أهم الاخبار
الرئيسية تقارير وتحقيقات
تاريخ النشر: 08/10/2020 08:13 م

الأغوار.. تاريخ وعراقة

 

أريحا 8-10-2020 وفا- عبد الرحمن القاسم

تروي صور التقطت بالأبيض والأسود بداية القرن الماضي، مرحلة من مراحل شعبنا الفلسطيني وتاريخه في منطقة تعتبر محط اهتمام أكثر من نصف البشرية، حيث تعمد السيد المسيح في نهر الاردن المقدس، وأقدم مدن العالم.. أريحا.

60 صورة غير منشورة بشكل واسع، تعرضها مؤسسة "إيكو" فلسطين للمشاريع البيئية والمائية، من خلال معرضها "غور الأردن تاريخ وعراقه" الذي يعرض في المتحف الروسي بأريحا، تظهر ملامح تلك الحياة قبل الاحتلال الإسرائيلي من خلال المعرض، وتتناول الأغوار كمكان انبعاث الحضارة الانسانية.

إحدى الصور لفنيين يعملان في محطة لتوليد الطاقة في منطقة العوجا بالأغوار، التقطت في أربعينيات القرن الماضي، تبدو للوهلة الأولى عادية، لكنها تحكي قصة النهر المتدفق بالمياه الغزيرة التي تروي الأرض وتولد الطاقة، عندما كان يقسم لنصفين أحدهما في العوجا والنصف الآخر يصل نهر الاردن.

يقول الطالب الجامعي محمد وسام الشويكي لـ"وفا" إن "الصورة التي اختارها لتكون في المعرض للعاملين، تعود إلى عام 1940، ويظهر في الصورة كما أخبره أجداده (المكرر) وهي محطة لتوليد الطاقة قبل الاحتلال الإسرائيلي".

من جهتها، تعلق مديرة مؤسسة "إيكو" ندى مجدلاني على هذه الصورة، "ثمة فارق في الزمن والواقع تظهر عظمة نهر الأردن في توليد الطاقة الكهربائية في عشرينيات القرن الماضي وما آلت إليه من تلوث ونضوب وفقدان لأكثر من 50%، بعد سرقة مياهه من قبل الاحتلال الإسرائيلي".

وتابعت: "جاء الانتباه إلى هذا النشاط في اطار برنامج متكامل ممول لأربع سنوات من قبل الوكالة السويدية للتنمية الدولية، ضمن برنامج بناء القدرات وتشجيع الاستثمار في قطاعات المياه والطاقة والأمن الغذائي بهدف الحفاظ على تراث بيئي بالأغوار ومواجهة اثار التغير المناخي".

وتكمن اهمية الأغوار في كونها منطقة طبيعية دافئة يمكن استغلالها للزراعة طوال العام؛ إضافة إلى خصوبة التربة؛ وتوفر مصادر المياه فيها؛ فهي تتربع فوق أهم حوض مائي في فلسطين.

وتشير الاحصائيات إلى أن الأغوار تنتج 50% من اجمالي المساحات الزراعية في الضفة الغربية؛ و60% من إجمالي ناتج الخضار.

ويقدر محافظ أريحا والأغوار جهاد ابو العسل، خسارة فلسطين بسبب سرقة الاحتلال خيرات البحر الميت والأغوار، بنحو مليار دولار سنويا.

وأكد أن الاغوار الفلسطينية تعتبر سلة خضار فلسطين التي تتعرض لمجزرة بيئية من قبل الاحتلال، من خلال استغلال الموارد الطبيعية وسرقة ونهب للثروة المائية وثروات البحر الميت للعلاج والتجميل والاستجمام.

من جهته، يشير رئيس بلدية أريحا سالم غروف إلى أن أريحا التي عاش السيد المسيح اربعين يوما في جبل التجربة؛ وتعمد بمياه نهر الاردن.

وتبلغ مساحة الأراضي الصالحة للزراعة في منطقة الأغوار 280 ألف دونم؛ أي ما نسبته 38.8% من المساحة الكلية للأغوار؛ ويستغل سكان مستوطنات الأغوار 27 ألف دونم من الأراضي الزراعية فيها. كما يسيطر الاحتلال الإسرائيلي على 400 ألف دونم بذريعة استخدامها مناطق عسكرية مغلقة؛ أي ما نسبته 55.5% من المساحة الكلية للأغوار؛ ويحظر على السكان الفلسطينيين ممارسة أي نشاط زراعي أو عمراني أو أي نشاط آخر في هذه المناطق.

وفي الوقت نفسه- يوجد 36 مستوطنة، وغالبيتها زراعية، أقيمت على 12 ألف دونم، إضافة إلى 60 ألف دونم ملحق بها، ويسكنها ما يقارب 9500 مستوطن من المقيمين، وتهجير سلطات الاحتلال ما يزيد عن 50 ألفا من سكان الأغوار منذ عام 1967؛ وتعرض العديد من التجمعات السكانية لعمليات أخلاء متكررة بحجة التدريبات العسكرية وما يرافق ذلك من عمليات تدمير ومصادرة لممتلكات المواطنين. لتحقيق أطماع الاحتلال الإسرائيلي ونية الحكومة الإسرائيلية المعلنة وبرنامج رئيس وزراء الاحتلال نتنياهو الانتخابي "بضم الأغوار الفلسطينية للسيادة الاسرائيلية".

ـــــــــــ

ع.ق/ م.ع

مواضيع ذات صلة

اقرأ أيضا