القاهرة 11-10-2023 وفا- انطلقت، اليوم الأربعاء، أعمال الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية في دورة غير عادية برئاسة المغرب، الرئيس الحالي لمجلس الجامعة.
ويبحث الاجتماع، سبل التحرك السياسي على المستوى العربي والدولي لوقف العدوان الإسرائيلي الخطير على قطاع غزة، ومساءلة مرتكبيه وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، وتحقيق السلام والأمن المرتكزين على القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
ويعقد الاجتماع غير العادي لوزراء الخارجية العرب بناء على طلب دولة فلسطين بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في القاهرة، بحضور الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، وعدد من الأمناء المساعدين، لمواجهة التصعيد الإسرائيلي غير المسبوق في قطاع غزة، الذي يستهدف قتل وإرهاب المدنيين وتدمير الأبراج السكنية والبنية التحتية الفلسطينية، إضافة إلى تصاعد الاقتحامات الإسرائيلية للمدن والقرى والمخيمات الفلسطينية وسياسة الاغتيالات، بهدف الإمعان في قتل أبناء الشعب الفلسطيني وكسر إرادتهم وتدمير مقدراتهم وممتلكاتهم.
وترأس وفد دولة فلسطين في أعمال المجلس الوزاري الطارئ، وزير الخارجية والمغتربين رياض المالكي، بحضور مندوب دولة فلسطين بالجامعة العربية السفير مهند العكلوك، ومساعد الوزير للشؤون العربية السفير فايز أبو الرب، والمستشار أول تامر الطيب، والمستشار أول رزق الزعانين، والمستشار جمانة الغول، والملحقين الدبلوماسيين ماهر مسعود، وعلا الجعب، من مندوبية فلسطين.
وعقد وزراء الخارجية العرب قبيل انطلاق أعمال الدورة غير العادية، جلسة تشاورية بحضور وزير خارجية المغرب "رئيس الدورة الحالية لمجلس الجامعة العربية"، والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ووزراء الخارجية العرب، وذلك للخروج بقرار يؤكد ضرورة إنهاء العدوان الإسرائيلي على قطاع، وإرسال رسائل عاجلة للأمم المتحدة، والمجتمع الدولي للتمسك الكامل بالقضايا المبدئية لضرورة إنصاف ودعم حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة، وإنهاء الاحتلال، والتمسك بمبادرة السلام العربية لعام 2002 بعناصرها كافة.
أبو الغيط: العقوبات الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة "مرفوضة ومدانة"
قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إن العقوبات الجماعية التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة "مرفوضة ومدانة في القانون الدولي".
وأضاف أبو الغيط في كلمته "لن يجلب الاستقرار بل سيدخلنا في المزيد من دوامات العنف والدم"، مؤكدًا "التضامن مع الفلسطينيين في قطاع غزة الذين يتعرضون اليوم لمجزرة يتعين إيقافها فورا، وإدانتها بأشد العبارات".
ودعا الأمين العام إلى وقف فوري لإطلاق النار، وإلى وقف هذا التصعيد الخطير، "حتى لا ننزلق إلى ما هو أشد خطورة، وبما يُعرض استقرار المنطقة بأسرها إلى تهديد جسيم".
وأشار إلى أن مجلس الجامعة "عبّر مرارا خلال الأعوام الماضية عن مواقف واضحة تحذّر من اقتراب الأوضاع في فلسطين المحتلة من حد الانفجار"، لافتًا إلى أن "التصعيد الجاري ليس وليد اليوم، ولكن له أسبابه الجذرية المعروفة للجميع من إنكار الحقوق الفلسطينية، واعتبار الفلسطينيين من كل الألوان السياسية، في الضفة الغربية أو في غزة مشكلة أمنية لا أكثر، وخلق نظام للاحتلال يقوم فعليا، وبشهادة الجميع، على نظام الأبارتهايد والقضاء على حل الدولتين كل يوم عبر الاستيطان المستمر وقضم الأراضي".
وأضاف: "هذا كله أدى إلى خنق الأمل في أي أفق سياسي، وأوصلنا إلى النقطة المؤسفة والخطيرة التي نقف عندها اليوم".
