أهم الاخبار
الرئيسية أخبار دولية
تاريخ النشر: 15/12/2025 11:47 ص

الوزير عساف يؤكد أهمية الإعلام في تعزيز مشاركة الشباب في إعادة البناء وخطط التنمية في مناطق الصراعات

 

أي مشروع يتعلق بإعادة البناء والتنمية في فلسطين يجب أن يكون ضمن مشروع سلام

جدة 15-12-2025 وفا- أكد المشرف العام على الإعلام الرسمي الفلسطيني، رئيس وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا"، الوزير أحمد عساف، أهمية دور الإعلام في تعزيز مشاركة الشباب في مشاريع إعادة البناء وخطط التنمية في المناطق التي تعاني من الصراعات أو تلك التي خرجت للتو من صراع صعب.

جاء ذلك في مداخلة قدمها الوزير عساف، عبر "الفيديو كونفرنس"، خلال جلسة حوار رفيعة المستوى حول "إشراك الشباب في الجهود الإنسانية في مرحلة ما بعد النزاع: بناء السلام والتنمية"، التي نظمتها الهيئة الدائمة المستقلة لحقوق الإنسان لمنظمة التعاون الإسلامي، على هامش دورتها العادية الـ26، المنعقدة في مدينة جدة، والتي تستمر حتى الثامن عشر من كانون الأول/ ديسمبر الجاري، بعنوان: "صحة الشباب في الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي: التحديات والفرص من منظور حقوق الإنسان".

وشكر الوزير عساف الهيئة الدائمة المستقلة لحقوق الإنسان، ومديرها التنفيذي هادي بن علي اليامي، على إتاحة الفرصة للمشاركة في هذه الندوة المهمة، وأعرب عن تقديره لجهوده في مجال حقوق الإنسان في الدول الإسلامية، مشيدا باختيار موضوع مشاركة الشباب في مشاريع إعادة البناء وخطط التنمية في المناطق التي تعاني من الصراعات، مؤكدا أن هذا ليس غريبا على منظمة التعاون الإسلامي، وبقية الاشقاء في الدول العربية والإسلامية، وتحديدا المملكة العربية السعودية، التي بذلت جهودا كبيرا في وقف الحرب على شعبنا.

وعبر الوزير عساف عن تقدير القيادة والشعب الفلسطيني العميق لمواقف ولي العهد السعودي، رئيس مجلس الوزراء، سمو الأمير محمد بن سلمان، أثناء لقائه الرئيس الأميركي دونالد ترمب في البيت الأبيض، والتي أكد خلالها إصراره على إقامة الدولة الفلسطينية.

كما ثمن جهود المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز في الدفاع عن حقوق شعبنا، خاصة خلال المؤتمر الدولي لحل الدولتين الذي عقد في نيويورك وأدى الى اعتراف عدد مهم من الدول بالدولة الفلسطينية، كذلك جهودها وقيادتها للجنة السداسية التي جابت العالم من أجل الوصول إلى وقف الحرب.

وقال المشرف العام على الإعلام الرسمي في مداخلته إن للإعلام دورا حاسما، ليس فقط فيما يتعلق بمشاركة الشابات والشباب في الحياة العامة ودفعهم للمساهمة في صناعة مستقبلهم ومستقبل مجتمعاتهم وبلدانهم، وإنما أيضا في خلق بيئة عامة إيجابية في مناطق النزاع وتلك التي انتهى فيها النزاع والصراع للتو، مؤكدا أن دور الإعلام قد يسبق دور السلطات التنفيذية والتشريعية في تلك الدول.

وأضاف: في فلسطين الوضع مختلف، والصراع هنا ليس كأي صراع آخر، بل هو مواجهة معقدة تدور على الأرض والرواية، وهو أقرب ما يكون إلى صراع وجودي بالنسبة للشعب الفلسطيني، واليوم، وبعد عامين من حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة، والحرب المستمرة في الضفة الغربية، هو بالفعل دفاع مرير عن الوجود والبقاء على الأرض، فقضيتنا تمثل نموذجا حيا على الانتهاك السافر لحقوق الإنسان، وللقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة والشرعيات الدولية.

وتابع: الوضع في فلسطين له خصوصية ومقاربة مختلفة، فالصراع في فلسطين لم ينته ولم يتوقف بسبب طبيعته الوجودية، وإن أي مشروع يتعلق بإعادة البناء والتنمية في فلسطين بحاجة إلى أن يكون ضمن مشروع سلام حقيقي، أهدافه واضحة وله جدول زمني محدد، وإلا سيكون صعب التطبيق في فلسطين.

ولخص الوزير عساف دور الإعلام بعدة نقاط، أبرزها خلق بيئة إيجابية، من خلال الخطاب الإعلامي التصالحي، الذي يغلب لغة الحوار بدلا من العنف والكراهية، ويعزز فكرة تعددية الآراء والمواقف، وأن يكون الإعلام ميدانا مفتوحا للحوار الإيجابي داخل المجتمع.

