رام الله 7-12-2023 وفا- أصدرت دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية بيانا صحفيا في الذكرى 74 لتأسيس الأونروا.
وقالت الدائرة، في بيانها، اليوم الخميس، إن هذه الذكرى التي تأتي في ظل نكبة جديدة يعيشها الشعب الفلسطيني جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والهجمة الشرسة ضد المخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية والقدس، والأوضاع الصعبة لمخيمات وتجمعات الشتات الفلسطيني.
إن نكبة شعبنا الفلسطيني عام 1948، وما نتج عنها من تحولات كبرى على مستوى الديموغرافيا والجغرافيا الفلسطينية، وما رافقها من اجتثاث وتهجير قسري لما يقارب من المليون فلسطيني وتوزعهم فوق أراضي دول وجغرافيات متعددة، الأمر الذي دفع الأمم المتحدة الى تأسيس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" بموجب القرار رقم 302، الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في 8 كانون الأول 1949.
وأضافت، أن الأونروا أنشئت بهدف تقديم برامج الإغاثة المباشرة والتشغيل، ومنذ ذلك الوقت ولغاية هذا اليوم وفي ظل غياب حل لقضية اللاجئين الفلسطينيين وفقا للقرار 194 تقوم الجمعية العامة للأمم المتحدة بالتجديد الدوري لولاية "الأونروا".
وأكدت أن قطاع غزة يعيش نكبة جديدة بكل معنى الكلمة، بل إن مستوى التدمير والقتل والابادة يفوق ما مر به شعبنا طول 75 عاما الماضية، وان القطاع وصل الى ذروة الكارثة الإنسانية، هو يعتبر منطقة منكوبة بكل المقاييس، بل إن ما يحدث بغزة يفوق كل الكوارث التي شهدتها البشرية في التاريخ القديم والحديث، وأصبحت غزة أرضاً محروقة وتغطيها المقابر الجماعية والدمار والدماء ويتوزع فوقها مراكز النازحين ومراكز الإيواء في كل مكان بلا حماية أو رعاية.
ولفتت إلى أن حكومة الاحتلال وجيشه يستخدمون سياسة الأرض المحروقة وأحزمة النار والقتل والتدمير والمجازر المروعة وهدم الأحياء على رؤوس ساكنيها بهدف تهجير الناس من بيوتهم بشكل قسري، وهي جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وجرى توثيقها بالصوت والصورة وتمت على الهواء مباشرة.
وشددت الدائرة في ذكرى تأسيس الأونروا، على أهمية وجود هذه الوكالة الدولية وتعزيز دورها، وخصوصا في مجال حماية اللاجئين الفلسطينيين والنازحين الجدد اليوم في قطاع غزة والذين يعانون من أوضاع كارثية وتركوا بلا أي مساعدة أو حماية، ووصل الأمر بهم حد المجاعة، وأصبحت مشاهد النزوح ومراكز الإيواء والخيام، تُعيد إلى الأذهان مأساة وصور النكبة الفلسطينية الكبرى عام 1948، وهذا يؤكد بما لا يدع مجالا للشك بأن الهدف الأكبر لهذا العدوان المسعور، هو إحداث نكبة كبرى تبقى لأجيال، وهي خطوة أولى نحو مزيد من الإجراءات التي تهدف الى التهجير وإعادة التوطين، في محاولة للإجهاز على القضية الفلسطينية وحسم الصراع وفقا للمخططات الإسرائيلية.
وبيّنت الدائرة أن هناك مسؤوليات كبرى تقع على كاهل المجتمع الدولي من أجل وقف هذا الفاجعة وهذه الكوارث المتتالية وحالة الإبادة الجماعية، عبر التأكيد على أهمية دور الأونروا، هذه المؤسسة الدولية التي عانت وعلى مدار سنوات من عديد الأزمات المعقدة والمركبة وخصوصا ازمة التمويل والمحاولات الدائمة لجسر فجوات التمويل اللازمة لتنفيذ برامجها.
وأوضحت أن المجتمع الدولي مطالب أكثر من أي وقت مضى لوقفة جدية تنهي العدوان، ورفد الأونروا بالتمويل اللازم والكافي، حتى تقوم هذه المؤسسة الأممية بما يقع على عاتقها من مسؤوليات وأدوار في مجال حماية وإغاثة وإيواء كل الذين فقدوا منازلهم ومصادر رزقهم وممتلكاتهم.
وأكدت دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية أن اعتبار "الأونروا" ووجودها، له أهمية قانونية وسياسية وإنسانية وخدماتية فيما يخص قضية اللاجئين، وأن هذه المؤسسة الأممية هي تعبير وإقرار من المجتمع الدولي بمسؤولياته القانونية والأخلاقية تجاه قضية اللاجئين.
وقالت إن بقاء عمل الأونروا مرتبط بوجود واستمرار قضية اللاجئين الفلسطينيين، وبالتالي ستبقى هذه المؤسسة تعمل الى حين عودة اللاجئين الى ديارهم وبيوتهم ومصادر رزقهم وفقا للقرار 194.
ودعت مجتمع المانحين الدوليين الى الإسراع والعمل الجاد من أجل توفير التمويلات اللازمة لاستمرار عمل الأونروا وخصوصا عملها الإغاثي والحمائي في قطاع غزة والضفة الغربية وفي مخيمات الشتات.
وحثت على ضرورة توفير تمويل مستدام لعمل الأونروا وبرامجها، بما يمثل اليوم ضرورة وحاجة ملحة لا يمكن الاستغناء عنها من اجل استمرار شريان الحياة في أوساط اللاجئين وخصوصا خدمات الصحة والتعليم والإغاثة والمساعدات والبنى التحتية التي جرى تدميرها في مخيمات غزة والضفة الغربية بشكل غير مسبوق.
وقالت "أن وكالة الأونروا هي الجهة الأممية التي تتحمل مسؤولية قيادة جهود إيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى قطاع غزة بشكل كامل، والدعوة الى عودة عملها في مقرها الرئيس في مدينة غزة".
وأعربت عن رفضها من أي محاولة لتمرير تهجير الفلسطينيين قسراً، مشددة على ضرورة العمل لتوفير مساكن ومأوى مناسبة وآمنة وملبية لاحتياجات النازحين داخل قطاع غزة وليس خارجه، واعتبار أي مشاريع تنادي بالنزوح بدواعي إنسانية بمثابة خطوة للإجهاز على القضية الفلسطينية برمتها، وخلق حالة لجوء فلسطينية جديدة سيكون لها تأثيرها الخطير على الإقليم والعالم، والتأكيد على أن الحل او المدخل الحقيقي في معالجة شاملة للقضية الفلسطينية من خلال الإقرار بالحقوق الفلسطينية وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين".
ـــــــ
ر.ح