وأوضح أن "الدول العربية تبنت عبر السنوات الماضية، طريقا لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس مبادرة السلام العربية، ووفق صيغة الدولتين"، مؤكدًا أنها "الصيغة الوحيدة التي توفّر الأمن والسلام للجميع والاستقرار للمنطقة".
وتابع أبو الغيط: "لكن للأسف، اعتبرت إسرائيل أن الاستيطان مقدمٌ على السلام، وأن الاحتفاظ بالأرض أهم من صيانة المستقبل للأجيال القادمة، وأن الوضع القائم يمكن أن يستمر للأبد، وأمعنت حكومتها في قمع الفلسطينيين واستفزازهم، وأطلق بعض رموزها العنان لخطاب الكراهية والتحريض".
وقال أمين عام الجامعة العربية: "هناك طريق يوفّر حياة كل المدنيين، إنه المسار الوحيد العقلاني الذي يصون الحياة والأمن والمستقبل لأبناء الشعبين: إنهاء الاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".
وأعرب عن تطلعه "لليوم الذي ينعم فيه الجميع، في فلسطين وإسرائيل، بالأمن والكرامة والحرية في دولتين تعيشان جنبًا إلى جنب في أمن وسلام"، مؤكدًا أنه "لا مهرب من استحقاقات السلام، وأن انسداد الأفق السياسي لن يُفضي سوى لجولات متكررة من العنف وانعدام الاستقرار".
وزير خارجية الجزائر: لا بد من تكثيف الجهود لتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني والسعي لإحياء عملية السلام
قال وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، لا بد من تكثيف الجهود لتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني والسعي بصفة جماعية لإحياء عملية السلام على أسس المراجع الواضحة التي حددتها الشرعية الدولية.
وأضاف عطاف في كلمته، اننا نجتمع اليوم، وأهلنا في فلسطين المظلومة، وفي قطاع غزة المغبونة، يواجهون عدواناً غاشماً من قبل الاحتلال الصهيوني الذي ظن، مخطئاً ومتوهماً، أن الشعب الفلسطيني شعب مغلوب على أمره، وأنه شعب استسلم للأمر الواقع، وأنه شعب قبل، مرغماً ومكرها بالآفاق المسدودة فلقد أخطأ الاحتلال الحساب وأساء التقدير.
وتابع، اننا نجتمع اليوم، وقلوبنا تتفطر حزناً وألماً وأسى أمام مشاهد الإجرام والتقتيل والتنكيل بالمدنيين الفلسطينيين، وأمام بعض المواقف الدولية المشينة التي تأبى إنصاف هذا الشعب الأبي بنسيانها أو تناسيها لب الصراع برمته وبإنكارها وتجاهلها لطبيعة الاحتلال الصهيوني.
وأردف، إننا نجتمع اليوم وشعوبنا العربية تنحو بأنظارها صوبنا وتشخص أبصارها على مداولاتنا، وهي التي تنتظر منّا موقفاً موحداً، موقفاً يعيد الاعتبار لثوابت الأمة العربية في دعم قضيتها المركزية، وموقفاً يفضح ازدواجية المعايير في تعامل المجتمع الدولي مع أعدل قضية على وجه المعمورة، وموقفاً يواجه المغالطات والمساومات التي يُرادُ فرضها في التعامل مع الفعلِ ورد الفعل.
وقال، في ظل هذا الوضع الرهيب والخطير، ومثلما أكد ذلك الرئيس عبد المجيد تبون، فإن الجزائر تُجدد تضامنها اللامحدود مع الشعب الفلسطيني الباسل، وتعرب عن إدانتها الشديدة للاعتداءات الاجرامية التي يتعرض لها، وتكرر مطالبتها الملحة بالتدخل الفوري للمنظمات والهيئات الدولية لحماية المدنيين الفلسطينيين من شراسة العدوان الصهيوني.