وشدد على دور الإعلام في تعزيز وتكريس مبدأ سيادة القانون، وإبراز أهمية دولة المؤسسات باعتبارها الضمانة لوحدة الوطن، وإتاحة الفرصة أمام التخطيط التنموي، وخلق فرص عمل للشباب، وحث الحكومات على إشراك الشباب في صنع القرار والمشاركة في النقاش المتعلق بمستقبلهم، وتشجيع الشباب كذلك على المشاركة في النقاش العام، وإعطائهم الفرصة لإبداء آرائهم ومواقفهم واحتياجاتهم.

وأشار المشرف العام على الإعلام الرسمي إلى إمكانية أن يقترح الإعلام قوانين وتشريعات تسهم في تعزيز دور الشباب وإعطائهم أملا بتحقيق طموحاتهم في أوطانهم، وأخرى تتعلق بعمر المشاركة في الانتخابات والترشح لها، وقوانين تمنح الشباب حصصا في البرلمانات والمؤسسات وقيادة البلاد.

وشدد على ضرورة الحد من تأثير الإعلام الاجتماعي فيما يتعلق بنشر الكراهية والعنصرية وبث الفتن، دون أن يؤثر ذلك على حق الشباب في التعبير عن آرائهم ومواقفهم، التي بالضرورة أن تُسمع من قبل الحكومات.

وأكد الوزير عساف الحاجة إلى تطوير الثقافة السائدة في مجتمعاتنا الإسلامية، وأن نجنح أكثر نحو الممارسة الديمقراطية، وقال: إن كنا بحاجة إلى إصلاح حياتنا السياسية، فإننا بحاجة أكبر إلى تطوير أنماط التفكير، واقترح عقد ندوة حول المشاكل البنيوية وكيف يمكن التغلب عليها.

وبخصوص الحالة في فلسطين، قال الوزير عساف: "في فلسطين لدينا احتلال وحروب متواصلة. ما إن نبني حتى تأتي حرب وتدمر كل ما نبنيه، ولدينا مشكلة أخرى تتعلق بالانفصال، حيث يخضع قطاع غزة لسيطرة غير سيطرة السلطة الفلسطينية الشرعية، وهي أطراف تختطف قرار الحرب، ولدينا حكومة في إسرائيل متطرفة لا تؤمن إلا بالقوة كوسيلة للتعامل، وتعمل ليل نهار من أجل تصفية القضية الفلسطينية، وليس التوصل إلى سلام، وخطر التهجير في فلسطين لا يزال قائما".

وأضاف: نواجه اليوم مخططا إسرائيليا يجعل من قطاع غزة منطقة غير صالحة للحياة، مشيرا إلى أن العدوان الأخير على القطاع أسفر عن 300 ألف بين شهيد وجريح ومفقود، بينهم نحو 20 الفا من طلبة الجامعات والمدارس والكوادر التعليمية، كما يخلق في الضفة الغربية واقعا لحياة لا تطاق بفعل سياسة العقاب الجماعي، وإرهاب المستعمرين، وتدمير الاقتصاد وتقويض مؤسسات السلطة الوطنية الفلسطينية.

وتابع: رغم ذلك، لن نفقد الأمل، وسنواصل الصمود على أرض وطننا التاريخي، ولن نسمح بتكرار ما جرى عام 48 من التهجير، وسنواصل العمل بكل ما لدينا من أدوات وإمكانات من أجل تعزيز صمود الشباب على أرض وطنهم، ليقودوا معركة التحرير والبناء.

وشارك في افتتاح جلسة الحوار الرفيعة المستوى الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه، ورئيس الهيئة الدائمة المستقلة لحقوق الإنسان حاجي علي أجيكغول، والمدير التنفيذي للهيئة هادي بن علي اليامي.

وتضمنت الجلسة ثلاثة محاور، الأول حول إعادة بناء الحياة: دور الشباب الفلسطيني في الاستجابة الإنسانية في مرحلة ما بعد النزاع، وترأسها هادي بن علي اليامي، والثاني حول دور الإعلام في تعزيز مشاركة الشباب في بناء مجتمعات ما بعد النزاع، وترأسها المستشار الإعلامي في اتحاد وكالات أنباء دول منظمة التعاون الإسلامي الزبير عبد الله الأنصاري، والثالث حول سبل التنمية المستدامة في مجتمعات ما بعد النزاع، وترأسها عضو الهيئة الدائمة المستقلة لحقوق الإنسان عمر أبوابا، فيما ترأس الجلسة الختامية حاجي علي أجيكغول، وكانت بعنوان: "بناء الشراكات من أجل المستقبل".

ـــ

م.ج

مواضيع ذات صلة

اقرأ أيضا