دافوس 23-1-2025 وفا- شاركت وزيرة الدولة لشؤون وزارة الخارجية والمغتربين فارسين شاهين، اليوم الخميس، في جلسة خاصة ضمن المنتدى الاقتصادي العالمي لمناقشة التحديات الاقتصادية التي تواجه دولة فلسطين وسبل تحقيق الاستقرار والتنمية.
وضمت الجلسة شخصيات اقتصادية ودولية بارزة، من بينها رئيس مجلس ادارة بنك فلسطين هاشم الشوا، والمدير التنفيذي لمنظمة اليونيسف كاثرين راسل، وشخصيات ريادية.
وأكدت الوزيرة أن العدوان الاسرائيلي الوحشي على قطاع غزة خلف خسائر بشرية ومادية جسيمة، مشيرة إلى تدهور الوضع الاقتصادي المستمر في الضفة الغربية والسياسات الإسرائيلية التي تستنزف الموارد الفلسطينية وتضعف الايرادات، بما في ذلك القرصنة على الأموال الفلسطينية. كما شددت على أهمية إعادة إعمار غزة باستخدام الكفاءات الفلسطينية، وضرورة حشد تحالف دولي لدعم فلسطين في استعادة السيطرة على مواردها وبناء اقتصادها، وأن الاستقرار السياسي وتحقيق حل عادل وشامل هو الأساس للتوصل للاستقرار والانتعاش الاقتصادي.
وعقدت الوزيرة شاهين عديد اللقاءات على هامش المنتدى، حيث التقت وزير خارجية إندونيسيا سوغيونو لبحث سبل تعزيز التعاون الثنائي والتباحث في آخر التطورات السياسية في المنطقة، وذلك بحضور المراقب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة في جنيف السفير إبراهيم خريشي.
ووجهت شاهين دعوة رسمية لرئيس إندونيسيا برابوو سوبيانتو، لزيارة فلسطين، بالتزامن مع زيارته المرتقبة للمنطقة لعقد سلسلة من الاجتماعات في الأردن والسعودية. وأعربت عن تقديرها للشراكة المستمرة بين البلدين، لا سيما في مجال التعليم، وأكدت أهمية عقد لجنة مشتركة قريبًا لمتابعة تنفيذ الاتفاقيات الثنائية وتعزيز التعاون في المستقبل.
كما استعرضت آخر التطورات على الساحة الفلسطينية، خصوصًا خطة إعادة الاعمار وضرورة الحفاظ على وقف إطلاق النار، مشيدة بالدور الإندونيسي في دعم الشعب الفلسطيني على مختلف المستويات.
واتفق الطرفان على أهمية مواصلة التنسيق والعمل المشترك لتعزيز العلاقات الثنائية ودعم الجهود الدولية في خدمة القضية الفلسطينية، كما وجهت دعوة للجانب الاندونيسي لحضور اجتماع الدول الأطراف السامية في اتفاقيات جنيف الشهر المقبل ومؤتمر السلام في نيويورك في حزيران 2025 لدفع الجهود الدولية لحماية الحقوق الفلسطينية.
وأكد سوغيونو استعداد بلاده الكامل لدعم الشعب الفلسطيني والمشاركة في إعادة الاعمار، واتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لتحقيق العدل للشعب الفلسطيني.
كما التقت وزير العلاقات الدولية بجنوب أفريقيا رونالد لامولا، وبحثت معه التعاون وتعزيز الدعم الدولي لفلسطين، بحضور المراقب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة في جنيف إبراهيم خريشي.
أعربت الوزيرة عن امتنانها لشعب وحكومة جنوب أفريقيا على تضامنهم التاريخي والدائم مع الشعب الفلسطيني، مشيدة بدورهم في التقدم بدعوى قضائية ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهمة الإبادة الجماعية. كما أكدت على الروابط المشتركة بين فلسطين وجنوب أفريقيا في النضال ضد الظلم والعنصرية.
وشكرت جنوب أفريقيا على استعدادها للمساهمة في إعادة إعمار غزة وتعزيز الدعم لوكالة الأونروا لضمان تقديم الخدمات الأساسية للاجئين الفلسطينيين، كما وجهت دعوة لحضور اجتماع الدول الأطراف في اتفاقيات جنيف المقبل لدفع الجهود الدولية لحماية الحقوق الفلسطينية.
وبحثت شاهين مع نائب رئيس البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية يورغن ريغترينك، تعزيز التعاون الاقتصادي ودعم إعادة إعمار غزة.
وأوضحت الوزيرة أن الاستقرار السياسي والأمني هو الأساس لأي خطة لإعادة الإعمار، مؤكدة ضرورة دعم الحكومة الفلسطينية لتحمل مسؤولياتها.
بدوره، أعرب ريغترينك عن صدمته من حجم الدمار في غزة، مشددًا على الحاجة إلى سلام دائم لتحقيق التنمية والاستثمارات.
وناقش الاجتماع السبل التي يمكن ان يتخذها البنك الأوروبي لدعم الاقتصاد الفلسطيني، حيث أشار ريغترينك إلى أن البنك قدم 75 مليون دولار لدعم القطاع الخاص في الضفة الغربية، وأبدى استعداده للتعاون في غزة بشرط تحقيق السلام المستدام. كما لفت إلى خبرة البنك في تأسيس بنية تحتية قوية في قطاع الطاقة، مستشهدًا بتجربة البنك في دعم مشاريع الطاقة في مصر.
واختُتم الاجتماع بالتأكيد على أهمية تعزيز التعاون بين البنك الأوروبي وفلسطين، مع التركيز على دعم الاقتصاد الفلسطيني وتحقيق تنمية مستدامة تلبي تطلعات الشعب الفلسطيني.
وبحثت الوزيرة شاهين مع وزير خارجية فرنسا جان نويل بارو، آخر التطورات المتعلقة بعقد مؤتمر دولي للسلام المزمع في حزيران/يونيو 2025، والعمل المشترك لتحقيق الاستقرار في المنطقة.
ودعت الوزيرة، فرنسا إلى ترجمة الصداقة القوية بين البلدين من خلال الاعتراف بدولة فلسطين ودعم حصولها على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة. وأكدت أن هذه الخطوة تمثل تمهيداً للبدء بمسار سياسي قائم على قرارات الشرعية الدولية، يهدف إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتجسيد قيام الدولة الفلسطينية بعاصمتها القدس الشرقية.
وشاركت شاهين في جلسة حول خفض التوتر في الشرق الأوسط.
وناقشت الجلسة، التي ضمت وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، ونائب رئيس الوزراء الأردني، وزير الخارجية أيمن الصفدي، ووزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، ووزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، التحديات الراهنة في المنطقة.
وتمحورت النقاشات حول سبل تحقيق السلام والاستقرار في ظل الأوضاع المتوترة، مثل اتفاقيات وقف إطلاق النار في غزة ولبنان، والتغيرات السياسية في سوريا، والتوترات الإقليمية، إلى جانب تأثير التنافس الجيوسياسي بين القوى الكبرى على المنطقة.
وأكدت شاهين أهمية معالجة الأسباب الجذرية للأزمات في المنطقة، وأبرزها الاحتلال الإسرائيلي غير القانوني. وشددت على أن أي مسار نحو السلام الدائم يجب أن يرتكز على إنهاء الاحتلال ودعم الحقوق الفلسطينية وفق القانون الدولي. كما دعت إلى تعزيز التعاون الإقليمي والدولي لمواجهة التحديات المشتركة، مشددة على ضرورة حماية سيادة الدول وتعزيز الاستقرار عبر حلول عادلة وشاملة.
ـــــ
ي.ط