الرئيسية تقارير وتحقيقات
تاريخ النشر: 02/11/2022 04:06 م

لم يعد لأبي سيف باب يغلقه

مواطنون يتفقدون الدمار الذي خلفته جرافات الاحتلال عقب هدم منزلين في بلدة جلبون شرق جنين
مواطنون يتفقدون الدمار الذي خلفته جرافات الاحتلال عقب هدم منزلين في بلدة جلبون شرق جنين

جنين 2-11-2022 وفا- بسام أبو الرب

لم تجف بعد، آخر قطرات دهان العزل على سطح منزل المواطن امير أبو سيف من بلدة جلبون شرق جنين، في محاولة منه لحمايته من مياه الأمطار التي تتسرب إليه.

واليوم أصبح المنزل كله ركاما تحت المطر، ولم يعد لأبي سيف بيت يؤويه أو باب يغلقه، بعد ان هدمته جرافات الاحتلال، وسوته بالأرض.

 تناثر ما تبقى من علبة دهان العزل فوق التراب، وفوق الركام وبمحيط المنزل وما استطاعت العائلة من انقاذه من أثاث ومقتنيات.

أبو سيف (31 عاما) الذي يعمل على تجهيز وتشطيب منازل المواطنين، كان يتحضر للذهاب لعمله عندما باغته جنود الاحتلال وأمروه بإخلاء منزله فورا، دخل منزله مسرعا وايقظ زوجته وابنته الرضيعة، في محاولة منه لحمايتهم قبل ان تباشر جرافات الاحتلال الهدم، بعد ان انهت مهمتها في منزل آخر شرقي البلدة.

ويقول "بدأت ببناء المنزل في عام 2016، واستغرق عامين حتى استطعت الانتهاء منه وتأسيسه لبناء اسرة، وبعد ذلك تزوجت وسكنته لأكثر من أربع سنوات، الى ان جاء اخطار بوقف البناء في شهر حزيران الماضي".

ويضيف لمراسل "وفا"، "لم أكن اتوقع ان يتم هدمه، ومنازل العائلة كلها مبنية منذ عشرات السنين، حتى أن قوات الاحتلال كانت تشاهدني كل يوم وانا اقوم ببنائه قبل اعوام، ولم يوجهوا اي اخطارات لنا".

ويتابع: "نحن نعيش بالقرب من جداء الفصل العنصري الذي لا يبعد سوى أمتار معدودة، وجيش الاحتلال لا يفارق المنطقة ابدأ، واتنظر حتى انهيت البناء ولم يعترض عليه، وبعد كل هذه السنوات جاء ليهدمه دون سابق انذار ".

ويؤكد أبو سيف انه كان يتحضر لبناء طابق علوي فوق منزله، بعد ان رزقه الله بمولودين جديدين، الا أن الاحتلال لم يحلوا له البناء في هذه المنطقة ويحرمنا من البقاء من العائلة.

بالقرب من ركام منزل ابو سيف تحاول العائلة نقل ما تبقى من أثاث، فيما تنبعث رائحة من مخلفات عصر الزيتون أو ما تعرف بـ"الزيبار"، لتحضرها العائلة كوقود لفصل الشتاء وبرده.

ليس وحده ابو سيف من واجه خطر الهدم، فقد كان المواطن خالد أبو الرب، يشاهد ما يحدث لمنزله الذي تصل مساحته لنحو 200 متر مربع، والمكون من طابقين وفي اخر مراحل البناء، بعد أن دمرته الاحتلال، فيما لا يعرف اصحاب ستة منازل اخرى مصيرهم، بعد اخطارها بوقف البناء منتصف حزيران الماضي؛ بحجة البناء من دون ترخيص.

وتصل اراضي جلبون الى مدينة بيسان المحتلة، وصادر منها الاحتلال نحو 28 الف دونم من 37 الف دونم في عام 1948، وليعود يصادر نحو 2500 دونم في عام 2002 بعد بناء جدار الضم والفصل العنصري.

وجلبون المحاطة بثلاث مستوطنات وهي: "ملك يشوع"، "وميراف"، و" معالي جلبوع"، كانت مهددة بالقصف والهدم بشكل كامل في عام 1936، ابان الانتداب البريطاني، الذي اعطى وزير خارجيتها في عام 1917 الحق لليهود بناء وطن قومي لهم فوق ارض فلسطين بما يعرف بإعلان بلفور والذي تصادف الذكرى الـ105 له اليوم في الثاني من تشرين الثاني.

ـــ

ب.ر

 

مواضيع ذات صلة

اقرأ أيضا