الرئيسية تقارير وتحقيقات
تاريخ النشر: 07/09/2022 07:52 م

رصاصة في القلب

تشييع جثمان الشهيد يونس التايه (21 عاما) لمثواه الاخير في مخيم الفارعة (تصوير: وفا)
تشييع جثمان الشهيد يونس التايه (21 عاما) لمثواه الاخير في مخيم الفارعة (تصوير: وفا)

طوباس 7- 9- 2022 وفا- إسراء غوراني

استفاق الشاب يونس تايه من مخيم الفارعة جنوب طوباس، صباح اليوم الأربعاء، على نبأ اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي للمخيم ومداهمة منازل أعمامه لاعتقالهم.

خرج يونس من منزله الواقع على أطراف المخيم محاولا الاطمئنان على ما حل بأقربائه، لكن جنود الاحتلال المتربصين، عاجلوه برصاصة مباشرة في القلب ارتقى إثرها شهيدا، وفقا لما أعلنته وزارة الصحة.

يروي حسين الشقيق التوأم للشهيد أن يونس خرج من المنزل مسرعا لاستيضاح الأمر لحظة وصول نبأ اقتحام منازل أعمامه، مضيفا: حاولنا أن ووالدتي منعه من الخروج لكنه أصر على ذلك، وهو في الطريق أصيب برصاص الاحتلال واستشهد.

ما أن علم أهالي المخيم بنبأ استشهاد يونس، حتى هرعوا إلى مستشفى طوباس التركي الحكومي حيث نقلته طواقم الهلال الأحمر، هناك كان العشرات يقفون في باحات المستشفى وسط حالة من الحزن والصدمة على شهيدهم الذي ارتقـى ولم يكمل الـ21 عاما من عمره.

كان الشهيد وفقا لأقاربه والمحيطين به مقبلا على الحياة، بشوش الوجه، وحسن الخلق مع جيرانه وكل من عرفه.

يقول محمد تايه وهو عم الشهيد: إن يونس كان مجتهدا في العمل ومقبلا على الحياة، فكان في الفترة الأخيرة يعمل بشكل حثيث على بناء منزل له، وقد أوشك على الانتهاء من بنائه لتكوين أسرة في المستقبل القريب.

كما أن الشهيد كان يعمل مع شقيقيه في مرآب للسيارات كان يملكه والدهم المتوفى، ليساعد والدته في تربية شقيقاته الأصغر سنا.

قبيل الظهيرة حمل أهالي مخيم الفارعة شهيدهم على الأكتاف من المستشفى باتجاه وسط المدينة، ومن ثم تم نقله إلى مسقط رأسه مخيم الفارعة، حيث نقل إلى منزل جده ليلقي ذووه نظرة الوداع عليه حيث كانت والدته وشقيقاته بانتظار جثمانه.

بدت والدة الشهيد في حالة من الصدمة والانهيار لحظة إلقاء نظرة الوداع عليه، فيما كانت النسوة يحاولن التخفيف عنها والشد من أزرها.

بعد خروج جثمان الشهيد من المنزل، كانت والدته تقبض بيدها على حجر صغير مخضب بدمائه ترفض تركه من يدها فقد بات ذكراها من نجلها الذي فقدته في ريعان شبابه.

وعلى أطراف المخيم، في مكان استشهاد يونس تحديدا، تجمهر العديد من الأطفال الذين أحاطوا بقعة من دمائه بالحجارة وقرأوا الفاتحة على روحه، فهذا المكان سيبقى حتى سنوات طويلة قادمة يدق ذاكرتهم.

ويرى قانونيون ومحللون أن الاحتلال صعد في الفترة الأخيرة من استهداف الشبان الفلسطينيين بشكل واضح، عبر إطلاق الرصاص بشكل مباشر بهدف القتل، وذلك نتيجة للضوء الأخضر الذي منحته قيادة جيش الاحتلال لجنودها وتخفيف القيود الخاصة بإطلاق النار، علما أن معطيات وزارة الصحة تشير إلى أن عدد الشهداء منذ بداية العام الحالي وحتى اليوم بلغ 143 شهيدا.

وتشهد محافظة طوباس خلال الشهرين الأخيرين أعمال اقتحام شبه يومية من قبل قوات الاحتلال، ويتخلل هذه الاقتحامات إطلاق نار بشكل مباشر على المواطنين، فاستشهاد يونس التايه اليوم يأتي بعد حوالي ثلاثة أسابيع من استشهاد المواطن صلاح صوافطة من مدينة طوباس برصاص الاحتلال بعد خروجه من صلاة الفجر، كما أصيب طفل من مخيم الفارعة أيضا قبل حوالي شهر برصاص الاحتلال في رأسه خلال اقتحام المخيم.

ــــ

/ع.ف

 

مواضيع ذات صلة

اقرأ أيضا