رام الله 13-6-2023 وفا- كلمة رئيس تحرير "الحياة الجديدة"
على ما يبدو أنّ حركة حماس دخلت في طور الإعداد لشؤون الهدنة طويلة الأمد، هذه التي ما عادت الأسئلة بشأنها غير أسئلة المصير، وقد طرحها –حديثًا- وزير الثقافة الأسبق إبراهيم أبراش، على نحو بالغ الوضوح، في مقالة له، حملت جوابًا في سؤال عنوانها البليغ "هل تستحق دويلة غزة كل هذا الثّمن الفادح..؟" والثمن تسهيلات استهلاكية غايتها الاستراتيجية في المحصلة، الإطاحة بالمشروع الوطني الفلسطيني، واقعًا وتطلُّعًا، وقبل ذلك، دمًا عزيزًا، وتضحيات جسيمة ...!!
دخلت حماس في طور الإعداد لهذه الهدنة، وهي تعلن أنها تعمل على دمج "الحالات العسكرية" في قطاع غزة، وتحويلها إلى "عشرة أجنحة عسكرية، وأن أية مواجهة مقبلة (...!!) مع الاحتلال، ستكون بقرار جماعي، ومدروس، من غرفة العمليات المشتركة ...!! "هذا ما أعلنه عضو المجلس العسكري الحمساوي، أيمن نوفل، الذي باتت فصائل المقاومة عند حركته مجرد "حالات عسكرية" سيجري تجنيحها في حظائر وسرايا، مثل جيش نظامي، لدويلة هزيلة، بهيئة أركان وقيادة حمساوية، لا بغرفة عمليات مشتركة ...!!
لا نرى في إعلان نوفل هذا، غير هذا الإعداد الحمساوي لشؤون الهدنة طويلة الأمد، ولا نرى مصادفة أن يأتي هذا الإعلان، في الذكرى السادسة عشرة للانقلاب الذي ارتكبته حماس بالعنف الدموي ضد الشرعية الوطنية، وحققت به الانقسام البغيض، الذي كان واضحًا أنه، ومنذ لحظته الأولى، ساعٍ وراء هذه الغنيمة الفاسدة، التي اسمها "هدنة"، التي لن تعمل إسرائيل مع حركة حماس، سوى على محاولة جعلها دائمة، لعلها تُجهز بها تمامًا على المشروع الوطني الفلسطيني، مشروع الحرية والعودة والاستقلال ..!!
هل ستقبل فصائل المقاومة في غزة، أن تكون مجرد حظائر وسرايا، في تشكيلات حماس هذه..؟؟ من الواضح أنّ هذا الإعلان الحمساوي، ليس مشروعًا، ولا مقترحًا، بقدر ما يتضح بصيغته التفصيلية، كقرار له صيغةُ الإلزام، وإذا ما بات ذلك ممكنًا، عندها على المقاومة هناك السلام ...!! لكن سنظل نحن هنا مع أهلنا الصامدين في قطاع غزة المكلوم، نقاوم تحت راية لا دولة في غزة، ولا دولة من دون غزة، وعلى المتآمرين ستدور الدوائر.
ـــــــــــــــ
ف.ع