بيت لحم 8-9-2022 وفا- في قصر قديم يعود للعام 1890 بمحاذاة كنيسة المهد، اختارت الخمسينية ماهرة غريب، افتتاح فندق لاستقبال السياح والزوار، على أن يكون طاقمه من ذوي الإعاقة الذهنية.
غريب وهي مديرة جمعية "معا للحياة" المختصة بشؤون ذوي الإعاقة الذهنية فوق عمر 16 عاما، رأت أن منتسبي الجمعية من الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية يمكنهم الإنتاج والعمل والنجاح، بمساعدة بعض المشرفين لتوجيههم للعمل.
وتقول "بعد سنتين من جائحة كورونا تحاول الجمعية إيجاد مصدر ذاتي للتمويل لضمان استمرار عملنا، لذلك جاءت فكرة افتتاح فندق المكون من ثلاثة طوابق ويحتوي على 11 غرفة زوجية، وغرفة واحدة فردية، وغرفة طعام، وحديقة خارجية".
وتشير إلى قدم القصر والذي يصنف ضمن عشر أماكن أثرية في بيت لحم، تم ترميمه بإشراف مركز حفظ التراث بما يتناسب مع خصوصية المكان، ما أضفى عليه لمسات من الأصالة كونه إرث فلسطيني عريق.
وتضيف أن منتسبي الجمعية يعانون من التوحد أو من إعاقة ذهنية بسيطة أو متوسطة، وأعمارهم فوق 16 عاما، وعددهم 40 شابا وشابة، وبذلك تم اختبار قدراتهم سابقا من خلال عمل مشغولات يدوية يتم عملها بالصوف الطبيعي، وبناء على ذلك تم اختيار بعضهم للعمل في الفندق، بحيث يقومون بترتيب الغرف وكي الملابس وتجهيز الفطور تحت إشراف مساعدين من الجمعية.
وأطلقت غريب على الفندق اسم "معا للحياة" وهو الاسم ذاته التي تحمله الجمعية، فالرسالة منه ضرورة تمكين ذوي الإعاقة من الإندماج في سوق العمل.
وتقول مريم كنسان (27 عاما) بينما ترتب إحدى غرف الفندق المطلة على التلال الواقعة جنوب بيت لحم، إنها "نشأت في معا للحياة" التي انضمت إليها في سن المراهقة وفيها كوّنت أصدقاء.
وتمّ إسناد مهمة صباحية لمريم التي يتعيّن عليها تنظيف الطاولة بعد أن ينتهي الزبائن من تناول وجبة الإفطار، وهو ما قامت به بعد انتهاء السائحين الفرنسيين فيرونيك غاندون وهرفي تيسيراند من تناول طعامهما.
ويرى تيسيراند (64 عاما) أن الفندق "استثنائي نوعا ما". أما غاندون (62 عاما) فتوضح أنها لم تكن على علم بالمشروع الاجتماعي عندما حجزا في الفندق. وتضيف "أعتقد أنه (مشروع) جيد إذا ما ساهم بحصول الجمعية على المزيد من الإيرادات، إنها طريقة للتعريف بمشروعها".
وتشكّل التبرعات وعوائد بيع المنتوجات الصوفية موارد للمنظمة أيضا، وتشرح غرّيب أن افتتاح الفندق يضمن لهم مصدر دخل ثابت.
ويقول بلال حجاجرة (18 عاما) إنه سعيد بالعمل في الفندق خاصة أن يحب عمله وأصبح يشعر بالإنجاز.
من جهته، يقول المساعد الإداري إبراهيم فراحين إن فكرة هذا الفندق تحمل في طياتها خطوة ايجابية لتغيير نظرة المجتمع لهذه الفئة الملهمة المملؤة بالمواهب والمهارات التي يجب اكتشافها، مؤكدا أنه فرصة لتشجيع الأهالي لتقديم أبنائهم ممن هم من ذوي الإعاقة للناس دون حبسهم في المنازل أو تركهم في الشوارع بلا اهتمام.
وأشار إلى أنه تم تسجيل الفندق على موقع "Booking" الرسمي للفنادق حول العالم، وسيتم خلال الفترة المقبلة تدريب طاقم الفندق على العمل الفندقي.
وبلغت كلفة ترميم الفندق الذي يحمل اسم "معا للحياة" نحو 200 ألف دولار تمّ تأمينها من مانحين من سويسرا وألمانيا وإيطاليا وكندا.
وتتواصل "معا للحياة" مع منظمة "ألبرغو إتيكو" الإيطالية التي تشرف على فنادق عدة تشغّل ذوي إعاقة.
ــــ
و.ك/ م.ع