دمشق 15-3-2023 وفا- في فناء مستوصف بدمشق حيث يعمل متطوعًا، يتدرّب طالب الطب محمد شاشو، على الإنترنت لإتقان اللغة الألمانية، ليتمكن من الهجرة إلى ألمانيا.
منذ بداية الاضطرابات في سوريا عام 2011، أصبحت ألمانيا وجهة حلم لمئات من طلبة الطب السوريين، الذين يتطلعون إلى الاستقرار هناك.
وبينما كان في سوريا معهد واحد فقط للغة الألمانية قبل العام 2011، أصبح لديها الآن أكثر من 80 معهدًا.
وقال شاشو (23 عاما) الذي يدرس في سنته السادسة في كلية الطب في سوريا، إن "اللغة الألمانية صعبة جدا، خاصة أنها لا تدرّس في سوريا من قبل متحدثين أصليين". وأضاف: لكن هذا الجهد يستحق كل هذا العناء وسيتم نسيانه بمجرد أن أتخذ خطواتي الأولى في ألمانيا".
وصل مئات الآلاف من السوريين إلى ألمانيا، خاصة في العام 2015، في ذروة موجة الهجرة الجماعية التي سببتها الحرب.
قام معظمهم بالرحلة دون الحصول على تأشيرة، لأنه من الصعب على السوريين العاديين الحصول على تأشيرة، باستثناء الأطباء الذين يمكنهم الحصول عليها إذا استوفوا شروطًا معينة، بما في ذلك الحصول على مستوى ألماني مرتفع نسبيًا.
وقال طالب الطب جعفر مصطفى، الذي يتعلم اللغة الألمانية، إن كل اصدقائه غادروا أو يستعدون للمغادرة او يفكرون في الأمر. ألمانيا هي "الوجهة الأبسط والأكثر أمانًا (...) هناك جالية سورية كبيرة، ولن أكون خارج المكان".
في المعهد العربي بدمشق، أحد أقدم مراكز تعلّم اللغات الأجنبية في العاصمة السورية، يأتي حوالي 70% من نحو 1000 طالب ملتحق بدورات اللغة الألمانية من خلفيات طبية، كما يقول مدير المعهد، عبد الله صالح.
قبل العام 2011، كان اهتمام الطلبة يتركز بشكل أساسي على تعلّم الفرنسية والإنجليزية، لكن الاتجاه تغيّر منذ العام 2013.
وقال صالح إن "معهد غوته في دمشق، كان المعهد الوحيد المتخصص في تدريس اللغة الألمانية والذي لبى الحاجة بالكامل". وبينما تم إغلاق هذا المعهد، تم افتتاح أكثر من 80 معهدًا آخر.
عمر فتوح، خريج الأدب الألماني في جامعة دمشق، يدرس طلتبه الترجمة الألمانية للمصطلحات الطبية،
مشيراً إلى أن غالبيتهم "طلبة طب أو متقدمون للمّ شمل الأسرة".
وسجل المكتب الألماني للهجرة واللاجئين أكثر من 700 ألف طلب لجوء من مواطنين سوريين منذ العام 2015.
ويبلغ عدد السوريين الذين يعيشون في ألمانيا الآن، حوالي 924000، بعد أن كان عددهم حوالي 118000 في العام 2014.