نابلس 6-9-2024 وفاـ الحارث الحصني
كانت الطفلة بانا أمجد بكر في منزلها، في الوقت الذي تزامن مع هجوم عنيف للمستعمرين بحماية قوات الاحتلال على قرية قريوت جنوب نابلس.
لم يسعفها تدخل الطواقم الطبية ونقلها إلى مستشفى رفيديا في نابلس؛ لخطورة حالتها الصحية، ليعلن عن استشهادها بعد وقت قصير.
كان الخبر صادما، لدرجة أن يبقي والدها في حالة ذهول لا يقوى على التحدث.
"لم يستطع التحدث، لكننا علمنا أن الطفلة كانت في غرفة نومها في المنزل".
الروايات من المهتمين بتوثيق انتهاكات المستعمرين ضد أبناء شعبنا متشابهة.
"كانت الطفلة في غرفة في منزل والدها".
وصلت الطفلة بانا مستشفى رفيديا في نابلس وقد فارقت الحياة، بعد إصابتها برصاصة في الصدر.
"كانت مضرجة بالدماء".
تعرضت قرية قريوت بعد ظهر اليوم، لاعتداء منظم قاده المستعمرون، استشهدت على إثره الطفلة بانا (13 عاما) بعد إصابتها برصاصة بالصدر، وأصيب عدد من المواطنين، واعتقل عدد آخر.
وتمر قرى جنوب نابلس منذ أشهر، بأيام ملتهبة بعد تزايد اعتداءات الاحتلال ومستعمريه، ضد الفلسطينيين.
لكن، كيف استشهدت الطفلة بانا؟ّ!
الجواب بكل تفاصيله لدى محمد رفعت من قرية قريوت، الذي كان شاهدا عن قرب على كيف استشهدت بانا.
"لن أنس المشهد أبدا"، قال الشاب.
"اقتحم المستعمرون قريوت من الجهة الشرقية قرابة الثالثة عصراً، اندلعت على إثر هذا الاقتحام مواجهات عنيفة بين الشبان وبينهم استمرت لساعتين".
"كان المستعمرون يطلقون النار في تلك المواجهات"، قال رفعت لمراسل "وفا".
عندما حضرت قوات الاحتلال إلى القرية بعد ساعتين، انسحب المستعمرون منها.
بعد ذلك: "توغل جنود الاحتلال إلى عمق القرية، حيث يتواجد منزل عائلة الطفلة المكون من طابقين".
ومثل كل مرة، اندلعت مواجهات بين جنود الاحتلال والشبان الذين كانوا قرب منزل بكر.
سمع رفعت صوت والد الطفلة وهو يحذر الشبان من رصاص الاحتلال.
"انتبهوا، ولا تظهروا أنفسكم لهم"، هكذا كان يحذرهم.
تزامن ذلك كله مع وجود الطفلة في غرفتها مع شقيقاتها في الطابق الثاني من منزل والدها.
ومع ذلك، قال رفعت: "رأيت الجندي عندما صوب سلاحه نحو نافذة الغرفة التي كانت تتواجد فيها الطفلة بانا".
ترك الجندي الشبان على الأرض، ورفع سلاحه قليلا إلى الأعلى باتجاه نافذة الغرفة التي تتواجد فيها الفتاة وأطلق النار عليها، قال رفعت.
بشكل تقريبي، قدر رفعت المسافة بين تواجد الجندي ومنزل الطفلة بخمسين مترا لا أكثر.
تظهر صور حطام زجاج النافذة التي استهدفها الاحتلال، وأدى إلى استشهاد الطفلة.
تمر القرية بحالة حزن شديدة بعد يوم قاس عليها. وفي منزل العائلة يخيم حزن كبير على أقرباء الطفلة.
واقفا، فوق جثمان ابنته في مستشفى رفيديا في نابلس، يطيل أمجد بكر النظر فيه، واضعا يده على وجهه.
"علامات الحزن التي لا يمكن إخفاؤها".
ــــ
ح.ح