أهم الاخبار
الرئيسية ثقافة
تاريخ النشر: 07/10/2020 03:48 م

إطلاق فعاليات يوم التراث الفلسطيني في محافظات الوطن

 

رام الله 7-10-2020 وفا- احتفلت معظم محافظات الوطن، اليوم الأربعاء، بفعاليات يوم التراث الفلسطيني، الذي أطلقته وزارة الثقافة من قصر الخواجا في بلدة نعلين غرب رام الله، بالتعاون مع الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون.

وتستمر فعاليات هذا اليوم الذي يصادف السابع من تشرين أول من كل عام، حتى الثالث عشر من الشهر الجاري، تحت شعار"تراثنا..ذاكرتنا الجامعة".

وقال وزير الثقافة عاطف أبو سيف: "نطلق فعاليات يوم التراث الفلسطيني عبر شاشة الوطن تلفزيون فلسطين إلى كل العالم، تأكيدا على تمسك شعبنا بتراثه الوطني الذي يشكل جوهر حكاية وجوده على هذه الأرض، فتراثنا مرتبط بنا"، مؤكدا أن "احتفالنا هذا العام بيوم التراث الفلسطيني هو تأكيد على أصالة المعركة، فالمعركة الحقيقية هي وجودنا على هذه الأرض، وهذا التراث ومفرداته الوطنية وأدواته الفلسطينية، تراث مشتبك على الدوام مع الاحتلال، وليس قابلاً للمحو والإلغاء".

وأضاف أبو سيف: "نفخر بأن تراثنا الوطني هو أقدم تراث في العالم، فدولة فلسطين تحاول بكل جهدها حماية التراث من السرقة والتهويد من جهة، وتعليم أبنائنا ونقل الذاكرة للأجيال من جهة أخرى، فالاحتفاء بهذا اليوم هو احتفال للشعب الفلسطيني بأكمله في كافة محافظات الوطن، وداخل أراضي الـ 48 وفي الشتات، للتأكيد على أصالة الوجود الفلسطيني والسعي الدائم للحفاظ على الموروث الثقافي والتراث الوطني.

الأرض أساس

بدوره، تحدث الباحث نبيل علقم حول الأرض والجذور ودور الأرض في صناعة التراث مشيرا إلى مغارة شقبا غرب رام الله، والتي بنيت في نهاية العصر البرونزي قبل آلاف السنين.

وأضاف: تنتج الهويات في الصراع على الأرض، وصراعنا مع الاحتلال الإسرائيلي هو صراع حول الأرض، لذلك حين بدأ المشروع الصهيوني كان هدفه تجريدنا من الهوية، لا بد من مجموعة سكانية تعيش على أرض معينة فترة طويلة حتى يتكون تراثها، لإضعاف هويتنا الفلسطينية فكر فيه رواد المشروع الصهيوني لإحلال هوية أخرى مكانها لذلك عملوا على تشتيتنا كمجتمع واحتلال أكثر من ثلثي الأرض، لكنهم لم يستطيعوا استيطان التاريخ والتراث وهذا هو ما تعنيه الهوية، أي أن هناك جذور لنا. ووجود رموز مشتركة يعرفها الجميع، الفلسطيني هنا وفي أي مكان من العالم، كالحديث عن الفخار والتطريز والقش والطابون، واللهجات واللغة والعادات والتقاليد التي تجمعنا، مبينا أن تراثنا الشعبي ثمين ومليء، ولا ينتهي.

وتحدث علقم عن كتاباته حول الحكاية الشعبية والتراث والتوثيق للمعتقدات الشعبية التي تمتد للعصر الكنعاني..

واحتفت أبرز المؤسسات الثقافية في المحافظات بيوم التراث، من خلال أنشطة ثقافية، ففي مدينة غزة، احتفل بيوم التراث في جمعية أطفالنا "الصم".

 وتحدث نعيم كباجة مدير جمعية أطفالنا للصم في غزة حول لمسات أبناء الجمعية "الصم" وما قدموه من لمسات فنية وإبداعية عبر منتجات تراثية، شملت المطرزات والأقشمة التي تعبر عن التراث الفلسطيني، لافتا إلى أن الصم يعملون منذ عام 1995 في إنتاج هذه الأشياء التراثية.. منتجات بصبغة الحداثة.

القدس

بدوره، تحدث مدير مكتب الثقافة في القدس ناصر الرفاعي، حول القدس عاصمة العواصم الإنسانية والروحية كاملة، فيها المسجد الأقصى وكنيسة القيامة والممرات والسبل والأضرحة والتاريخ والعصور المتعاقبة والأمم، تجد فيها ملخص التاريخ العربي الذي لم ينقطع عبر العصور، بشقيه الإسلامي والمسيحي.

وحول سياسات التهويد التي يقوم بها الاحتلال ومحاولات طمس المعالم والهوية الفلسطينية والعربية، أضاف الرفاعي: منذ نهاية الدولة العثمانية وفترة الانتداب وقبل ذلك، والاحتلال يحاول إيجاد شيء يدل على وجوده في القدس لكنه لم يجد شيئا، فلجأ إلى التزوير والسرقة، فسرق حجارة القصور الأموية وحولها إلى المختبرات للنقش عليها، ثم وضع حجرا في سور القدس بعد أن قام بزركشته ونقشه ليبدو وكأنه قديم ويدل على هيلكهم وبقاياهم، ثم سرق الخشب من حريق المسجد الأقصى وكل ما يسرقه يضعه في متاحفه، ثم نجدها في أنفاق تحت الأرض. زوروا 300 زقاق وشارع في البلدة القديمة في القدس.

