رام الله 12-3-2021 وفا- معن الريماوي
ظن من رأى جورج صايج مضرجاً بدمائه أنه لن ينجو من جريمة اعتداء مجموعة من المستوطنين عليه في مدينة بيرزيت شمال رام الله.
في صيف عام 1988، وبينما كان عائداً من مدرسة نادي الشبان المسيحية في أريحا حيث كان يدرس مهنة الدهان، تفاجأ بمستوطنين نصبوا كميناً بجوار منزله، وانهالوا بالضرب المبرح بأعقاب البنادق على رأسه.
لم يشفع له أن غاب عن الوعي، فاستمر الاعتداء إلى أن تدخلت نسوة من البلدة، وأخذن بالصراخ والبكاء، فانسحب المعتدون من المكان.
نُقِل صايج حينها إلى مستشفى رام الله ومكث أربعة أيام فاقدا للوعي، وأظهرت الفحوصات إصابته بارتجاج في الجمجمة، وتبين أنه بحاجة لمتابعة طبية طويلة.
تلك الحادثة التي يسرد جورج صايج (52 عاماً) تفاصيلها عشية يوم الجريح الفلسطيني، سببت له مشاكل صحية تلازمه إلى الآن، إذ ظل يفقد توازنه ولم يعد يقوى على المشي.
يقول: "كلما مشيت وقعت أرضا، واستمريت على هذه الحالة لأربعة أعوام، وأنا أتردد لمستشفى المقاصد بالقدس للعلاج".
ويتابع: تأثرت نفسيتي كثيرًا وأصبت بإحباط شديد انقطعت عن الدارسة ولم أعد أخرج من المنزل أبدًا. اليوم وبعد 33 عامًا ما زلت أعاني من آثار تلك الجريمة".
إلى يومنا هذا تداهم صايج نوبات من الصداع الشديد تحرمه من النوم في بعض الليالي، وأحيانا يفقد توازنه ويقع أرضًا خاصة أثناء عمله في مجال البناء، رغم أنه لم ينقطع عن تناول الدواء.
ويتساءل عن سبب إقدام المستوطنين على ضربه، رغم أنه لم يشكل أي خطر عليهم وكان يحمل حقيبة على ظهره تشير إلى عودته من الدراسة.
ويردف قائلاً "كانت حادثة بشعة جداً، وهي إحدى الجرائم التي يرتكبها الاحتلال والمستوطنون بحق كل فلسطيني. إبان الانتفاضة الأولى نتذكر سياسة تكسير العظام التي كرسها وزير جيش الاحتلال آنذاك إسحق رابين، في محاولة منه لإخماد انتفاضة الحجارة التي انطلقت في 9-12-1987".
وأصدر الرئيس الراحل الشهيد ياسر عرفات مرسومًا رئاسيًا يقضي بتحديد يوم 13 آذار/ مارس من كل عام، يومًا للجريح الفلسطيني
وجاء المرسوم لاحقًا لإنشاء "مؤسسة رعاية أسر الشهداء والجرحى" عام 1965، كإحدى مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية، لترعى أسر الشهداء ولتتابع شؤون الجرحى.
وقالت رئيس مؤسسة رعاية أسر الشهداء والجرحى انتصار الوزير، إننا نقدر تضحيات الجرحى ونضالاتهم، والمؤسسة مستمرة في رعايتهم وتوفير كل الامكانيات المتعلقة بحياتهم، سواء بالمساعدة المالية أو التأمين الصحي.
ووفق الجهاز المركزي للإحصاء بلغ عدد جرحى الانتفاضة الأولى خلال الفترة (1987- 1993) نحو 130,000، في حين بلغ عدد جرحى هبة النفق التي استمرت ثلاثة أيام (25-26-27 أيلول / سبتمبر 1996) نحو 1600 جريح؛ وبلغ عدد جرحى الانتفاضة الثانية (29 أيلول 2000 - 31 كانون أول 2008) نحو 35,099 جريحا.
وبلغ عدد الجرحى في عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة عام 2008، نحو 5450 جريحًا، وفي عدوان عام 2012 نحو 1526 جريحا؛ وفي عدوان 2014 حوالي 11 ألف جريح، حسب إحصائيات وزارة الصحة.
كما رصد الجهاز المركزي للإحصاء 1400 إصابة في القدس عام 2018، في حين سجلت نحو 8300 إصابة عقب الإعلان الصادر عن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب بنقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس في 2017.
ووصل إلى 9,520 عدد الجرحى في قطاع غزة منذ انطلاق مسيرات العودة في آذار / مارس 2018 وحتى أواخر تموز / يوليو 2018،
ــــ
م.ر/ ر.س