أهم الاخبار
الرئيسية ثقافة
تاريخ النشر: 13/03/2023 06:21 م

"محمود درويش للإبداع" يحصدها مارسيل خليفة وسلمى الخضراء الجيوسي وإيزابيلا أفليتو

 

رام الله 13-3-2023 وفا- أعلنت مؤسسة محمود درويش، فوز الشاعرة والمترجمة الفلسطينية سلمى الخضراء الجيوسي، والموسيقار والفنان اللبناني مارسيل خليفة، والمترجمة والأكاديمية الإيطالية إيزابيلا كاميرا دي أفليتو، بجائزة محمود درويش للإبداع في دورة عام 2023.

وقال عضو لجنة الجائزة، موسى خوري، في حفل إعلان الجائزة في متحف درويش في رام الله، إن الجيوسي فازت عن فئة المبدع الفلسطيني، بينما خليفة عن فئة المبدع العربي، وأفليتو عن فئة المبدع العالمي.

وبين خوري، مسوغات اختيار الفائزين، متحدثاً عن دور سلمى الخضراء الجيوسي المولودة في مدينة صفد عام 1924 بقيادة مشروع للترجمة عن العربية، قدمت من خلاله مجموعة لافتة من الأعمال إلى قراء الإنكليزية، وقيامها كذلك بترجمة مجموعة من الأعمال الأدبية الفلسطينية والعربية موزعة بين شعر ونثر، علاوة على مساهمتها في حركة التجديد الشعري.

وتمحورت مسوغات فوز مارسيل خليفة، الذي أعلن تبرعه بالمبلغ النقدي للجائزة إلى مؤسسة محمود درويش، وتحديداً إلى جهة تطوير نشاطاتها، حول إنجازاته الموسيقية الكثيرة والمتنوعة، فالموسيقار اللبناني المولود في عام 1950 أغنى التراث الموسيقي والغنائي العربي بإضافات لافتة، وأنتج ألبومات يصل عددها إلى نصف عدد سنوات عمره، كما صدحت موسيقاه وصوته في كل الحواضر العربية والعالمية المتاحة، وحُفر عميقاً في ذاكرة الجماهير العربية، وأثر في وعيها، وأسهم في تثوير ضمائرها وتشكيلها، علاوة على كون خليفة خص الشعر الفلسطيني بإبداعه، فمحطات مساره الموسيقي مؤثثة بنصوص من هذا الشعر عموماً، وبشعر محمود درويش على وجه التعيين، ولدقة اختياره للكلمة، ولمساهمته في التطوير الموسيقي، ولالتزامه الوطني واختياراته الواعية للشعر الإنساني، ولارتباط تراثه بالقضية الفلسطينية، وللثنائية الفريدة التي تحققت بينه وبين درويش.

أما منح إيزابيلا كاميرا دي أفليتو الجائزة فكان لعملها الأكاديمي في حقل الأدب العربي الحديث، مع تركيز لافت على دراسة الأدب الفلسطيني وترجمته، هي الأستاذة في جامعة سابينزا بروما، حيث نقلت إلى الإيطالية مجموعة من الأعمال الأدبية الفلسطينية المكرسة لغسان كنفاني، وإميل حبيبي، وتوفيق فياض، كما ألّفت وقدّمت وحرّرت مجموعة كبيرة من الكتب والموسوعات المتخصصة في الأدب الفلسطيني والأدب العربي الحديث، كما نظمت العديد من ورشات العمل والمؤتمرات في إطار اهتمامها بالأدب العربي عموماً، والأدب الفلسطيني خاصة.

وعبّرت دي أفليتو، التي قدمت من إيطاليا خصيصاً للمشاركة في حفل توزيع الجوائز، في كلمتها، عن تأثرها العميق لكونها في فلسطين، وتحديداً في مدينة رام الله، ولكونها حصلت على جائزة مرموقة تحمل اسم شاعر كبير مثل محمود درويش، مشيرة إلى أنها لم تكن تتوقع فوزها بالجائزة التي سمعت عنها الكثير ذات يوم، وإلى أنها كانت مخطئة باعتقادها أن لا أحد في فلسطين، وربما على المستوى العربي، يعرف ما قدمت وتقدم، مشددة على دور الترجمة في مد جسور السلام ما بين الشعوب، وعلى أهمية الأدب في تعزيز هوية أي شعب، والتعبير عن تطلعاته وهمومه، وأنه يكتسب أهمية خاصة في الحالة الفلسطينية.

من جانبه، استذكر الفنان مارسيل خليفة عديد الحكايات مع درويش، مقدماً عبر فيديو مسجّل مقطوعة أدبية، عبّر فيها عن حالة الفقدان التي يعيشها منذ رحيل صديقه الشاعر الفلسطيني الكوني، وخاصة في الثالث عشر من آذار كل عام.

وشددت سلمى الخضراء الجيوسي، في الكلمة التي قرأتها بالنيابة عنها، عادلة العايدي هنية، المدير العام للمتحف الفلسطيني، على أهمية درويش كشاعر وطني وعالمي، وعلى أهمية الأدب والترجمة، بحيث قالت فيما بعد قصيدة "كم خسرت": كم يسعدني استلام جائزة محمود درويش للإبداع، الجائزة التي تُمنح بالوطن باسم شاعرنا الذي تكلم باسم فلسطين، وأطلق صوتاً شعرياً فذاً ونادراً ومُجدداً، فعندما يتبدد الدفق الغنائي عند الشعراء وتتعثر الإيقاعات التي تحافظ على استمرارية الخلق الشعري وعلى توقّد الخيال المُبدع، يظل درويش أبداً قادراً على التعبير عن شعرية متوهجة لا تعرف الفتور، وتظل تلك الإيقاعات ملكه وثورته السابغة، متحفظة بالحافز الشعري، رغم عدوان الحياة حول الشاعر، وقسوتها التي لا تكلّ، فعبقرية درويش الشعرية تبدو لنا كأنها نبع يصب في بحر لا ينتهي، كما أن اللحظة الدرويشية لا تموت أبداً.

من الجدير بالذكر أن لجنة التحكيم لجائزة محمود درويش للإبداع عن دورة عام 2023، تشكلت من: د. إبراهيم السعافين من الأردن رئيساً، والشاعر طاهر رياض من الأردن، ود. موسى خوري من فلسطين، ود. هيثم الحاج علي من مصر، ود. يمنى العيد من لبنان، والشاعر والإعلامي عبده وازن من لبنان، ود. علي جعفر العلاق من العراق.

ـــــــ

ي.ن

 

 

مواضيع ذات صلة

اقرأ أيضا