أهم الاخبار
الرئيسية تقارير وتحقيقات
تاريخ النشر: 03/11/2020 03:07 م

"وادي السيليكون".. طمس للتاريخ واقتلاع من الجذور

القدس 3-11-2020 وفا- نديم علاوي

وادي الجوز هو أحد الأحياء العربية المهمة اقتصاديا خارج أسوار البلدة القديمة من القدس المحتلة، تقسمه منطقة صناعية بطول 1 كيلو متر، تضم عشرات المحلات التجارية. مؤخرا صادقت سلطات الاحتلال الإسرائيلي على مخطط تهويدي للمنطقة الصناعية أسمته "وادي السيليكون".

مخطط "وادي السيليكون" هو خطة سيتم بموجبها هدم أكثر من 200 منشأة في المنطقة الصناعية بالحي، لإقامة مشروع استيطاني ضخم، لتوسيع مساحات قطاع المال والأعمال والمحال التجارية والغرف الفندقية شرق القدس على حساب المنطقة الصناعية.

 المقدسيون في الحي يؤكدون أن سلطات الاحتلال ضربت حالة الاستقرار في الحي، حيث تلقوا خلال هذا العام إنذارات متكررة بالإخلاء لاقتلاعهم من المكان.

ووفق موقع "عرب 48" فإن المشروع يؤدي إلى تطويق البلدة القديمة وعزل الأحياء الفلسطينية، ويمتد تنفيذه حتى العام 2023 بتكلفة 2.1 مليار شيقل.

رمزي صلاح (29 عاما) وهو أحد أصحاب المحلات التجارية، يقف أمام محله، وهو كراج لتصليح المركبات وبيع كماليات السيارات، يتساءل عن مصير مصدر رزق عائلته الوحيد في الحي والذي يقع ضمن أربع منشآت متجاورة في المنطقة الصناعية، ويخشى فقدان رزقه والانتقال للعمل في مكان بعيد عن القدس.

ويقول صلاح لـ"وفا"، منذ ثمانينات القرن الماضي يتردد على مسامع أهالي وادي الجوز هدم الحي وإخلائه من قبل الاحتلال والسيطرة على أراضيه، مضيفا أنه وعائلته سيتوجهون إلى محكمة الاحتلال للتقدم بطلب ضد قرار بلدية الاحتلال.

ويضيف أن المنطقة نشيطة للعمل في ورش المركبات، وتغنيهم عن العمل في مكان آخر، لكن بعد أن تسلموا قرار الإخلاء في مايو/ أيار الماضي، فإنهم يواجهون خطر الهدم في أي وقت هذا إضافة إلى أن العائلة أرهقت من ضرائب البلدية.

وعائلة صلاح من عشرات العائلات التي باتت تبحث عن مصدر رزق ملائم، في منطقة تجاور المسجد الأقصى المبارك والبلدة القديمة، وأكثر المناطق حيوية في القدس.

من جانبه، قال مدير مركز القدس للحقوق الاقتصادية والاجتماعية زياد الحموري إن مصادقة سلطات الاحتلال الإسرائيلي على خطة تهويد منطقة وادي الجوز في القدس المحتلة من خلال مشروع "وادي السيليكون" ستقلب كافة المعايير في المدينة المقدسة، وتضرب تاريخ القدس وهويتها وتراثها واقتصادها.

 وحذر الحموري خلال حديثه مع "وفا" من خطورة المشروع في البناء على مساحة أكثر من 250 ألف متر مربع من أراضي المواطنين في واد الجوز.

ويضيف أن الشاهد على تهويد القدس منذ 50 عاما، يدرك تماما أن الاحتلال لم يضف يوما منفعة للمقدسيين من خلال مشاريعه، حيث بات المقدسي مقتنعا تماما أن المعركة في القدس هي معركة ديمغرافية وهي جزء من مخطط التهويد.

إلى ذلك، قال رئيس الغرفة التجارية الصناعية في القدس المحتلة كمال عبيدات إن منطقة "السيليكون" في وادي الجوز كانت على سلم أولويات الدعاية الانتخابية لرئيس بلدية الاحتلال موشيه ليون، والتي قامت على دمج الشطرين الشرقي والغربي للقدس من خلال المشروع.

وأَضاف أن سلطات الاحتلال صادقت في 17-1-2020، على إخلاء الجزء الأول من المنشآت.

وتابع "بالنسبة لنا كمقدسين يأتي دمج المدينة من خلال هذا المشروع التهويدي للقضاء أكثر على مدينة القدس وتفريغها وضرب معالمها العربية والإسلامية، وأسواقها التاريخية".

 وأكد عبيدات أن العبث في تاريخ المدينة جزء من محاولات الاحتلال لطمس التاريخ، وضرب العمق الفلسطيني، حيث يعود تاريخ معظم المنشآت في الحي إلى عشرينات القرن الماضي، وهي منطقة تضم شوارع تاريخية ومعالم عربية وإسلامية.

ـــــ

/ي.ط

مواضيع ذات صلة

اقرأ أيضا