بيت لحم 21-5-2024 وفا- دعا مركز التعليم البيئي/ الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة، إلى تنفيذ مسح دولي شامل لآثار العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة والضفة الغربية، في البيئة، خاصة التنوع الحيوي.
وأكد، المركز في نشرة لمناسبة اليوم العالمي للتنوع الحيوي، الذي يصادف الـ22 من أيار كل عام، أن المعطيات التي تُصدرها الأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى حيال تداعيات العدوان على غزة صادمة، وتتطلب مسحًا عاجلًا لمنع تفاقم الكارثة التي باتت تتهدد حياة البشر، بعد أكثر من 7 أشهر على العدوان.
75 ألف طن متفجرات
ووفق التقديرات الأممية فقد ألقى الاحتلال (75,000) طن متفجرات على القطاع حتى نهاية نيسان الماضي، أدت إلى تدمير واسع، فيما وصلت الخسائر الأولية المباشرة إلى (33) مليار دولار، وقد جرى تدمير (86,000) وحدة سكنية كلياً، إلى جانب (294,000) وحدة سكنية دُمرت جزئيًا.
وأشارت النشرة إلى وجود تأثيرات كبيرة على الإنسان الذي فقد كل شيء، كما أن كميات الذخائر الهائلة جعلت أشكال الحياة كافة صعبة جدًا، ودمرت الأرض، وحرقت النبات، ولوثت المياه والتربة، وسممت الهواء.
وتحدثت عن وادي غزة، الذي يفصل بين مدينة غزة ومحافظات المنطقة الوسطى، فقد أُعلن عام 2007 محمية طبيعية ممتدة على 19 كيلومترا تقريبًا، نصفها ضمن القطاع، لكنها تعرضت للدمار الهائل، وتحولت قبل العدوان إلى مصب للنفايات الصلبة، كما كان الاحتلال يفرّغ فيها نحو 16 ألف متر مكعب من المياه العادمة يوميًا حتى عام 2022.
وتبعا للنشرة، فإن كمية الأنقاض والركام التي تتوجب إزالتها في غزة تمثل مهمة مكلفة وخطيرة بشكل كبير في القطاع الفلسطيني، الضيق بالنظر إلى وجود قنابل غير منفجرة فيها، فضلا عن مادة الأسبستوس المقدرة بــ800 ألف طن، كما أن حجم الأنقاض يبلغ 37 مليون طن، أو 300 كيلوغرام لكل متر مربع.
وأشار المركز إلى وضعه ملامح دراسة علمية تراقب تأثير العدوان في التنوع الحيوي، وانعكاسات ذلك على البيئة.
تنوع هائل ومسلوب!
وتطرقت النشرة إلى أرقام خاصة بالتنوع الحيوي في فلسطين، فرغم صغر مساحتها إلا أنها تتميز بتنوع الغطاء النباتي الناجم عن التباين الجغرافي والمناخي، كما تتباين بين مناطق صحراوية وجبلية يفوق ارتفاعها ألف متر فوق سطح البحر، ومناطق سهلية ساحلية تمتد على مستوى سطح البحر، ومناطق غورية تنخفض 394 متراً عن مستوى سطح البحر.
وتحدثت عن وجود 4 أقاليم نباتية: البحر المتوسط، والصحراوي، والتغلغل السوداني، والطوراني الإيراني، فيما تم تحديد ووصف حوالي 2,750 نوعاً من النباتات البرية في فلسطين التاريخية ضمن 138 عائلة، وهناك 261 نوعاً نباتيًا متوطنًا في فلسطين، منها حوالي 53 نوعًا خاصًا بفلسطين.
ووفق النشرة، توجد في المحافظات الشمالية (الضفة) والجنوبية (غزة) نحو 2,076 نوعاً نباتياً، 90 منها مهدد بالانقراض، و636 نوعاً سُجلت كنادرة جداً، في المحافظات الشمالية 391 تمثل 20% من الأصناف النباتية، و68 صنفاً نادراً جداً تمثل 3.5% من الأصناف في فلسطين.
أما في المحافظات الجنوبية، فهناك 155 صنفًا نباتيًا نادرًا تمثل 12% من إجمالي الأصناف، و22 صنفاً نادراً جدًا تساوي 1.8% من إجمالي الأصناف في فلسطين.