طوباس.. الثوب الفلسطيني

ومن مدينة طوباس، أطل مدير الثقافة في المحافظة عبد السلام عابد، من جمعية طوباس الخيرية، متحدثا عن الزي التراثي في طوباس، والأعمال اليدوية، والملابس الشعبية، وسلال القش والمونة، وأدوات الصيد والزراعة، والتراث المعنوي كالأغاني والقصص الشعبية.

ولفت إلى أن تراثنا هو ما ورثناه من أجدادنا، وسنحافظ عليه، وأن ما يميز طوباس هو الاهتمام بصناعة القشيات وتطريز الملابس.

جنين.. الزجل والحداء

في بيت زمان المعبق بالتاريخ الفلسطيني الجميل، تحدثت مديرة مكتب وزارة الثقافة في جنين آمال غزال، قائلة: محافظة جنين الحاضنة للزجل الشعبي على مستوى الوطن، وعمالقة الزجل والحداء، على المستويين المحلي والعربي، وفيها العديد من الباحثين في مجال الحكاية الشعبية والسير الذاتية والأشعار الشعبية، ولدينا فعاليات وندوات تراثية حول الزجل الشعبي ووصلات زجلية لزجالين وزجالات من أبناء المحافظة.

وأضافت: ستكون هناك ندوة حول أدب موسى حافظ يقدمها عمر عتيق، وندوة للباحث عمر عبد الرحمن حول الحكاية والخرافة الشعبية، ومداخلة للباحث والزجال الشعبي نجيب صبري، ووصلات يشارك فيها ناجي لحلوح وعائدة أبو فرحة.

بيت لحم

ومن محافظة بيت لحم، تحدث مدير مكتب الثقافة في المحافظة زهير طميزي، حول أقدم شجرة زيتون في العالم والموجودة في قرية الولجة، وكنيسة المهد ما تمثله من رمز ديني للعالم، وصناعة الصدف في المدينة التي جلبها قسيسون من دمشق وإيطاليا لصناعة الرموز الدينية، فحولها الفلسطيني المبتكر بعد دمجها بخشب الزيتون لإنتاج التحف والمشغولات الفنية، وأخذت حرفة خشب الزيتون في بيت لحم لملاعق وصحون وتحف ومناظر وفن تشكيلي يعتاش منها مئات المواطنين في المحافظة، ففي بيت ساحور لوحدها هناك 150 مشغلا للصدف وخشب الزيتون.

أريحا: مركز صناعة الفسيفساء

وتحدثت مديرة مكتب الثقافة في أريحا ميسون سلامة عن أبرز فعاليات إحياء يوم التراث، عبر ندوة ثقافية حول الفسيفساء في أريحا ودورها في الحفاظ على التراث الفلسطيني، وكيفية صناعتها، كما أقيمت ندوة لباحثة في تراث أريحا، ودورة حول تطوير مهارات الزراعة في المحافظة، خاصة زراعة النخيل.

ومن الناصرة، تحدثت الباحثة نائلة لبس حول الفلكلور وجمع الأغنيات الشعبية، وعن فشل الاحتلال في سلخ الداخل الفلسطيني عن هويته وتراثه المرتبط بكل فلسطيني أينما تواجد.

وقالت لبس: الفولكلور منطقة جغرافية وليست حدودا سياسية، وفي الناصرة يميزها "الأويا" وهي ملبوس يوضع على الكتف والرقبة للنساء، احترفت نساء الناصرة صناعته وبيعه للسائحات عبر عشرات السنوات.

كما تحدثت عن عمل العديد من الباحثين في الداخل على جمع الأغاني التراثية في كتب ومدونات حفاظا عليها من الضياع والتشتت.

وشملت فعاليات هذا اليوم إطلاق كتابي "المتاحف والصراع الفلسطيني الإسرائيلي على هوية القدس الثقافية المعاصرة"، لنسب أديب حسين، و"الأغاني الشعبية الفلسطينية في قطاع غزة وأغاني الصيادين" لخالد جمعة وجميل العبادسة، وعدة فقرات تحدثت عن التراث وأهميته وضرورة حمايته من السرقة والتهويد، من خلال عدد من الضيوف المشاركين من غزة، والقدس، والناصرة، وجنين، وأريحا، وطوباس، وبيت لحم، والعاصمة اللبنانية بيروت.

واحتضن قصر الخواجا في نعلين زوايا تراثية مختلفة لعدد من السيدات الفلسطينيات، كالتطريز، والقش، وصناعة الصابون، والكنافة على الفحم، بالإضافة إلى الفعاليات التراثية التي شملت عرضا لفرقة البيادر الشعبية، وتقديم وصلة من الزجل الشعبي الفلسطيني.

ــــــ

ي.ن/ي.ط/و.أ

مواضيع ذات صلة

اقرأ أيضا