رام الله: إطلاق ائتلاف شباب فلسطين للقرار 2250
رام الله 27-8-2025 وفا– أطلق طاقم شؤون المرأة ووزارة شؤون المرأة بالشراكة مع المجلس الأعلى للشباب والرياضة، وتحت رعاية الرئيس محمود عباس، اليوم الأربعاء، ائتلاف شباب فلسطين، وذلك تلبيةً للقرار الأممي 2250 الخاص بالشباب والسلم والأمن، بمشاركة ما يقارب 200 ناشط وناشطة من مختلف محافظات الضفة الغربية، وبمشاركة متزامنة عبر منصة "زوم" من قطاع غزة.
وقالت وزيرة شؤون المرأة منى الخليلي، خلال مؤتمر الإطلاق الذي عُقد بمدينة رام الله، إن الشباب في صميم أولويات عمل الحكومة التاسعة عشرة، ووزارة شؤون المرأة، والمحرك الرئيسي لجهود الوزارة المشتركة محليا وإقليميا ودوليا.
وأضافت، أن الوزارة حرصت بالتزامن مع هذا العدوان المستمر وجرائم الحرب المرتكبة في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس وإرهاب المستعمرين، على إعلاء صوت الشباب وتدويل معاناتهم الناتجة عن العنف المركب ومتعدد الأبعاد، وإظهارها لأجهزة الأمم المتحدة الرئيسية ومنظماتها من خلال الإحاطات المتواصلة التي تعقدها الوزارة مع مبتعثي الأمين العام، ومقرريه والسلك الدبلوماسي.
وأشارت إلى القرار الصادر عن المجلس الاقتصادي والاجتماعي رقم (28.LE) الذي يستعرض حالة المرأة الفلسطينية تحت الاحتلال الإسرائيلي وأبعاده الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية، منوهة إلى أن القرار أشار إلى انعكاسات هذه الحالة غير المسبوقة على الشباب والشابات أيضا وحث الأمم المتحدة، ومنظماتها، والدول الأعضاء على اتخاذ التدابير اللازمة لوقف هذه المعاناة اليومية ومعالجة الآثار الوخيمة الناتجة عنها.
وأكدت أن القرار الأممي 2250 الخاص بالشباب والسلم والأمن، مترابط مع القرار 1325 وأجندة المرأة والسلام والأمن، فكلاهما يضعنا أمام معادلة واحدة، لا أمن دون تمكيننا كفلسطينيين بمختلف مكونات مجتمعنا وعلى أساس المساواة، من ممارسة حقنا في تقرير المصير ونيل استقلالنا وتجسيد دولتنا كاملة السيادة وعاصمتها القدس، ولا تنمية دون التحرر من هذا الاحتلال.
وبينت أن الوزارة تترجم ذلك وتربط بين القرارين من خلال حرصها الدؤوب على عدم ترك أحد خلف الركب، وإشراك الشباب في تطوير السياسات والقوانين، وفي التخطيط والتنفيذ والمتابعة وتقييم برامج عملها. وقد جسدت هذا النهج بإنشاء المجلس الاستشاري الشبابي للمساواة بين الجنسين، الذي يعد تجربة نوعية وفريدة ليس فقط لدعم خطط الوزارة، وإنما كرافعة وطنية لإعادة تعريف دور الشباب في أجندة المساواة والسلم والأمن.
ولفتت إلى أن الوزارة تستعد لإطلاق الجيل الثالث من أجندة المرأة والسلام والأمن، استنادا إلى القرار: 1325 بما يعكس التزامنا المتجدد بأن تكون أجندتنا الوطنية متسقة مع الجهود العالمية، وفي الوقت نفسه معبرة عن واقعنا الفلسطيني وتطلعات شعبنا -بفئاته ومكوناته المختلفة وعلى رأسها الشباب- إلى الحرية والكرامة.
بدورها، قالت رئيسة مجلس إدارة الطاقم سلوى هديب، إن القرار 2250 صدر في كانون الأول/ ديسمبر عام 2015، وجاء ليؤكد خمسة محاور رئيسية هي: المشاركة، والحماية، والوقاية، والشراكة، والتعبئة، وهي مرتكزات تمثل في جوهرها رؤية متقدمة لمكانة الشباب ليس كضحايا للنزاعات والحروب، وإنما كفاعلين أساسيين في بناء مجتمعات أكثر عدلاً وأمناً.