وتبعًا لقائمة طيور فلسطين لمركز التعليم البيئي، هناك 393 نوعا من الطيور في المحافظات الشمالية (الضفة بما فيها القدس المحتلة) والجنوبية (غزة)، وتنتمي طيور المحافظات الشمالية والجنوبية إلى (25) رتبة، و(71) عائلة، و(203) أجناس، وجاءت أنواع طيور الضفة وغزة بعد دراسات لمركز التعليم البيئي استمرت 24 عامًا، والتزمت بالتصنيفات العالمية الجديدة وتحديثاتها.
بيئة مستباحة
وأضاف المركز أن مساحة المحميات الطبيعية في المحافظات الشمالية والجنوبية حوالي 514.7 كم2، في حين بلغت مساحة الغابات والأحراش حوالي 101.4 كم2، كما يعاني التنوع الحيوي في فلسطين بفعل الاحتلال الذي يدمر ويصادر ويقلع وينهب ويستبيح البيئة وما عليها، وسيصل طول جدار الفصل والتوسع العنصري إلى نحو 780 كم.
وتحدثت الأرقام عن مساحة الأراضي الفلسطينية المعزولة والمحاصرة بين الجدار و"الخط الأخضر" نحو 680 كم2، أي ما نسبته 12.0% من مساحة الضفة الغربية، منها حوالي 454 كم2 أراضٍ زراعية ومراعٍ ومناطق مفتوحة، و117 كم2 مستغلة كمستعمرات وقواعد عسكرية و89 كم2 غابات، بالإضافة إلى 20 كم2 أراضٍ مبنية فلسطينية.
وبحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، استولى الاحتلال الإسرائيلي عام 2023 على 50.526 دونما مقارنة بحوالي 26 ألف دونم خلال عام 2022، وبلغ عدد المواقع الاستعمارية والقواعد العسكرية الإسرائيلية نهاية عام 2022 في الضفة الغربية 483 موقعاً.
وتتوزع المواقع الاستعمارية في الضفة بواقع 151 مستعمرة و25 بؤرة مأهولة تم اعتبارها كأحياء تابعة لمستعمرات قائمة، و163 بؤرة استعمارية، و144 موقعًا تشمل مناطق صناعية وسياحية وخدماتية ومعسكرات لجيش الاحتلال.
أرقام عالمية ودعوات محلية
واستنادًا إلى برنامج الأمم المتحدة للبيئة، فإن عدد المناطق المحمية العالمية حوالي عشرة آلاف، تغطي حوالي 6% من كوكب الأرض.
ويُقدِر الخبراء الأنواع الحيوية الموجودة على الأرض بنحو 8.7 مليون نوع، منها 6.5 مليون تعيش على اليابسة، و2.2 مليون تسكن في أعماق البحار والمحيطات.
ووفق الاتحاد الدولي لصون الطبيعة، فإن هناك 7.8 مليون نوع من الحيوانات، و298 ألف نوع من النباتات، و611 ألف نوع من الفطريات، و36,400 نوع من الأوليات، و27,500 نوع من الطلائعيات الصبغية.
بينما ستقوض الاتجاهات السلبية الحالية في التنوع الحيوي التقدم المُحرز نحو تحقيق 80% من الغايات المقيمة لثمانية أهداف من أهداف التنمية المستدامة، فيما غُيرت ثلاثة أرباع البيئة البرية ونحو 66% من البيئة البحرية بشكل كبير بسبب الأنشطة البشرية.
وأكدت النشرة أن التنوع الحيوي هو التباينات أو الاختلافات بين مجموعة الكائنات؛ ويُستخدم لوصف عدد وتنوع واختلاف الكائنات الحية، وتكمن أهميته في العديد من مجالات الحياة كلها.
ودعا مركز التعليم البيئي إلى حماية التنوع الحيوي لدوره في استمرار استقرار النظام البيئي، وباعتباره مخزونًا وراثيًا طبيعيًا، ومن المبادئ الأساسية للتنمية القابلة للاستمرار للموارد البيئية.
وقال إن حماية التنوع الحيوي تبدأ بخطوات وممارسات صغيرة، وتتطلب مراجعة سلوكنا نحو بيئتنا، فيما ينبغي تكريس الاستفادة من التنوع الحيوي في حياتنا اليومية، موضحا أن حماية الطبيعة تتطلب وقف الصيد والقطف والرعي الجائر، والتخلص من النفايات التي تلوث بيئتنا وتهدده.
ودعا المركز إلى الكف عن رش مبيدات الأعشاب، ومعالجة الأعشاب الجافة بطرق آمنة دون حرقها.
-
ع.ش/ و.أ