ها لونغ (فيتنام) 27-5-2023 وفا- في صباح صيف حار، تجلس "فو ثاي ثينه" على حافة قارب خشبي صغير، وتنتزع قطعة "بوليسترين" من المياه الهادئة في خليج "ها لونغ" في فيتنام.
لم تكن الساعة قد تجاوزت التاسعة صباحًا بعد، لكن خلفها كومة من عوامات الستايروفوم والزجاجات البلاستيكية وعلب البيرة.
إنها العلامة الأكثر وضوحًا للتأثيرات البشرية التي أدت إلى تدهور موقع التراث العالمي لليونسكو، والذي يشتهر بمياهه الفيروزية الرائعة التي تنتشر فيها جزر الحجر الجيري الشاهقة التي تعلوها الغابات المطيرة.
قالت ثينه (50 عاما) التي تعمل في جمع القمامة منذ عقد من الزمان: "أشعر بالتعب الشديد، لأنني أجمع القمامة في الخليج طوال اليوم دون راحة كافية".
وأضافت أن عليها أن أقوم بخمس إلى سبع رحلات على متن القارب كل يوم، لجمع القمامة.
منذ بداية آذار/ مارس، تم جمع 10000 متر مكعب من القمامة كانت تطفو فوق المياه، وفقًا لمجلس إدارة خليج ها لونغ.
تفاقمت مشكلة النفايات بشكل ملحوظ خلال الشهرين الماضيين، حيث أدى مخطط لاستبدال عوامات "الستايروفوم" في مزارع الأسماك ببدائل أكثر استدامة، إلى نتائج عكسية وألقى الصيادون البوليسترين الزائد في البحر.
وكلّفت السلطات 20 زورقا وثمانية قوارب وفريقاً من عشرات الأشخاص ببدء عملية تنظيف مياه الخليج.
أكثر من سبعة ملايين شخص زاروا خليج ها لونغ، على الساحل الشمالي الشرقي لفيتنام، في العام 2022.
وتأمل السلطات الفيتنامية أن يقفز هذا الرقم إلى ثمانية ملايين ونصف خلال العام الجاري.
لكن شعبية الموقع والنمو السريع اللاحق لمدينة ها لونغ، التي تضم الآن التلفريك ومدينة الملاهي وفنادق فاخرة وآلاف المنازل الجديدة، قد ألحقت أضرارًا بالغة بنظامها البيئي.
يقدر دعاة الحفاظ على البيئة بأنه كان هناك في الأصل حوالي 234 نوعًا من المرجان في الخليج، والآن يبلغ العدد حوالي النصف.
كانت هناك علامات على الانتعاش في العقد الماضي، مع زيادة تغطية الشعاب المرجانية ببطء مرة أخرى وعودة الدلافين، لكن النفايات، البلاستيكية والبشرية على حد سواء، لا تزال مصدر قلق كبير.
هناك العديد من الأحياء السكنية الكبيرة قرب خليج ها لونغ، وإذا لم يتم التعامل بشكل صحيح مع النفايات المنزلية من هذه الأحياء، فإنها ستؤثر بشكل كبير على النظام البيئي، الذي يشمل الشعاب المرجانية.
يُحظر الآن استخدام البلاستيك أحادي الاستخدام على القوارب السياحية، ويقول مجلس إدارة خليج ها لونغ إن الاستخدام العام للبلاستيك على متن القوارب انخفض بنسبة 90 في المائة عن ذروته.
أدى النمو الاقتصادي السريع والتوسع الحضري وأنماط الحياة المتغيرة في فيتنام إلى "أزمة تلوث بلاستيكي"، وفقًا للبنك الدولي.
وقدّر تقرير صدر في العام 2022 أن 3.1 مليون طن من النفايات البلاستيكية يتم إنتاجها كل عام، مع تسرب ما لا يقل عن 10 في المائة إلى المجاري المائية، ما يجعل فيتنام واحدة من أكبر خمسة ملوثات بلاستيكية لمحيطات العالم.
وحذر البنك الدولي من أن حجم التسرب قد يتضاعف بحلول العام 2030.