعري التي تتعرض لاقتحامات مستمرة من الاحتلال.
وأشارت إلى أن الجمعية أطلقت منذ بداية الحرب حملة كفالة 5000 يتيم في قطاع غزة، وتم حتى اليوم تأمين كفالات شهرية لما يقارب 1900 طفل، في إطار دعم الأطفال المتضررين وضمان الحد الأدنى من الاستقرار المعيشي لهم.
وتحدثت الشعراوي عن تاريخ الجمعية، موضحة أن جمعية إنعاش الأسرة تُعد واحدة من أعرق المؤسسات الأهلية الفلسطينية، إذ تأسست عام 1965 على يد الراحلة سميحة خليل ومجموعة من السيدات الفلسطينيات المتبرعات والمتطوعات، في مرحلة تاريخية أعقبت النكبة ثم النكسة، وفي ظل غياب أطر قادرة على تقديم الدعم للأسرة الفلسطينية، خاصة المرأة.
وأضافت أن الجمعية عملت منذ تأسيسها على تقديم برامج شاملة للدعم الاقتصادي والتعليمي والاجتماعي، بهدف تعزيز صمود الأسرة الفلسطينية، وكان من أبرز برامجها مركز التدريب المهني الذي يوفر مهارات مهنية وحرفية للنساء خلال فترة تتراوح بين 9 أشهر وسنة دراسية، بما يمكنهن من دخول سوق العمل، خاصة في حالات غياب المعيل نتيجة الأسر أو الاستشهاد.
وأوضحت أن الدائرة الاجتماعية تعد من أهم دوائر الجمعية، إذ تندرج تحتها برامج الرعاية بالإنفاق، وكفالات الأيتام، والمنح التعليمية، مشيرة إلى أن الجمعية تمكنت على مدار ما يقارب خمسين عاما من كفالة عشرات الآلاف من الأيتام، وتسديد الأقساط الجامعية لطلبة في مختلف الجامعات الفلسطينية، وفي كلية إنعاش الأسرة بمختلف تخصصاتها.
وفي سياق متصل، أشارت الشعراوي إلى أن الجمعية تدير منزلا داخليا للفتيات اليتيمات، يضم حاليا 13 فتاة، ويوفر لهن حياة أسرية متكاملة تشمل المأكل والمشرب والملبس والتعليم والرعاية التربوية، إلى جانب المتابعة المدرسية وتوفير بيئة أسرية دافئة وآمنة.
وعلى صعيد التطوير الأكاديمي، أوضحت أن الجمعية تعمل على تنفيذ خطة إستراتيجية لتطوير كلية إنعاش الأسرة، من خلال استحداث تخصصات تواكب احتياجات سوق العمل والتطور التكنولوجي والذكاء الاصطناعي، من بينها التجميل والخياطة وتصميم الأزياء، وفنون الطهو، والتصوير والمونتاج، والأمن السيبراني، والتمريض بمختبرات محاكاة حديثة، إضافة إلى تطوير برامج تدريب مهني لمدة سنة، وبرامج دبلوم لمدة سنتين في تخصصات مثل التمريض والسجلات الطبية.
وفي الجانب الثقافي، بينت الشعراوي أن الجمعية تضم متحف إنعاش الأسرة الذي يحتوي على أثواب فلسطينية أصلية نادرة وقطع تراثية وأثرية، إلى جانب أرشيف تاريخي يوثق أكثر من 60 عاما من تاريخ فلسطين، ويضم وثائق أصلية نادرة تتعلق بالأسرى والشهداء ومحطات تاريخية متعددة.
وأضافت أن الجمعية أنشأت مركز مصادر مختصا بالتراث والمجتمع والفلكلور الفلسطيني، يضم مواد مكتوبة ومسموعة ومرئية، إلى جانب مشغل التطريز الفلاحي الذي يهدف إلى دعم صمود النساء العاملات في هذه الحرفة التراثية، والحفاظ على التطريز الفلسطيني الأصيل وتسويق منتجاته.
وأكدت في ختام حديثها أن جمعية إنعاش الأسرة تواصل دورها الوطني والمجتمعي في دعم صمود الأسرة الفلسطينية، وتعزيز التنمية المستدامة، والحفاظ على الهوية والتراث الفلسطينيَين.
ـــــ
/ ف.ع


