على مدى السنوات الأربع الماضية على التوالي، حولت الفيضانات غير المسبوقة المرتبطة بتغير المناخ، نحو ثلثي جنوب السودان إلى مستنقعات. تتجلى الكارثة البيئية في أوضح صورها في مدينة بينتيو الواقعة في الجزء الشمالي من البلاد.
منذ العام 2019، غطت الفيضانات مساحة أكبر من الدنمارك، ما أثر على مليون شخص، وماتت قطعان الماشية، وتحوّل 10 في المائة من الأراضي الصالحة للزراعة في جنوب السودان إلى مستنقعات.
وجاءت الفيضانات بعد هطول أمطار قياسية فوق البحيرات الكبرى في دول المنبع، ما دفع كميات هائلة من المياه فوق السهول في اتجاه مجرى النهر. وأصبحت مساحات شاسعة من الأرض مشبعة لدرجة أن المياه الإضافية لم يعد لها مكان تذهب إليه.
أدى الفيضان إلى قطع الطرق الحيوية من مدينة بينتيو، التي كانت تستخدم لجلب معظم طعام المدينة، ويتم الآن نقل الإمدادات بواسطة الزوارق. واضطر المزارعون والرعاة إلى تغيير أسلوب حياتهم بشكل جذري، وهم يجدون صعوبة في كسب لقمة العيش.