أهم الاخبار
الرئيسية تقارير وتحقيقات
تاريخ النشر: 23/09/2020 02:20 م

عبير الخضور أول كاتبة تباليغ في فلسطين

الخليل 23-9-2020 وفا- ساهر عمرو

عبير الخضور أول فتاة فلسطينية تعمل بوظيفة كاتبة تباليغ في المحاكم الفلسطينية، منذ شهر ونصف كسرت عبير ما جرت عليه العادة، واستلمت ابنة الـ(24 عاما) الحاصلة على دبلوم الإدارة وأتمتة المكاتب، عملها في محكمة بداية الخليل، كأول كاتبة تباليغ في فلسطين.

تقول الخضور: "على الرغم من معرفتي بما جرت عليه العادة باقتصار هذه الوظائف على الذكور، إلا أنني تمسكت بحقي بالتقدم والمنافسة، بعد الإعلان عنها من قبل ديوان الموظفين".

واستطاعت عبير أن تجتاز امتحان التوظيف والمقابلة الشخصية، متفوقة على ما يقارب 150 متنافسا، كانت هي الفتاة الوحيدة بينهم، بعد انسحاب فتاتين من المنافسة ومعرفتهن بطبيعة العمل الميدانية.

يقول فادي الصوص، رئيس دائرة التبليغات بمحكمة بداية الخليل والمسؤول المباشر عن عبير، "نظرا للصعوبات التي تواجه هذه الوظيفة، فقد جرت العادة في جميع المحاكم الفلسطينية على أن يكون كاتب التبليغات ذكرا، فهو عمل ميداني بالأساس، محاط بمخاطر كبيرة وخاصة في مناطق الخليل، فالاحتلال والمستوطنون منتشرون في أجزاء كبيرة من المدينة، يقطعون أوصالها ويشكلون خطرا كبيرا على حياة المواطنين كافة".

 قبل عام ونصف فتحت قوات الاحتلال الإسرائيلي النار على ياسر الشويكي، احد كتبة التبليغات في محكمة بداية الخليل، أثناء تأديته لعمله في منطقة الرأس قرب مستوطنة "كريات أربع"، ليرتقي شهيدا، ولتتناثر حوله التباليغ التي كان يهم بإيصالها لأصحابها.

ويضيف الصوص أن "هنالك نسبة كبيرة من الذين يتعامل معهم كاتب التبليغات هم بالعادة من المخالفين للقانون، ما يصعب من مهمته سواء من حيث الوصول إليهم أو التعامل معهم، الأمر الذي يتطلب امتلاكه مهارات وصفات خاصة، من حيث قوة الشخصية، وتحمل الضغط، والقدرة على التصرف بلباقة وبحكمة".

وعلى الرغم من كل هذه الصعوبات، تمكنت عبير من كسر ما جرت عليه العادة، والحصول على الوظيفة بكل تمكن واقتدار، وهذا ما أكد عليه الصوص بقوله: "في البداية أثار تقدم عبير لهذه الوظيفة استغرابا لدى الجميع، فقد ابلغنا من قبل الإدارة العامة في مجلس القضاء الأعلى بوجود فتاة متقدمة للمنافسة عليها، وانه تم إطلاعها على كافة الصعوبات والظروف المحيطة بهذا العمل، وعلى الرغم من ذلك نجحت عبير باجتياز الامتحان والمقابلة، لتفرض أحقيتها بالوظيفة".

وأخيرا اجتازت عبير تحديات التوظيف، واستلمت مهام عملها بمحكمة بداية الخليل، كأول فتاة فلسطينية تعمل كاتبة تباليغ، لتبدأ بمواجهة تحدٍ جديد في العمل وفي المجتمع.

وعن مدى تقبل المجتمع لقيامها بهذا العمل، تقول عبير: "في البداية كان الأمر غريبا وبدت علامات الاستغراب على وجوه من أقابل، والهمس ببعض عبارات الاستهجان، فهذا عمل مخصص للذكور وهم محقون فقد اعتادوا على ذلك، ولكن سرعان ما تقبلوا الفكرة ودعموها بشكل كبير، وقد ساعدني دعم الأهل في تجاوز هذا الأمر".

وحول تعاون زملائها في العمل معها، أشارت عبير إلى أنها "تعمل ضمن طاقم مكون من 16 موظفا من الذكور، بالإضافة إلى طاقم المحكمة، في البداية تفاجأ الجميع بقدومي وساد جو من الاستغراب والحيرة في كيفية التعامل مع هذا الوضع الجديد، إلا أن الأمور تغيرت بشكل سريع، وتفاعل الزملاء مع وجودي بشكل كبير، وقدموا لي كل الدعم، ورافقني البعض منهم بالعمل الميداني لتعريفي بكيفية العمل، هذا وقد كان لرئيسة المحكمة دوراً أساسيا في سرعة اندماجي بالعمل".

وبعد ما يقارب من شهر ونصف من العمل، أظهرت خلالها إصرارا كبيرا وتميزا واضحا بالعمل، مسجلة نجاحا ملفتا بشهادة من عمل معها من زملاء ومسؤولين، لقد كان لعبير شرف البداية في اقتحام المرأة لمجالات عمل جديدة ، لتكن بذلك نموذجا للإرادة والإصرار والإبداع.

ــــــــــــ

س.ع

  

 

مواضيع ذات صلة

اقرأ أيضا