الناصرة 16-5-2022 وفا- يحيى جبارين
ما زال أهالي الشهداء الذين ارتقوا في الأحداث التي شهدها شهر أيار/ مايو الماضي في أراضي الـ48، يعيشون أجواء الحزن والفقد مع حلول الذكرى السنوية الأولى لاستشهادهم.
وقالت والدة الشهيد محمد كيوان، السيدة ليلى في حديثها مع "وفا"، إن عاما "مر على استشهاده وكأن الحادثة وقعت البارحة، فالأيام تمر بسرعة البرق. انتظر منه اتصالا أو زيارة خاطفة. جرحي يزيد يوما بعد يوم، حادثة استشهاد محمد ألقت بظلالها علينا فالحزن عم البيت، وفرحة البيت لم تعد كما كانت قبل فكل شيء تغير منذ استشهاد محمد".
ودعت "الأمهات الى ان يتقربن من ابنائهن. لم أكن مجرد أم بل كنت صديقة له، كنا نمازح بعضنا دائما. تحدثت اليه كثيرا، ورغم ذلك أشعر أنني لم أكتف من ذكرياتنا وأريد المزيد. على الأمهات محاولة التقرب من الأولاد لأن الحياة ليست مضمونة، لم أتخيل للحظة أن يستشهد محمد، كنت أتوقع مماتي انا وليس ابني".
وعبر محمود يوسف كيوان وهو والد الشهيد محمد عن حزنه لاستشهاد ابنه. وقال لـ"وفا" إن "رحيل محمد أثر علينا كثيرا، لم نستوعب ان ابننا قد استشهد، لكننا نحمد الله على كل شيء".
وتابع: "محمد كان زهرة البيت ومنذ ذلك الوقت نخاف كثيرا على اخوته فحالتهم النفسية صعبة للغاية".
وأضاف: "قاتل الشهيد مجرم ويجب أن ينال عقابه، للأسف سلطات الاحتلال حرمتني من محمد حيث كنت استعد لتسجيله في الجامعة وتحقيق حلمه، الا اننا لا نختلف عن باقي شعبنا الفلسطيني ففي كل بيت هناك جريح أو شهيد أو أسير".
ولم تصدق مروة حسونة أرملة الشهيد موسى مالك حسونة ان زوجها رحل. وقالت لـ"وفا"، "بعد مرور عام على استشهاد موسى، ما زلت أعيش الصدمة وكأن الوجع موجود داخل قلبي والجرح يزيد مع مرور الأيام. صعب جدا الفراق علي وعلى ابنائي. السنة كانت صعبة من جميع النواحي الاجتماعية والنفسية والاقتصادية".
وأوضحت: "بعد الحادثة، فهمت مكانتي وفهمت واقعنا وعرفت كيف ينظر الاحتلال لنا، كما بات هناك وعي أكبر حيال القضية الفلسطينية من قبل جميع الفلسطينيين داخل أراضي العام 48 وأن دمنا رخيص".
وأنهت حديثها: "هناك سهولة بالضغط على الزناد، فعندما يدور الحديث عن الفلسطينيين، فهم يقتلون بكل دم بارد. قضية موسى ليست حكرا على عائلة حسونة وعلى اللد بل هي قضية فلسطين بأكملها، القاتل لم يستهدف موسى لكونه موسى بل لكونه عربيا فلسطينيا".
وأكدت عضو بلدية اللد فداء شحادة في حديثها مع "وفا": نحن جزء من مجتمع فلسطيني وننظم شهريا وقفات احتجاجية لتخليد ذكرى موسى حسونة وكل الشهداء الذين ارتقوا اثناء أحداث أيار، ومن المهم فضح هذه العنصرية والحديث عنها من خلال استمرار الفعاليات".
ــــــ
/ي.ط