أهم الاخبار
الرئيسية من العالم
تاريخ النشر: 01/04/2023 07:14 م

بنّ "روبوستا" الفيتنامي قد ينافس "أرابيكا"

هانوي (فيتنام) 1-4-2023 وفا- قد تكون للبنّ من نوع "روبوستا" سمعة سيئة، وقد يكون ترتيبه متأخراً في تراتبية القهوة بسبب

طعمه المرّ ولونه الباهت، لكنّ مجموعة من المزارعين في فيتنام أخذوا على عاتقهم ردّ الاعتبار له، إذ أن التغيّر المناخي قد يعيد خلط الأوراق.

وتخلّت "تران تي بيك نو" عن مهنتها الأساسية وهي التصميم الداخلي، لتنتقل إلى إنتاج البنّ، مع أنها لم تكن تعرف شيئاً عن  هذا المنتج قبل عشر سنوات، عندما كانت تعمل في مدينة هوشي مينه.

تران البالغة 42 عاماً من العمر، تدير اليوم مزرعتها الخاصة "موري" في مرتفعات فيتنام، حيث تزرع بنّاً من نوع "روبوستا"، تأمل في أن يضاهي بنكهته وجودته حبوب "أرابيكا" التي تتربع في الصدارة.

وقالت نو، زهي في مزرعتها قرب من بليكو وسط فيتنام، إن لحبوب البنّ التي تنبث في أرضها "رائحة الفاكهة والزهور، ومذاق قوي، لكنه حلو".

واضافت "يجب أن يعرف المزارعون الفيتناميون أن من الممكن إضفاء مذاق جيّد على هذه الحبوب".

ويحتوي نوع "روبوستا"، الذي لم يكن لزمن طويل يلقى أي اهتمام من شركات القهوة العملاقة على غرار "ستارباكس"، على ضعف كميّة الكافيين الموجودة في "أرابيكا" تقريباً، وهو موجود في معظم أنواع القهوة السريعة التحضير، وكذلك في بعض أنواع الإسبريسو.

لكنّ "روبوستا" عالق في "حلقة مفرغة تتعلق بالنوعية الرديئة"، وفقًا لماريو فرنانديز من جمعية القهوة "سبيشالتي كوفي أسوسييشن".

وقال: من المألوف أن تكون حبوب "روبوستا" العادية متعفنة أو غير ناضجة أو مصابة بأضرار شديدة بفعل الحشرات، وبالتالي إذ شُربت القهوة المصنوعة منها من دون أي إضافات، لا يكون مذاقها لذيذاً، و"لا أحد يريد أن يدفع أكثر، ولا يوجد حافز لتحسين الجودة".

إلاّ أن لحبوب "روبوستا" مزايا تتفوق بها على منافستها، ومنها أن غلّتها أكثرة وفرة، وأنها أكثر قدرة على تحمّل درجات الحرارة الأعلى.

ويشكّل التغير المناخي مصدر قلق كبير لصناعة القهوة التي يبلغ حجمها مليارات الدولارات، إذ يتوقع العلماء تراجع المحاصيل، وانخفاض مساحات الأراضي الصالح لهذه الزراعة.

وينمو بنّ "أرابيكا" الذي يمثّل نحو 60 في المئة من الإنتاج العالمي على المرتفعات في إثيوبيا وجنوب السودان، ويناسبه متوسط حرارة سنوية يبلغ نحو 19 درجة مئوية.

أما "روبوستا"، فيتأثر كغيره بالاحترار المناخي، لكنّه يستطيع تحمل حرارة تصل إلى 23 درجة، ومن المتوقع أن انخفاض إنتاج "أرابيكا" على المدى الطويل سيدفع الناس إلى إيجاد مصدر آخر للحصول على القهوة.

وأعلنت الحكومة الفيتنامية في تقرير صدر مؤخراً، أن البنّ وفّر أربعة مليارات دولار عام 2022، بزيادة 32% على أساس سنوي، بسبب النقص في بنّ "أرابيكا" من البرازيل التي تعاني أحوال طقس حادة وقصوى.

وقال المُزارع هوانغ هونغ الذي شارك بإنتاجه من بنّ "روبوستا" في معرض "بون ما ثووت" إن القهوة المصنوعة منه "أنيقة" و"مذهلة".

واضاف هونغ (53 عاماً) أن مفتاح التغيير هو قطف حبوب البن يدوياً، وفقط عندما تنضج تماماً.

ويعود إدخال "روبوستا" إلى فيتنام، إلى الفرنسيين الذين جاؤوا به في نهاية القرن التاسع عشر، لكنّ تصدير "روبوستا"  الفيتنامي لم يبدأ إلا في تسعينيات القرن الفائت. وزادت الصادرات من 100 ألف طنّ في البداية إلى نحو مليونَي طن عام 2022.

وتحتل فيتنام المركز الثاني في ترتيب منتجي القهوة في العالم بعد البرازيل، والثاني من حيث إنتاج "روبوستا".

وباتت منتجات "نغوين كوفي سابلاي" التي تتولى تصدير البنّ الفيتنامي إلى الولايات المتحدة، تُباع في محال السوبرماركت الراقية المستوى "هول فودز".

ورأت شركة "دبليو جي إس إن" أن التحول في الموقف تجاه "روبوستا" بدأ بالفعل، فيما أفادت شركة "فولكافيه" بأن "روبوستا" شكّلت 48 في المئة من الطلب العالمي سنة 2022.

وفي مزرعتيهما الجبليتين في المرتفعات الوسطى لفيتنام، بدأ هونغ ونو يلمسان ثمار جهودهما.

وأصبحت منتجاتهما تحظى بتقدير أكبر على المستوى الوطني، وتباع في ألمانيا والولايات المتحدة ودول أخرى في آسيا.

وقال نو "إنه الوقت المثالي لكي تحجز حبوب البن الفيتنامية الدقيقة مكانها في العالم".

 


مواضيع ذات صلة

اقرأ أيضا