وتابعت: "لعلنا كفلسطينيين ندرك أكثر من غيرنا أهمية هذا القرار، لأن شبابنا يعيشون منذ عقود في ظل الاحتلال والحرمان من أبسط حقوقهم السياسية والاجتماعية والاقتصادية، هؤلاء الشباب الذين يشكلون أكثر من ثلث المجتمع الفلسطيني هم رأس المال البشري الأكبر، وقوة التغيير المتجددة ورافعة أساسية لأي مشروع وطني يسعى إلى التحرر وبناء الدولة. ومن هنا، فإن تبني القرار 2250 يكتسب بعدا خاصا في السياق الفلسطيني، إذ يمنح شرعية دولية لمطالب الشباب في الحرية والكرامة والسلام العادل".
وأضافت، أن الشباب والنساء عملوا على تحويل القرار من مجرد وثيقة دولية إلى خطة عمل عملية تستجيب لاحتياجات شبابنا في الأرض المحتلة، وتوفر لهم فضاءات للحوار، وفرصاً للمشاركة، وبرامج للحماية والتمكين.
وأردفت، "في هذا السياق اتخذت الأحزاب السياسية في فلسطين وعلى رأسها حركة فتح إعطاء نسبة لا تقل عن 30% من مشاركة المرأة والشباب في رسم السياسات وصنع القرار، وبهذا فقد ساهمت هذه الجهود في رفع وعي الشباب بحقوقهم المعترف بها دولياً، وفي بناء شراكات مع مؤسسات المجتمع المدني، والمنظمات الدولية والهيئات الشبابية، بهدف توفير بيئة آمنة وحاضنة لإبداعاتهم ومبادراتهم. كما أن تبني القرار 2250 عزز مكانة القضية الفلسطينية في المحافل الدولية، حيث أصبح بإمكاننا أن نخاطب العالم بلغة القانون الدولي، مؤكدين أن شبابنا ليسوا فقط ضحايا للاحتلال، بل هم أيضاً صناع سلام وبناة مستقبل".
من جانبه، قال الناشط الشبابي براء عيسى في كلمة الشباب، إن هذا القرار جاء ليعترف بالدور الحيوي الذي يلعبه الشباب في السلام والأمن ومنع النزاعات.
وأضاف، نحن الشباب الفلسطيني نعيش تحت أطول احتلال في التاريخ المعاصر، ونولد في ظل التهديد ونكبر بين التحديات، لكن رغم كل الظروف لا تزال إرادتنا قوية وطموحنا لا يعرف حدودا.
من ناحيته، قال وكيل المجلس الأعلى للشباب والرياضة منذر مسالمة في كلمته نيابة عن الفريق جبريل الرجوب، إن شباب فلسطين رغم كل التحديات هم أملنا وقوة الشعب التي لا تنضب، ويعيشون يوميا تحت قبضة الاحتلال، ويثبتون أن إرادتهم أصلب من كل شيء.
وأضاف، أن شباب فلسطين حولوا المعاناة إلى أمل ورسموا صورة فلسطين الحقيقية أمام العالم التي تنهض كل مرة من تحت الرماد، مبينا أن الشباب الفلسطيني حاضر وفعال وركيزة مشروعها الوطني، ومن المطلوب توفير بيئة آمنة وحاضنة لمشاريعهم.
وقال إن واجبنا أن نوفر للشباب والمرأة مساحة أكبر في القرار، فهم قادة المبادرة، والشباب في الشتات هم جزء أصيل من مجتمعنا، ولا يمكن أن يكون سلام في العالم بينما يحرم شباب فلسطين من أبسط حقوقهم.
يذكر أن القرار 2250 صادر عن مجلس الأمن في ديسمبر 2015، ويعد الأول من نوعه الذي يسلط الضوء على الدور الحيوي للشباب في تحقيق السلام والأمن الدوليين، حيث يحث الحكومات والمجتمع الدولي على إشراك الشباب في عمليات صنع القرار وتعزيز مشاركتهم الفعالة ومنع النزاعات، ويقدم إطارًا لدعم جهود الشباب ومنظماتهم في بناء مجتمعات مسالمة وآمنة.
__
م.ز/ م.ب