الرباط 1-12-2023 وفا-قدمت منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة "الإيسيسكو"، في إطار احتفائها باليوم العالمي للتضامن مع شعبنا، منحة طارئة لطلبة دولة فلسطين من المحافظات الجنوبية الدارسين في المملكة المغربية، وذلك بسبب الظروف الاقتصادية والإنسانية التي يمرون بها وعائلاتهم خلال العدوان الإسرائيلي على غزة، وانقطاع الاتصالات ما بينهم وبين ذويهم.
جاء ذلك خلال نشاط أقامته "الإيسيسكو" في مقرها بالعاصمة المغربية الرباط، بحضور مديرها العام سالم بن محمد المالك، وسفير دولة فلسطين لدى المملكة المغربية جمال الشوبكي، والمدير المكلف بتسيير وكالة بيت مال القدس الشريف محمد سالم الشرقاوي، وشارك عن بعد أمين عام اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم، رئيس المجلس التنفيذي لمنظمة "الإيسيسكو" دوّاس دوّاس، بالإضافة لأعضاء من السلك الدبلوماسي وأكثر من مائة شاب وشابة من الطلبة الفلسطينيين الدارسين بعدد من الجامعات المغربية.
وفي مستهل كلمته خلال اللقاء مع الطلبة الفلسطينيين، أعرب المالك عن سعادته بزيارتهم مقر المنظمة، لما يمثلونه من رمزية للقضية الفلسطينية وما شهدته ولاتزال من تضحيات وشرف، مشيرا إلى أن الإيسيسكو بجميع قياداتها وموظفيها تشاطر الطلبة مشاعر العزاء في من فقدوهم من أحباب، نحتسبهم عند الله شهداء، سائلا الله عز وجل أن يشفي الجرحى ويفك أسر المعتقلين، ويعيد المهجرين إلى ديارهم سالمين.
وأكد أن دعم الإيسيسكو للطلبة الفلسطينيين في المغرب، هو محاولة للتعبير عن التضامن والمساندة، منوها باحتضان المملكة المغربية لهؤلاء الطلبة، وبما يجدونه من رعاية من المسؤولين في دولة فلسطين وسفارتها في الرباط.
ودعا المدير العام للإيسيسكو الطلبة الفلسطينيين إلى التسلح بالعلم وخوض معركة البناء بكل حيوية وإرادة لما تمثله من شرف، مؤكدا أن الشباب والأطفال في فلسطين قادرون على مواصلة كتابة تاريخ تسوده العزة، وتتسامى فيه البطولات والتضحيات، رغم ما تمر به بلادهم من أحداث عصيبة.
من جانبه، ثمن الشوبكي، مبادرة الإيسيسكو لدعم الطلبة الفلسطينيين، مؤكدا أنها تأتي في إطار رسالة المنظمة السامية في مجالات اختصاصها، وفي ظل عدوان غير مسبوق من جانب الاحتلال الإسرائيلي على جميع مرافق الدولة الفلسطينية.
وفي كلمته، استعرض الشرقاوي، أدوار وجهود الوكالة في دعم القضية الفلسطينية، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني سيخرج من تحت الأنقاض لإعادة بناء كل ما طالته يد الاحتلال بالتدمير.
بدوره، قدم دوّاس التحية لشعبنا الفلسطيني في أماكن تواجده كافة، متمنيا الرحمة لشهدائنا الأبرار والشفاء العاجل للجرحى والمصابين والحرية للمعتقلين في سجون الاحتلال، بعد هذا العدوان غير المسبوق على جميع قيم الإنسانية، شاكرا "الإيسيسكو" على هذه المبادرة الريادية التي تعبر عن سرعة الاستجابة للاحتياجات الإنسانية الطارئة، وخاصة التربوية والعلمية في فلسطين، وهذه المنحة المقدمة لطلبة المحافظات الجنوبية لتمكينهم من مواصلة تحصيلهم الأكاديمي.
وأشار دوّاس إلى مواقف "الإيسيسكو" الدائمة والمناصرة لحقوق شعبنا الثقافية وحماية ومساعدة مقدراته الثقافية والعلمية، وأهمية إدراج بند القدس والأوضاع التربوية والعلمية في فلسطين والعدوان الإسرائيلي على غزة على جدول أعمال المجلس التنفيذي للمنظمة القادم، والذي سيتم خلاله اتخاذ قرارات تليق وتتناسب مع حجم الاحتياجات وحجم الحدث.
وأكد دوّاس أن توجيهات الرئيس محمود عباس، جاءت لإعادة تكييف البرامج والأنشطة كافة التي تقدم من المنظمات الدولية المتخصصة من خلال اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم، حيث ستحول لإغاثة ومساعدة القطاعات التربوية والثقافية والعلمية في المحافظات الجنوبية في ظل ما تتعرض له من عدوان إسرائيلي غاشم.
وأشار إلى أن العمل جار مع كل المنظمات الدولية "اليونسكو والإيسيسكو والألكسو" للمزيد من الدعم الطارئ لاحتياجات الفلسطينيين في هذه القطاعات المهمة، مما يمكن طلبتنا من مواصلة تحصيلهم العلمي في ضوء انقطاع الدعم الدائم بفعل ما يتعرض له شعبنا في غزة، والحصار المفروض على دولة فلسطين.
ونيابة عن الطلبة الفلسطينيين، أكد الشاب مجد غبن، في كلمته، تقدير الطلبة لمبادرة الإيسيسكو ودعمها لهم، وفخرهم بما تقدمه المنظمة من برامج ومبادرات لفائدة الشباب. وأهدى "الكوفية الفلسطينية" إلى مديرها العام سالم بن محمد المالك، تقديرا لجهوده ومنظمة الإيسيسكو في دعم القضية الفلسطينية.
وعقب ذلك تم فتح باب النقاش والمداخلات أمام الطلبة للتعبير عن آرائهم وتطلعاتهم وما يأملون به من برامج ومبادرات تنفذها الإيسيسكو لفائدتهم.
ــــ
ع.ف