غزة 15-5-2022 وفا- ريما سويسي
ببراءة وعيون يملؤها الشغف، تتحسس الطالبتان لمار ويارا (في الصف الثامن) من مدرسة المتميزون الحديثة في غزة، الروبوت البشري الذي تم تصنيعه على يد مجموعة من المهندسين لدى المدرسة كأول روبوت بشري من نوعه يتم تصنيعه في غزة لأغراض علمية لدى مؤسسة تعليمية.
تقول لمار "هذا الروبوت البشري تعود فكرة اختراعه إلى اليابان، وقد ساعد اليابانيون في أمور كثيرة منها ما تم الاستفادة منه في دور المسنين والجامعات".
وحول كيفية تجهيز هذا الروبوت توضح لمار "لقد نفذنا فكرة الروبوت تحت إشراف مهندسين أكفاء، بينما كل الأدوات التي احتجناها كانت متوفرة في المدرسة، لدينا حاليا روبوت ذو مميزات عدة وهو مثقف جدا ولديه ذكاء ويتعاون بتنفيذ أوامر كثيرة عبر تابلت التحكم به".
وتضيف: "هذا الروبوت هو نتاج سنوات من تعلم التكنولوجيا، فمنذ سنواتنا الأولى في المدرسة تم تعليمنا على أسس التكنولوجيا والميكانيكا الهندسية وها نحن نقطف ثمار كل ما تعلمناه".
أما يارا فقد بدأت حديثها بالقول: "أصبحنا شديدي التعلق بهذا الروبوت وأصبحنا نتعامل معه على أنه أحد أفراد العائلة ولا أدري ماذا سيحصل لنا حين يبدأ في التحدث إلينا والتفاعل مع مشاعرنا البشرية".
وتضيف: "نحن الآن في مرحلة أن يتعلم الروبوت المشي وقراءة مشاعر الطالب قبل دخوله للمدرسة".
وتعد مدرسة المتميزون الحديثة أول مؤسسة تعليمية في غزة وعلى مستوى الشرق الأوسط التي تخترع هذا الروبوت، وهو إنجاز المدرسة بعد سنوات من تعليم الطلاب على التكنولوجيا والشغف تجاه ما تحمله للمستقبل من فوائد.
وتأمل يارا وفقا لحديثها أن "نصل لمرحلة يتمكن فيها الروبوت من تنفيذ أكثر من أمر ووظيفة بأفكار جديدة".
وحول فكرة الروبوت، يقول مدير مركز المتميزون للإبداع والابتكار المهندس ماجد أبو الهنود: "هذا الروبوت هو نتاج توجه مؤسسة المتميزون التعليمية نحو العمل ضمن مجال الروبوتات البشرية وهو مجال عالمي وله مستقبل كبير جدا".
ويضيف: "من خلال هذه الرؤية قرر مجلس إدارة المؤسسة اختيار ثلاثة نماذج للعمل في مجال الروبوتات، الأول وهو النموذج الياباني ضمن مصادر مفتوحة المصدر، وهذا الفريق الذي عمل على إنجازه تم بالتعاون مع أكثر من مهندس لبناء المجسم لديه، ومن ثم فريق برمجي وتقني من داخل المركز مكون من طالبتين لدينا بالإضافة على مهندسين من المركز للانطلاق في المرحلة الثانية لبناء الأكواد البرمجية وتشغيل هذا الروبوت ليؤدي خدمات تسويقية وتعليمية".
أما الجزء الثاني هو الروبوت الفرنسي اسمه "ON MOVE"، وهو روبوت ذكي جدا يعمل بالذكاء الاصطناعي، وسيستمر المشروع لمدة ثلاث سنوات لبناء هذا الروبوت، وسيتناوب عليه مجموعة كبيرة من الطلاب منهم من هو للبرمجة ومنهم من هم للبناء وغيره من الأوامر وفقاً لحاجة الروبوت".
وتتحمل المدرسة تكاليف عالية جدا لإتمام تصنيع هذه الروبوتات، والسبب يعود إلى الحصار الإسرائيلي الذي يمنع دخول بعض المواد والأدوات المهمة في عملية التصنيع والتي تضطر المدرسة للاستعانة ببعض المهندسين لتصنيعها محليا في خطوة للتغلب على تبعات هذا الحصار الخانق.
والجزء الثالث هو تنظيم مسابقة رياضة الروبوتات وهي لأول مرة يتم تنظيمها في فلسطين على يد مؤسسة تعليمية، حيث تم بناء 38 روبوتا ضمن ثلاثة مساقات ضمن معايير الجمعية العربية للروبوت العالمية، وتم تنفيذ أوسع مسابقة لمدة يوم كامل شارك فيها 200 طالب وفاز فيها أكثر من طالب أسوة بالمسابقات الدولية المتعارف عليها عربيا ودوليا".
وتقوم المدرسة منذ السنوات الأولى للطلاب بتعليمهم أسس البرمجة ومهارات مستقبلية، وتسعى في الفترة القادمة إلى تبني مشروع ضخم جدا سيكون متاحا لطلاب خارج مؤسسة المتميزون له علاقة بمهارات المستقبل من روبوتات وعلم فضاء وغيرها من المجالات العلمية الحديثة.
وفيما يتعلق بأهمية هذه الروبوتات تقول مديرة المدرسة ديانا سكيك "الروبوت سيفيد الطالب والمعلم في الجانب التعليمي وفي الجانب الخدماتي، والأهم أننا ذاهبون نحو مستقبل سريع جدا، لذلك يجب أن نجهز أطفالنا للتعامل معه".
وتضيف: "الروبوتات خلال سنوات قليلة جدا ستكون رفيقة الإنسان في كل حياته شئنا أم أبينا مثل الهاتف المتنقل الذي كان صرخة من الابتكار ثم تحول لشيء عادي وهكذا الروبوت كما سيكون لديك روبوت في البيت في المدرسة في السيارة".
وتقول: "نحضر جيل المستقبل في مدرسة المتميزون ليكونوا نخب متميزة قادرة على الإبداع والابتكار لمنافسة طلاب العالم، فالطالب لدينا يتعلم الميكانيكا لأن الروبوت عبارة عن مجموعة من القطع الهندسية ونحن نعلم الطالب كيفية برمجة الروبوت لأنه عبارة عن تعليمات برمجية نعطيها للروبوت وهو بدوره عليه التنفيذ".
"نفذنا روبوتات لمصانع السيارات ونماذج لروبوتات تم إرسالها إلى الفضاء، فكرة الروبوت البشري هي فكرة المدرسة منذ أكثر من عامين وخلال شهر أنجزنا في ظل الظروف الصعبة وهي النسخة اليابانية أما النسخة الثانية الفرنسية وهي نسخة أكثر ذكاء من النسخة اليابانية وأكثر تعقيدا، ويحتاج عملا وتركيزا أكبر"، وفقا لحديثها.
وتختم سكيك حديثها بالقول "الطلاب مبهورون بهذه التجربة بما تحمله من مغامرات نحو المستقبل فهم يواصلون الليل والنهار كي يستفيدوا من هذه العلوم الرقمية".
ــ
ف.ع