وقال، إن أوضاعاً لا تطاق، حيث تفرض على الجامعة العربية المبادرة الفورية بتعبئة كل الهيئات الدولية المعنية، بما فيها الهيئات القضائية، من أجل ردع هذه السياسات والتصرفات والممارسات المقيتة، ووضع حدٍّ لها، وفي ذات السياق، تؤكد بلادي أن هذه الأوضاع تفرض على المجتمع الدولي الاعتراف بجملة من الحقائق الصادمة التي لا مناص منها: تكمن في أن الشعب الفلسطيني قد ضاق ذرعاً بحالة اللامبالاة الدولية أمام ما يعانيه من اضطهاد وظلم وطغيان، وأن الشعب الفلسطيني قد نفذ صبره بعد إضاعة أكثر من خمس وسبعين سنة في انتظار تمكينه من ممارسة حقوقه الوطنية المشروعة وغير القابلة للتصرف أو التقادم في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، يجسدها الغياب الرهيب للقضية الفلسطينية من أولويات أجندة العمل الدبلوماسي الدولي الذي تنكَّر لمسؤولياته وتنصل لواجباته، والذي لم يسجل أي مبادرة جدية وجادة للسلام على مدار العقدين الماضيين. فمما لا شك فيه، أن المجموعة الدولية غاب عنها صواب الاستنتاجات، حين خلصت، وبطريقة مغلوطة، إلى أن السلام في الشرق الأوسط لم يعد أولوية قصوى، أو انشغالاً بارزاً، أو حاجةً ماسة.
وأكد عطاف أن الحقيقة تكمن في التراجع الحاد لآفاق وفرص تجسيد حل الدولتين على أرض الواقع في ظل تواصل الاحتلال وضم الأراضي الفلسطينية وبناء المزيد من المستوطنات الصهيونية على أشلاء ساكنيها الفلسطينيين الأصليين، وتتمثل في السياسات العنصرية المقيتة التي يواصل الاحتلال الصهيوني فرضها في مدينة القدس المحتلة وفي مساعيه الرامية لطمس هوية هذه المدينة المقدسة وتغيير الوضع القائم بها عبر تزوير الحقائق وتغيير المسميات، وبعبارة واحدة المشروع الكبير لتهويد القدس، تكمن في المحاولات الواهمة والعبثية للفصل بين مسألتي السلام في الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية، بشكلٍ يجافي الوقائع التاريخية والمرجعيات الرئيسية لحل الصراع العربي- الاسرائيلي، بما في ذلك قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، التي تؤكد كلُّها أن تحقيق السلام في الشرق الأوسط يبقى مرهوناً بضمان حلٍّ عادلٍ ودائمٍ ومستدامٍ للقضية الفلسطينية، حل ينصف الشعب الفلسطيني وينهي الإجحاف الذي طال أمده بحق شعب أصيل ومتأصل في أرضه.
شكري: واهمٌ من يعتقد أن الأمن والاستقرار والتعايش بين شعوب الشرق الأوسط يمكن أن يتحقق دون إنهاء أطول احتلال
ومن جانبه قال وزير الخارجية المصري سامح شكري إن القضية الفلسطينية دخلت منحى جديداً خلال الأيام الماضية ويشهد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي منعطفاً خطيراً سيكون له تأثيره على الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي على حد سواء بل قد تؤثر على شعوب المنطقة برمتها إذا لم يتم احتواء تدهور الأوضاع وحلقات العنف في التوقيت المناسب
واضاف شكري في كلمته، اننا نجتمع اليوم على خلفية تصعيد غير مسبوق شهدته إسرائيل ويشهده قطاع غزة نتج عنه سقوط المئات من الضحايا والمصابين؛ وما زالت الأعداد في تزايد وإنني إذ انتهز هذه المناسبة لأؤكد في بداية كلمتي رفضنا وإدانة تعرض المدنيين -أي مدنيين- إلى هذا المستوي من القتل والعنف والقصف... كما أؤكد أهمية إيلاء الأولوية الأولى إلى وقف هذا النزيف من الدماء البريئة وضرورة توفير الحماية للمدنيين وإدانة ورفض تعرضهم للاستهداف تحت أي ذريعة وكذلك توفير النفاذ الآمن للمساعدات الإنسانية وفقاً للأعراف والقوانين الدولية بل ووفقاً لأبسط مبادئ وقيم الإنسانية.
وأكد أن مصر ستواصل خلال الفترة المقبلة اتصالاتها بجميع الأطراف الإقليمية والدولية وطرفي النزاع من أجل العمل على احتواء هذا التصعيد غير المسبوق، داعيا المجتمع الدولي بدوله ومنظماته للعمل من أجل تنفيذ هذا الهدف حقناً للدماء كأولوية أولى وللحيلولة دون امتداد المواجهات الحالية بصورة تهدد بإشعال الأوضاع في المنطقة؛ وتعريض شعوبها لويلات حرب موسعة يصعب تصور مداها.
وأكد شكري ان قسوة المشاهد التي رأيناها في الأيام الماضية لا تحتاج إلى تفسير فهي نتيجة حتمية لإهمال التعاطي الجاد مع القضية الفلسطينية واستمرار حالة الجمود السياسي وتراجع الاهتمام الدولي والاكتفاء بإدارة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي دون العمل على تسوية شاملة وعادلة تضمن رفع الظلم الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني على مدار العقود الماضية فإن استمرار الانتهاكات والإجراءات أحادية الجانب في الأرض الفلسطينية المحتلة وإصرار الحكومة الإسرائيلية على تغييب أي أفق لاستئناف العملية السياسية
مع الجانب الفلسطيني رغم ما بذل من جهود في أكثر من مسار ومبادرة قد أفقد قطاع واسع من الشعب الفلسطيني الأمل في استعادة حقوقه كما أتى هذا التصعيد الأخير على خلفية تصاعد وتيرة التحريض والاقتحامات العسكرية لمدن الضفة وهدم المنازل وتهجير الفلسطينيين والتوسع الاستيطاني في الأراضي المحتلة وارتفاع مُعدلات عُنف المستوطنين ضد الفلسطينيين والانتهاكات غير المبررة للوضع القائم بالمقدسات في مدينة القدس بما في ذلك المسجد الأقصى المبارك.
وشدد الوزير شكري، واهمٌ من يعتقد أن الأمن والاستقرار والتعايش بين الشعوب في منطقة الشرق الأوسط يمكن أن يتحقق دون إنهاء أطول احتلال في العصر الحديث وهو الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وبما يضمن استعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه المشروعة غير القابلة للتصرف وعلى رأسها حقه في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة على خطوط الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وإيجاد حل عادل وشامل لقضية اللاجئين الفلسطينيين.
وقال، إنه خلال اجتماعنا اليوم يعيش أهل قطاع غزة مأساة حقيقية تحت القصف وتحت الحصار والتجويع الذي يتناقض مع القانون الدولي الإنساني بلا كهرباء أو غذاء أو مياه نظيفة فإن أهل القطاع يتم إجبارهم على هجر منازلهم ومنهم من هجرها خوفاً على حياته وحياة أطفاله فلاقى ربه تحت القصف في وجهته الجديدة وإننا نطالب بعدم التعرض للمدنيين من أطفال ونساء وشيوخ ورجال بصرف النظر عن الدين أو العرق أو الجنس، فإننا نحمل إسرائيل المسؤولية الكاملة عن مصير قطاع غزة وعن سياسة العقاب الجماعي العشوائي التي تتبعها في انتهاك صارخ للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
وطالب شكري، إسرائيل بالالتزام بمسؤولياتها القانونية وفقا لاتفاقيات جنيف باعتبارها الدولة القائمة بالاحتلال كما نطالبها باتخاذ كافة الإجراءات التي تضمن النفاذ الإنساني وحماية المدنيين الفلسطينيين العُزّل قبل أن تصل الأزمة إلى كارثة إنساني كما طالب جميع الأطراف بلا استثناء بتغليب صوت العقل في هذه المرحلة الحرجة وتجنيب انزلاق المنطقة إلى هاوية سيصعب الخروج منها.
كما شدد كذلك على رفضنا الكامل لأي محاولات لتصفية القضية الفلسطينية بالوسائل العسكرية أو التهجير على حساب دول المنطقة، وتؤكد مصر أنها ستظل على موقفها الداعم للحق الفلسطيني المشروع في أرضه ونضال الشعب الفلسطيني.
يتبع...
ــــــ
ع.و/ م.ع